طرائف الحمقى و المجانين
في رقعة جغرافية من القارة الإفريقية ، يعيش شعب مصاب بالجهل و الحمق و البلادة ، و قد لفت أنظار العالم كله لما يصدر منه من حماقات ، حتى أضحى مسخرة الناس جميعا في كل بقاع الأرض ، و تعمدت الشعوب الأخرى ألا توقظه من سباته
و ألا تنبهه إلى بلادته لأنهم يرون في غبائه ما يضحكهم
و يروح عن أنفسهم ، و لو أن التاريخ تجاوز مثل هذه الطرائف بفعل التقدم التكنولوجي و الثقافي إلا أنها قد بعثت من جديد عند هذا الشعب ، و ليتها كانت تحمل من المتعة ما كان سائدا في القديم من طرائف الحمقى ، فهذا الشعب بكل أطيافه ممن يظنهم علماء دين و مثقفين و حكام فالجميع مصاب بهذا الداء العضال الذي جعلهم يفقدون كل مقومات الفكر و المنطق و لأنهم يعلمون أن ليس لهم جذور تاريخية و لا هوية مجتمعية عريقة كجيرانهم صاروا يهرطقون و ينهقون و يفترون عساهم يجدوا لأنفسهم موقع قدم في تاريخ الأمم ، و نظرا لهذا السبب الرئيسي إضافة إلى الجهل الذي يلقي بظلاله على شعبهم مما تولدت عنه
أقصى درجات الحمق و البلادة ، فسحوا المجال لجميع شرائح المجتمع للإفتراء و الكذب حتى بلغ بهم الغباء الى قول ما لا يقبله
عقل أو منطق و لا تأتي مثله حتى البهائم العجماء ، و كيف لا يفعلون و هم يرون و يسمعون رئيسهم الكرغولي يفوقهم جهلا
و بلادة و هو يهرطق بما لا يعلم ، و بذلك صار هذا الشعب أضحوكة العالم و وجد الناس في حمقه متنفسا يزيح عنهم الهم
و يضحكهم ، و لو أن مثل هذه الهرطقات تؤلم أكثر مما تضحك ، إذ نرى شعبا بكامله يعيش مشاكل اجتماعية خصوصا في عيشه
و كرامته ، مستحمرا من طرف حكامه الذين استحوذوا على خيرات البلاد ، يستمتعون بها ، و يوهمون شعبهم بقضية لا ناقة لهم فيها و لاجمل ، و يغرسون الحقد في نفسه و يزرعون الفتنة
تحت ذريعة مساعدة مجموعة من المرتزقة . و الشعب المسكين مستغفل يظنها الحقيقة ، فلا يحرك ساكنا بل يرضخ للأمر الواقع رغم الفقر و الخصاص الكبير في جميع القطاعات و البنيات التحتية ، فقد خدره الكابرانات بهذه الأوهام ، و لعل هذا سبب إضافي جعل حكامهم يكذبون و ينشرون الخزعبلات و يفسحون المجال لكل من ينتهج النهج نفسه في قول مثل ذلك . و رغم أن الناس في كل بقاع الأرض قد علمت ما وصل إليه هذا الشعب من جهل و بلادة ، فلا بأس أن نشير إلى بعض هذه الخزعبلات على سبيل المثال لا الحصر ، لأن عددها كبير لا يمكن أن نحصيه في مقال ، و لكن ذكر القليل قد يفي بالغرض ، و يبين أقصى ما يمكن أن يقوله الحمقى و المجانين ، بل من الحمقى من يستحيي أن يأتي مثل هذا .
# سمع رئيسهم أن جاره سيقوم بتصفية
و تحلية مياه البحر في أفق 2030 , بما قدره 350 مليار و 250 مليون متر مكعب سنويا ، فقام رئيسهم و قال مخاطبا شعبه المغفل أنه سيعمل على تحلية ماء البحر بنفس الكمية التي قالها جاره و لكن ليفوق جاره و يستميل قلوب شعبه و يكون أضحوكة العالم ، قال أن هذا القدر ستتم تحليته يوميا و ليس سنويا .
و هذا من سابع المستحيلات بل المستحيل نفسه ، قالها و هو يفتخر و يعتد زهوا بغبائه غير مدرك أنه صار أكبر جاهل ، دجال ، كذاب في العالم .
# مجموعة من الدجالين ، يسمونهم فقهاء ، و الفقه منهم بريء ،
و قولهم دليل على جهلهم إذ يقولون أن القرآن الكريم نزل ببلدهم و أن العديد من الأنبياء بعثوا في بلدهم ، و هم من اخترعوا الحروف الأبجدية للغة العربية ، و هم من استعمروا مصر و بنوا الأهرام ، و هم أول من عرف الرياضيات ، و هم من اخترعوا التلفاز ، و هم من كانوا يصدرون الحبوب للرومان ، أما عن عدد الشهداء فهو في تصاعد مستمر ، بدأ بمليون و نصف و الآن قد بلغ عشرة ملايين . و هلم جرا من مثل هذه الخرافات و الهرطقات
و الافتراءات التي لا يصدقها أحد في العالم و يصدقها شعبهم المغلوب على أمره ، المتعفر في وحل الجهل و الغباء .
و لكن كما سبقت الإشارة إلى أن الناس جميعا أصبحوا يتصفحون مواقع التواصل علهم يظفرون بتصريح جديد لرئيسهم يشبعهم ضحكا ، بل من الناس من يتمنى أن يبقى رئيسهم في الحكم لولايات أخرى حتى لا تنقطع تلك المستبسلات و ليس المستملحات التي يتحفون الناس بها من حين لآخر .