من أجمل ما قرأت لطه حسين مقالا بعنوان
"" الأمية الثقافية ""
في مقال صغير يتحدث عميد الأدب العربي عن الأمية و يصنفها إلى نوعين ، النوع الأول هو الأمية الأبجدية و هذا النوع معروف بين الناس و ينعت به كل من لا يعرف القراءة و الكتابة ، و النوع الثاني هو الأمية الثقافية ، و يقصد به
طه حسين أولئك المتعلمين الذين يتقنون تخصصاتهم
و يهملون ما عدا ذلك من العلوم و المعارف الأخرى ، فأكسبهم تعلمهم خبرة مهنية في مجالهم و لم يكسبهم ثقافة ، و قد أعطى مثالا على ذلك بطبيب يعلم الكثير في الطب و يهمل المجالات الأخرى فلا يعرف عنها و لو ذلك القليل الذي يمكنه من مشاركة جلسائه في مناقشة المسائل البسيطة في الفقه
و الأدب و التاريخ و الجغرافيا و الفلك و سائر العلوم
و الفنون الأخرى .
كان هذا رأي عميد الأدب العربي آنذاك ، أما أنا ككاتب متواضع ، فلي رأي آخر أوضحه باختصار شديد و أرد عليه رغم أنني لست كفؤا له .
ليتنا اليوم وجدنا من يتقن الإختصاص الموكول له ،
و يخلص النية في عمله و يبحث في مجال تخصصه ليرقى به إلى مستوى أعلى ، فما أحوج المجتمع لمثل هؤلاء ، و لا ملامة عليهم إن أهملوا مجالات أخرى . فنحن اليوم لا نطمع أن نجد ذلك المثقف الموسوعي ، بل نأمل أن نجد من يتقن تخصصه ، و يتفانى في خدمة الآخرين ، و لكن للأسف لا هذه و لا تلك ، إذا استثنينا طبعا قلة قليلة من ذوي الضمائر الحية الذين يسعون لتحقيق أهداف أمتنا ، و لهم و لأمثالهم كل التقدير و الامتنان ، و لو شاء الله أن تبقى يا طه حيا إلى يومنا هذا لربما شاطرتني الرأي و أعدت النظر في مقالك .
💼 بين طه حسين و زايد وهنا 💼