أكلنا يوم أكل الثور الأبيض
لو اتحدنا من زمان كاتحادنا اليوم ، و وقفنا في وجه القرارات
المجحفة ، و تصدينا لكل ما يمس كرامة المدرس ، لكنا اليوم ننعم بقدر محترم من الحقوق ، و لكن للأسف الشديد كان القيمون على قطاع التعليم في كل مرة يمررون قرارات
تدني من شأن المدرس و تحمله ما لا طاقة له به ، و لا من يحرك ساكنا . السواد الأعظم من رجال التعليم وضعوا ثقتهم في النقابات و لم يدركوا حينها أن هذه النقابات تخدم بنسبة
كبيرة مصالحها الشخصية و تتواطؤ مع الحكومات ، و تجعل من مطالب الشغيلة التعليمية مطية لقضاء مآربها ، و لم تحقق
لهم سوى التسويف من خلال عقد اللقاءات المتكررة دون
تحقيق أدنى المطالب ، و لعل أفضع جريمة ارتكبت في حق
المدرسين هي تمديد سن التقاعد لما فوق الستين ، و كان
هذا القرار بمثابة جس النبض ، إذ مر القرار في صمت و لا
معقب عليه إلا تلك الفئة القليلة المسنة المقبلة على التقاعد
التي لقلتها غلب على أمرها ، و مادام أغلب المدرسين من الشباب و الكهول الذين يفصلهم عن سن التقاعد أمد بعيد ، لم يعيروا الموضوع اهتماما ، و لم يتحدوا مع إخوانهم المشرفين على التقاعد ، و هذا ما شجع الوزارة على التمادي في قهر المدرسين و دون خجل خرجت الوزارة بهذا النظام الأساسي الظالم ، مما أفاض كأس الصبر و التحمل لدى رجال و نساء التعليم ، و الحقيقة أننا كنا نأمل أن نقف مثل هذه الوقفة يوم تم إصدار قرار تمديد سن التقاعد ، و لو فعلناها يومها و وقفنا لها بالمرصاد لتراجعت الوزارة عن قرارها المشؤوم و لما تجرأ أيا كان اليوم أن يصدر هذا النظام الأساسي بهذا الشكل لأنه يعلم أن أولئك الذين تصدوا لتمديد سن التقاعد و أبطلوه هم الذين سيتصدون لهذا النظام الأساسي و بنفس الاتحاد و القوة بل و أكثر ، و لكن سكوتنا
و عدم اتحادنا في صد القرارات المجحفة السابقة أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ، لهذا أقول أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق