💠سأذكر قومي💠

*****   سأذكر قومي   *****

سأذكر قومي ما دمت حيا بينهم
         وليس من مثالب الأوفياء التنكر
سأذكر قومي بكل ما هم أهل له
         و مثلهم في تظافر المكارم نادر
سأذكر قومي في حسن ضيافتهم
         و صفة الكرم عند غيرهم  تفتقر
سأذكر قومي في رقة تعاطفهم
         و في التضحية ليس بينهم مدبر
سأذكر قومي في أنفة كبريائهم
       و سواهم بالرذيلة والفحشاء يفخر
سأذكر قومي في موقف جنائزهم
       و ليس لهم صدقا في مثلها نظير
سأذكر قومي في نبالة شمائلهم
       وإن قلت ففي الغير الدنس كثير
   سأذكر قومي اذا هام الوجد لهم
       و حنينهم في القلب له نار تسعر
سأذكر قومي ما ساد أخيارهم
          والبر بالبر أولاهما للسبق جدير
سأذكر قومي ما اطمأن مضجعهم
          والامن أمان لديهم نعماء تعتبر
سأذكر قومي ما استحيا صغيرهم
          والحياء في الاخرين بات يهجر
سأذكر قومي في سير رجالاتهم
        سواء من قضى نحبه ومن ينتظر

شعر : زايد وهنا

🔘الإنسان إنسان🔘

*********   الانسان انسان   *********

لم أكن ،  فكنت ،  و لن أكون !
لم تكن ،  فكنت ،  و لن تكون !
و بين الكينونة و الفناء نبضة حياة !!!
فلماذا أحياها أنا متألما ، و تحياها أنت متنعما ؟

 كيف  تكون أنت متعلما و أكون أنا جاهلا
 كيف تكون أنت محترفا وأكون أنا عاطلا
 كيف تكون  أنت سليما و  أكون أنا عليلا
 كيف تكون أنت متحررا و أكون أنا مكبلا
 كيف تكون أنت  مكرما  و أكون أنا  ذليلا

أليست  جيناتنا  البشرية  من طينة  آدم  و حواء
أليست الديانات والشرائع من رب الأرض والسماء
أليست  الأرض لنا جميعا  نتبوأ  فيها حيث  نشاء
أليست  الانسانية قاسم مشترك  بين الناس سواء
أليست  الديمقراطية نفسهاواحدة في كل الأرجاء
أليست  الحقوق و الواجبات عينها في كل الأنحاء

عجبا ،  عيشك  رغد و ترف و أنت الممول
           وعيشي ضنك ونصب وأنا الممول
عجبا ،  تتلذذ بأشهى سمك وليس لك بحر
           وأشتهيه أنا صاحب بحرين لا بحر
عجبا ،  تتزين  بالحلي و ليس لك  معادنها
           وأفتقدها و تحت قدمي  مناجمها
عجبا ،  تتناول فواكها سواعدك  لم تزرعها
           و أحرم منها و سواعدي قد جنتها
عجبا ،  تعلمت و تحضرت و صرت متملكا
          ومجنت أنا الخب وصرت مستهلكا

لا تنظر إلي ساخرا  محتقرا
فلست أدنى منك لبا و قدرا
وجودي هنا كان حظا عاثرا
و وجودك هناك كان اختبارا
فاغنم من حلوالسعادة دهرا
فما تدري قد يكون الغذ مرا

                الأستاذ زايد وهنا

⭕الحياة الثقافية ببوذنيب⭕

الحياة الثقافية ببوذنيب
يتساءل الكثير من المتتبعين للشأن الثقافي ببوذنيب عن سبب الفتور و الركود الذي عرفه هذا المجال في السنوات الأخيرة بعد أن كان يضرب به المثل إقليميا و جهويا في بعث الاشعاع العلمي و الأدبي و الفني مما بوأه المرتبة الأولى إقليميا كما و كيفا ، بشهادة الجميع و التي أكدتها إحصائيات 2011  ، و يعود الفضل في ذلك إلى بعض الجمعيات المحلية تأتي في مقدمتها جمعية الواحة ، جمعية أصدقاء الأرض و جمعية الشعلة ، هذه الجمعيات التي تأسست في العقد الأخير من القرن المنصرم و التي قدمت الكثير من الأنشطة الهادفة انعكس أثرها إيجابيا على الساكنة و خصوصا فئة الشباب و البراعم الناشئة ، و لا أحد ينكر الدور التوعوي الذي نشرته جمعية الواحة من خلال محاضرات و ندوات و عروض علمية و أدبية و فنية ، بل امتد إشعاعها و فاح طيب مسكها في ملتقى بوذنيب للإبداع هذا الملتقى الهادف الذي استهوى الناس جميعا و شاركت فيه شخصيات لها وزنها الفكري محليا و إقليميا و جهويا و وطنيا ، و بلغ إشعاعه خارج الحدود و لكن للأسف وئد بعد ثلاث نسخ لأسباب مادية ، و ما قيل عنه ينطبق تماما على مهرجان أولاد علي الذي ترك صدى تردده الجبال و النخيل و الذي كان له الأثر الكبير في جمع الشمل و توحيد الكلمة بفضل جهود ساكنته.
فإلى متى ستستمر هذه القطيعة مع الأنشطة الثقافية ؟ و أي برامج تسطرها الجمعيات للنهوض بالمجال الثقافي ؟ إذ لا يليق بمن سما نجمه وبلغ من الشهرة شأوا  أن يخبو و كأنه لم يكن يوما ؟؟؟؟؟

🔺عقول ما وراء المنطق🔺

*******   عقول ما وراء المنطق  *******

  ما أقصه عليكم ليس من وحي الخيال و إنما هو الواقع المر و المحزن ، و الذي يدل دلالة قاطعة أن بعض المخلوقات تشبه البشر و ما لها و ما فيها من صفات البشر و الانسانية قدر حبة خرذل ، و قد تشاطرونني الرأي عندما تقرؤون هذه السطور التي أكتبها و الألم يعتصرني ، ذلك أن  ( رجلا ) بل حيوانا و هنا ألتمس العذر من الحيوانات لأنها لا تأتي مثل هذه السفاهات ،  طلب من بائع الدجاج أن يناوله دجاجة و تكون ( خاشقجي )  أي مقددة إلى أجزاء صغيرة ، قال ذلك و هو يضحك و يسخر ،  فتعجبت لهذا الطلب الغريب  الذي جعل مأساة صحافي أحزنت الناس في مشارق الأرض و مغاربها أضحوكة و استخفافا و هزؤا عند مثل هؤلاء البهائم ، يتشفون بها و يمزحون بذكرها ، عندئذ علمت علم اليقين سبب تخلفنا و انحطاطنا ، و الغريب في الأمر أنك لو رأيت هذا الكائن لوليت منه حياء ، كهل في الأربعين أو ما ينيف ، يرتدي ثيابا فاخرة ، تكسو ذقنه لحية سوداء ، يمشي الخيلاء مزهوا بجهله و عقم ضميره ، يفتح باب سيارته معتدا بسفاهته و يغلقه بعنف و ينطلق بسرعة تثير النقع ، و تسترعي الانتباه ، مما ينم عن جهل و سفاهة و حقارة ،
حينها نظرت من حولي و الأسى يمزق أوصالي و لم أجد قولا يشفي غليلي غير قول الشاعر :

وكم لحيةٍ طالت على ذقنِ جاهلٍ
                             وما تحتها إلا الغباوةُ والجهل
ُ وكم راكبٍ بغلاً له عقلُ بغلِهِ
                            تأمَّل ترى بغلاً على ظهره بغلُ

♨كيف تحكمون♨

####   كيف تحكمون.  ####

 لعل من الجهالة الجهلاء عند بعض الناس الذين ينصبون أنفسهم في مقام الوارعين الأتقياء و ينظرون بعين الازدراء و التحقير لمن يخالفهم الرأي و الموقف ، بل يمتد بهم جهلهم إلى التدخل في أمور غيبية تربط الخالق بخلقه و يعتبرون كل مخالف لهم كافرا ملحدا أو عاصيا جاحدا ، و يظهر ذلك جليا في تصرفاتهم المقيتة في بعض المواقف و هي تصرفات تشمئز منها النفس و تزيد من هوة النفور و البغض بين هؤلاء و أولئك ، فقد حكى لي أحدهم موقفا مماثلا عاينه بنفسه في أحد المتاجر و مما يؤكد صدق قوله شهادة صاحب المتجر نفسه الذي حكى نفس الشيء ، ذلك أن امرأة متلفعة بخمار و حجاب و قفازان لا يظهر منها شيء و هذا شأنها و هي حرة في نفسها ، وقفت عند التاجر تطلب بضاعة ، في نفس اللحظة وقف خلفها سائحان أجنبيان ، رجل و امرأة ، يرتديان لباسا خفيفا ، سراويل قصيرة و أقمصة من غير أكمام ، وقف الإثنان صامتان ينتظران دورهما في هدوء و احترام، ابتاعت المتحجبة أغراضها والتفتت خلفها فتنحى السائحان جانبا ليفسحا لها طريقا للخروج ، في تلك اللحظة نظرت المسلمة المتحجبة إلى السائحة و هي في ذلك اللباس الغير المحتشم ، فقالت بكلام مهموس سمعه الزبون الذي روى لنا هذا الموقف لأنه كان هو كذلك بباب المتجر ينتظر دوره ، قال : قالت بالحرف الواحد من غير زيادة و لا نقصان : " إخ ، تفو ، لعنة الله عليك ..."  قالت ذلك و هي تغادر المتجر و أردفت بكلام غير مفهوم ، تقدما السائحان بطلبهما من التاجر و هما يبتسمان في حين يقول الراوي أنني و التاجر ننظر الى بعضنا بعين الرعب و التعجب من مثل هذا الموقف الدنيء ، و طلب مني التاجر أن أتواصل معهما بدله لأنه لا يعرف شيئا عن اللغات الأجنبية ، و من خلال حديثي معهما تبين لي أنهما طبيبان جراحان مختصان في طب و جراحة العيون ، و أنهما في بعثة طبية لمساعدة ضعاف البصر من ساكنة القرى و الأرياف المجاورة للمدينة ، إلى هنا انتهى كلام الراوي ...
قلت في نفسي عجبا من تصرفات بعض الجهلة ، كيف سولت لها نفسها و هي المسلمة المتحجبة أن تلعن الناس لا لشيء و إنما للباسهم الغير الشرعي ، يا أختاه لا تتدخلي بين العبد و خالقه ، فمن يدريك أن هذا العبد العاصي قد يتوب يوما و يكون عند الله محبوبا و العكس صحيح بالنسبة لذلك الذي يرى نفسه أفضل الناس و هو ربما عند الله ممقوتا ، فتلك الأجنبية التي ازدريتيها لتبرجها ، هي بروفسورة جراحة ، أنقذت آلاف الناس من العمى ، و أحالت حياتهم إلى سعادة و نور بعدما كانت حزنا و ظلاما ، تقدم خدماتها الإنسانية بكل إخلاص و عطف و حسن معاملة و لا تهنأ بالا إلا إذا كللت عملياتها بالنجاح و ها هي اليوم تتطوع لمعالجة الناس الضعفاء بالقرى النائية ، ترى كيف سيكون موقفك لو اصطحبت أحد أفراد أسرتك يشكو ضعفا في بصره و صادفت هذه الطبيبة نفسها ، ربما حينها سيتبدل خطابك و تترجينها أن تنقذ الموقف...
و لو سألناك أنت عم قدمت لمجتمعك ، ستقولين ربة بيت ، ونحن لا نستهين بربة البيت فدورها كبير جدا و أساسي في الحياة إذا كانت صاحبته على جانب من العلم و الوعي بالمسؤولية، أما أنت أيتها الجاهلة فلو تتبعنا مسارك اليومي ما وجدنا فيه ما ينم عن فطنة و نباهة ، بيت متسخ ،   وطبيخ مقرف ، تربية أبناء ناقصة ، واجبات زوجية لا تجد السعادة إليها منفذا ، تحرمي ما أحل الله بجهلك و تكدرين عيش بعلك ، و رغم هذا و ذاك لا أحد يلعنك أو يزدريك ، و الحقيقة أنك على حق في تغطية جسمك كاملا ، لأنه لو تشبهت بالأجنبية أو انكشف جسدك ، لولى الرجال منك فرارا و لملئوا منك رعبا ...
  و كم خمارا تدلى على كومة لحم
               و ما تحته إلا القبح و الغباء و الجهل
  و كم دابة لو بدا منها ما تخفى
              لما عاد في الشعراء متيم و متغزل
أخيرا أود أن يترك أمر الخلق للخالق ، اختر لنفسك ما يرضي الله و ما يرضي الضمير و لا تماري في الناس إلا مراء حسنا ، فربما عاص اليوم يتوب غذا و ربما مطيع اليوم يرتد غذا ، إن هذه الأمور هي بين يدي الخالق يقلبها كيف شاء علمه و قدرته ، و الغلو في الأمور يفسدها و يخرجها عن طبيعتها ، و الوسطية و الاعتدال فيها يزينها ، فلا السافرة المتبرجة على حق ما دامت كذلك و لا المغالية المتحجرة على حق ما دامت كذلك ، و الأمر واضح في شرع الله سبحانه و تعالى و في سنة نبينا عليه أزكى الصلاة و السلام ، و أقوال العلماء المعتدلين وضحت كل شيء . و مهما يكن ينبغي أن يتحلى المسلم بحسن المعاملة و اللين و اليسر و العطف مع الناس جميعا فربما نوع المعاملة قد يقرب منك الناس و قد يبعدهم عنك ...