وصايا لبناتي

 وصايا لبناتي

         اعلمن حفظكن الله أن لكل نفس أجل محتوم ، لا بد أن 

تلقاه إن عاجلا أو آجلا ، و علمها كما يعلم الجميع في طي الغيب عند خالقها ، لهذا خوفا من مباغتتها لي ، ارتأيت أن أكتب هذه الوصايا مادامت روحي بين جوانحي ، إذن خذن ما أوصيكن به على محمل الجد ، و اعملن به ، لأن العمل به هو رأس الطاعة و البرور للوالدين ، به تنلن رضا الوالدين ،

و رضاهما هو دون ريب رضا الله .

بناتي العزيزات ، لقد عشت حينا من الدهر ، و خبرت الدنيا

و مصاعبها ، و تجرعت حلوها و مرها ، و أيقنت بعد عمر

طويل أن الدنيا زائلة فانية ، و سعادتها في تقوى الله ،

و العمل بأوامره و اجتناب نواهيه ، و عليه خذن مني هذه :

▪️عليكن بتقوى الله ، و اجتنبن المعاصي كبيرها وصغيرها .

▪️أحسن إلى والدتكن من بعدي ، و لا تعصين لها أمرا ، 

و تذكرن دائما ما قاسته من أجل تربيتكن .

▪️تحلين بالخلق الحسن ، يجعلكن عفيفات .

▪️لا تغترن بالمظاهر الزائفة فمآلها إلى زوال و عواقبها وخيمة .

▪️اتحدن و تآزرن فيما بينكن ، فقد خلقكن الله من نفس الرحم ، و رضعتن نفس الحليب من نفس الثدي ، لهذا إذا نبا الزمان بإحداكن فاعطفن عليها و واسينها ، و تحملن آذاها 

و اصطبرن على عيوبها .

▪️احتفظن بأسراركن ، فلا تفشينها لأحد ، سيأتي يوم تنقلب عليكن وبالا .

▪️لا تصاحبن إلا الطاهرات العفيفات ، و لا تكثرن من الصاحبات.

▪️ لا تنظرن إلى من هم فوقكن ، فتعشن تعيسات ، بل انظرن إلى من هم دونكن ، فتعشن سعيدات ، ففي القناعة تكمن السعادة .

▪️   لا تعنن ظالما ، و لا تحقرن ضعيفا ، و تواضعن مع جميع

الخلق .

▪️  الزمن بيوتكن و لا تكثرن الخروج منها إلا لمآرب تقضينها ، فكثرة التجوال مجلبة للمصائب .

             هذه بناتي العزيزات أهم الوصايا ، احفظنها ،

و احتفظن بها ، و اعملن بها ، و ترحمن علي و على والدتكن عند كل صلاة ، فقد عملنا كل ما في وسعنا لتنشئتكن 

و تربيتكن و تعليمكن ، حرمنا أنفسنا لنوفر لكن كل ما تطلبنه، و لم نتضجر يوما من طلباتكن ، بل كان أملنا أن نراكن سعيدات ، و الحمد لله الذي أطال أعمارنا حتى كبرتن 

و تعلمتن ،  فلا تنسيننا بالدعاء .

ختاما أسأل الله جل في علاه أن يسعدكن دنيا و آخرة و أن يجمعنا بكم في مستقر رحمته .


أكلنا يوم أكل الثور الأبيض

 أكلنا يوم أكل الثور الأبيض

لو اتحدنا من زمان كاتحادنا اليوم ، و وقفنا في وجه القرارات

المجحفة ، و تصدينا لكل ما يمس كرامة المدرس ، لكنا اليوم ننعم بقدر محترم من الحقوق ، و لكن للأسف الشديد كان القيمون على قطاع التعليم في كل مرة يمررون قرارات

تدني من شأن المدرس و تحمله ما لا طاقة له به ، و لا من يحرك ساكنا . السواد الأعظم من رجال التعليم وضعوا ثقتهم في النقابات و لم يدركوا حينها أن هذه النقابات تخدم بنسبة

كبيرة مصالحها الشخصية و تتواطؤ مع الحكومات ، و تجعل من مطالب الشغيلة التعليمية مطية لقضاء مآربها ، و لم تحقق

لهم سوى التسويف من خلال عقد اللقاءات المتكررة دون

تحقيق أدنى المطالب ، و لعل أفضع جريمة ارتكبت في حق

المدرسين هي تمديد سن التقاعد لما فوق الستين ، و كان

هذا القرار بمثابة جس النبض ، إذ مر القرار في صمت و لا

معقب عليه إلا تلك الفئة القليلة المسنة المقبلة على التقاعد

التي لقلتها غلب على أمرها ، و مادام أغلب المدرسين من الشباب و الكهول الذين يفصلهم عن سن التقاعد أمد بعيد ، لم يعيروا الموضوع اهتماما ، و لم يتحدوا مع إخوانهم المشرفين على التقاعد ، و هذا ما شجع الوزارة على التمادي في قهر المدرسين و دون خجل خرجت الوزارة بهذا النظام الأساسي الظالم ، مما أفاض كأس الصبر و التحمل لدى رجال و نساء التعليم ، و الحقيقة أننا كنا نأمل أن نقف مثل هذه الوقفة يوم تم إصدار قرار تمديد سن التقاعد ، و لو فعلناها يومها و وقفنا لها بالمرصاد لتراجعت الوزارة عن قرارها المشؤوم و لما  تجرأ  أيا كان اليوم  أن يصدر هذا النظام الأساسي بهذا الشكل لأنه يعلم أن أولئك الذين تصدوا لتمديد سن التقاعد و أبطلوه هم الذين سيتصدون لهذا النظام الأساسي و بنفس الاتحاد و القوة بل و أكثر ، و لكن سكوتنا 

و عدم اتحادنا في صد القرارات المجحفة السابقة أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ، لهذا أقول أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض .