الخطر على مرمى الحجر
الأحمق حقا، من ينشد النعرة العربية فيمن هم نيام
الأبله حقا ، من يهفو الى الوحدة فيمن أسكره المدام
الحالم حقا ، من يرتجي النصرة ممن به أسقام
البليد حقا ، من ينتظر الإنتفاضة ممن يعيش الأوهام
المخبول حقا ، من يعتقد أن تبعث الأرواح في الأصنام
الغبي حقا ، من يبحث عن القيم في طبع اللئام
المجنون حقا ، من ينزل أراذل القوم منزلة الكرام .
المغفل حقا ، من يحسب السمنة فيمن به أورام .
الملوم حقا ، من يرمم قوس من يرميه بالسهام .
هؤلاء هم كل هذه الأوصاف الذميمة و النعوت الاستهزائية ، بل هم الخبثاء المتخاذلين ، هم من أنزلوا أنفسهم منازل الهوان ، هم من غيروا ما بأنفسهم إذ تلفعوا بكل الرذائل ،
و أمات فيهم الجشع و المجون و حب الدنيا حس الغيرة و النعرة و عزة النفس ، فغير الله بهم و باؤوا بغضب منه ، حتى أصبحوا يعيشون الذل في أبهى صوره و أشكاله و ألوانه .
هم كل هذا و أكثر ، فإذا هم لم يعتبروا مما جرى و مما يجري أمامهم من مخططات عدوائية ، و إذا لم يستفيقوا من غفلتهم ،
-- ولا أظنهم بعد هذا السبات المذل سيستيقظون -- و امتدت بهم الأيام على عجزهم و تخاذلهم و مجونهم هذا و لم ينجزوا لأنفسهم عزة ذهبت ريحهم ، و لن يعود لهم في الأرض ذكرا .
عندئذ اعلم أيها الحالم أنه ما عاد يجدي الكلام و لا الأقلام .
و من حقك أن تضع على شهادة فنائهم كل أنواع الأختام ،
و اقرأ السبع المثاني ترحما على الوحدة و قل على العروبة السلام .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق