🔲مفتاح العقل أولى من مفتاح القفل🔲

***  مفتاح العقل أولى من مفتاح القفل  ***

قرأت فيما يقرأ المغفل المخدوع قول أحدهم أن مفتاح أقفال الأبواب الموصدة بيد أحد زعماء الأحزاب ، متى تسلمه هذا البطل المنقذ إلا و حلت المشاكل و فكت العقد ، و الغريب أن بعض الحمقى يرددون هذا القول و كأنه الترياق الأنجع ، و هو ما يؤكد و يقطع الشك باليقين أن هؤلاء أشد غباء إلى درجة الحمق ، أو أن اليأس و الضمور بلغ بهم مبلغا فضيعا فيعلقون الأمل على أي قول صدر من أي جهة معينة لعله يكون ضوء الفجر الذي يبزغ بعد ظلمة ليل أرخت سدولها و طال زمانها ، حتى أمسى الكثير يظن أنها لن تنجلي أبدا ، و لو تريثوا قليلا و استعملوا عقولهم بدل بطونهم و استحضروا آليات التحليل الدقيقة لعلموا أن ما قيل و ما يقال عن هذا القول و غيره من الأقوال ينبغي أن تحلل تحليلا منطقيا بعيدا عن التعاطف و المجاملات بعين الواقع و مستجداته ، و لا بأس من تنبيه كل متمشدق إلى أمور هو يجهلها أو يعرفها و يتغاضى عنها في سبيل إرضاء نزواته و إشباع بطنه .
أولا  :  لا يمكن لمفتاح واحد أن يفتح جميع الأقفال ، علما بأن الأقفال قد طالها الصدأ ،
ثانيا  :  بأي قفل سيبدأ مالك المفتاح و قد تعددت الأقفال و اختلفت أنواعها و طرق تصنيعها ، و استشرى الفساد فيها و تغلغل حتى أضحى أمرا طبيعيا عاديا .
ثالثا  :  لعل أكثر الأقفال أهمية ، هو قفل التربية و التعليم باعتباره الركيزة الأساس لبناء مجتمع متحضر ، فكيف يستطيع مالك المفتاح أن يفتحه في غياب مخططات استراتيجية و نية صادقة للإصلاح بعيدا عن كل الإملاءات الدخيلة .
رابعا  :  هل في مقدوري مالك المفتاح أن ينصر العدل و يرفع الظلم عن المقهورين بما يضمن الكرامة و الأمن .
خامسا  :  إن قفل الصحة و التطبيب قد تآكل و تعفن و فاحت ريحه النتنة ، فكيف سيفتح هذا القفل من غير إرادة و عزيمة و تظافر للجهود ، لتطمئن الجنوب في المضاجع و تعود البسمة تعلو الوجوه .
سادسا  :  هل يستطيع مالك المفتاح أن يقف في وجه الإعلام التافه ، الذي أصبح يستغفل الناس و يستحمرهم بالرفع من شأن السفهاء و سفاهتهم و بتشجيع التفاهات و التشهير بأصحابها و كأنهم أبطالا ، و لا يلتفت البتة لكل مجد غيور حتى أقبرت الطاقات الجادة النافعة و طفا الغثاء و التفاهة .
سابعا :
 ثامنا :
تاسعا :
....المئة :
لا يمكن التحدث عن الأقفال جميعها لأنها كثيرة جدا و لا يسعها المقال مهما كثرت صفحاته و اتسعت ، إذ كيف يتم البناء تمامه إذا كانت فئة قليلة تبني و السواد الأعظم يهدم .
ختاما ينبغي أن نمني النفس بالحلول المنطقية ، و نعقد العزم و الهمة للنهوض ببلدنا نحو الطليعة بمفاتيح فعالة تتنوع بتنوع الأقفال ، و نغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية و نعرف بأن القناعة مجلبة للسعادة و نعلم علم اليقين أن عمرنا في هذه الحياة قصير جدا و أننا سنحاسب على كل كبيرة و صغيرة ، فلنتجرد من الأنانية العمياء الجهلاء و نغير سلوكنا نحو ما ينفع البلاد و العباد ، و لعمري فذاك هو المفتاح الحقيقي وتلك هي الوطنية الصادقة ....