🦂ظاهرة مخزية🦂

***   ظاهرة مخزية   ***

لقد باتت ظاهرة المشردين من الحمقى و المجانين
و ذوي الإعاقة الذهنية عموما تؤرق و تحزن الناس دوي الضمائر الحية ، و هم يرون هذه الفئة من أبناء جلدتنا و هم يجوبون الشوارع و الأزقة و يرتادون أحيانا أماكن عمومية بل قد تقودهم أقدامهم الى دخول إدارات ذات منفعة عامة ، و كثيرا ما تحدث اصطدامات مع الزبناء أو مع العاملين في تلك الادارات مما ينتج عنه أحيانا خسائر مادية  هذا في أحسن الحالات ، أما في حالات أخرى فقد يتعدى الأمر ذلك الى إصابة أحدهم بأدى ، و رغم أن هذه الأحداث تتكرر يوميا  في كل القرى و المدن إلا أن المسؤولين و من لهم اليد الطولى لم يحركوا ساكنا و لم يكلفوا أنفسهم البحث عن حل لهذه الظاهرة المخزية و المحزنة ، إلا من بعض المحاولات النادرة المحتشمة هنا و هناك عند وقوع حادثة مأساوية قد يكون ضحيتها أناس صالحون ، حينها لا يجدي التدخل شيئا بعد فوات الأوان و بعد أن تضرر من تضرر .
هذا ناهيك عما نلاحظه من اشمئزاز السياح الأجانب من هذه الظاهرة ، مما يحز في نفوسنا ، فتفور دماء الغيرة في عروقنا و يهزنا كبرياؤنا  فلا نرضى لأنفسنا مثل تلك المواقف ، و ليس باليد حيلة غير التأفف و الحولقة ...
فهذه الفئة من ذوي الاعاقة الذهنية هم أبناء وطننا ، فلا ينبغي أن نتبرأ منهم و نهملهم و نتركهم عرضة للأوساخ و الأمراض و المشاكل ، بل يجب الاعتناء بهم ، بنظافتهم و معالجتهم و هو ما يتطلب منا كدولة ديمقراطية تقر بحقوق الانسان أن نجعل في كل جهة من جهات المغرب الإدارية مارستانا يجمع بين الإيواء و الاستشفاء ، ينقل إليه هؤلاء المعاقين ذهنيا حيث تتم معالجتهم و العناية بهم العناية اللائقة ، حتى إذا شفي أحدهم و تم التحقق من شفائه ، يخرج ليلتحق بأهله و يندمج في الحياة العامة كغيره من المواطنين ، و من لم يقدر له الشفاء فهو داخل المارستان بعيدا من أن يسيء او يساء إليه .
و لا أظن أن هذا العمل الانساني قد يتطلب الكثير من دولة تنفق أضعاف ذلك في مهرجانات و مواسم و أضرحة و غيرها مما لا غاية من ورائه سوى المتعة و الترفيه ، إذ هناك أولويات ينبغي أن نجعلها في أعلى قائمة احتياجات المجتمع و نسعى جاهدين لتحقيقها لأن فيها سعادة المواطنين ..
و ما قيل عن هذه الفئة يقال عن فئة المتسولين العجزة منهم و المعاقين ، أما القادرين على العمل فلا يقبل منهم التسول و إنما يوفر لهم عمل مناسب يقتاتون منه ، لأن ظاهرة التسول هي كذلك تؤرق المواطنين خصوصا و أن جلهم اتخذها حرفة تذر عليه ربحا كبيرا غير مبال بعزة نفسه و كبريائه اللذان مرغهما في التراب ...
ختاما نود من وراء هذه الكلمات أن نرى أفراد مجتمعنا سعداء و لن يتحقق ذلك إلا بالالتفات لمثل هذه الأمور و غيرها ، لأن المسلم الصادق هو الذي يتأثر لحال أخيه المسلم و لا يرى للحياة معنى و لا يجد لها طعما إذا لم يسخر طاقاته في إسعاد الآخرين و ذلك أضعف الإيمان ...

           الكاتب الحالم  :  زايد وهنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق