*** حلقة مفرغة ***
لا تكاد تمر لحظة دون أن أتلقى تهنئة من أحد المعارف بحلول السنة الميلادية الجديدة مع متمنياته أن تكون سنة حب و سلام و أمن
و رخاء ، فلا يسعني إلا أن أتقبل التهنئة و أنا ملزم بردها و لو على مضض محاباة و مراعاة لشعور المهنئ و حفاظا على العلاقات الاجتماعية الطيبة التي تجمعني بالكثير منهم ، و لا أخفيكم سرا أن شعورا غريبا ينتابني و أفكارا تتزاحم لتفضي عما يختلجني من أحاسيس غير أني أكتمها و أكبتها حتى لا يظن أحدهم أنني صددت الباب في وجهه ، عندها أكون قد أسأت الأدب و درأت مفسدة صغرى بمفسدة كبرى قد يترتب عنها فساد العلاقات الاجتماعية علما أن هذه العلاقات فوق كل اعتبار ما دامت تربطني بأصدقاء طيبين ، لهذا لم أجرؤ أن أبوح بأحاسيسي إلا لأحد الأصدقاء المقربين الذي طالما صارحته بأشياء كثيرة و لم يحدث قط أن عاتبني أو اتخذ موقفا سلبيا اتجاه علاقتنا ، كان يتفهم و يتقبل بكل أريحية بل كان يشاطرني الرأي في كثير من المواقف ، لهذا قررت أن أفتح له قلبي و أطلعه عما يؤرقني و أنا أسمع عبارة
" سنة سعيدة " ،
و كم تمنيت و أتمنى لو استبدلنا هذه الجملة ب
" حياة سعيدة "
و لا يهنئ بعضنا بعضا بها إلا إذا جعلنا الحياة حقا سعيدة في أعين الجميع .
كيف نريد من السنة أن تكون سعيدة إذا لم نسعدها نحن ، تمر علينا الأيام و الشهور و الأعوام و تتقلب الفصول بين حر و قر و اعتدال و نحن لم نغير من أنفسنا شيئا ،
كيف نطلب من الزمن أن يكون سعيدا و يسعدنا ، و كيف يليق بمثلنا أن يحتفل برأس السنة ، و هي لا رأس لها و لا ذيل هي مجرد أيام متشابهة تتوالى و تمر و نحن في غفلة من أمرنا ، و لا فكرنا يوما أن نأخذ بأسباب السعادة ،
أمتنا العربية تعيش التخلف و التقهقر في جميع المجالات ، حروب هنا و هناك ، دماء الأبرياء تسفك ، تفرقة و تشردم بين قاداتها و أحزابها ،
من أين لنا بالسعادة و الفساد قد استشرى و أصبح مباحا نتباهى به و نحقق به المصالح الشخصية دون أن نستحضر الخوف من عذاب الله و تأنيب الضمير الذي أماته الجشع ...
كيف نسعد و البطالة تزداد يوما بعد يوم و حالات الانتحار تتضاعف و ظاهرة التسول في تزايد مستمر و الحمقى و المجانين يملؤون الأزقة
و الشوارع ...
كيف نسعد و جميع القطاعات تعاني الأزمات
و التدني في الخدمات ...
كيف نسعد في بيئات انتشرت فيها الخرافة
و الشعودة بشكل ملفت ، و انساق الناس شبابا
و كهولا وراء التفاهات و سفاسفة الأمور ، يرفعون من شأن التافهين و يحطون من قدر المجدين ...
كيف و كيف و كيف .....
ألسنا نحن السبب في كل ما جرى و ما يجري لنا
و علينا ، فكيف نطلب من سنة هي كسابقاتها
و كلاحقاتها أن تكون سعيدة و نحن على ما نحن عليه ، ألم يان لنا أن نجمع كلمتنا في كل الأقطار العربية و الاسلامية و ندع النزاعات العرقية
والطائفية المصطنعة ، و ننهض بتعليمنا كركيزة أساسية لكل تقدم إذ بدون تعليم هادف و ثقافة راقية و أخلاق فاضلة لا يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة الى الأمام ، و نرتقي بجميع القطاعات الأخرى كذلك بنفس الجدية ، و نقر العدل
و المساواة و نضمن العيش الرغيد في أمن و آمان لكل مواطنينا ، و نأخذ بيد الأيتام و الأرامل
و المسنين و الحمقى فنمسح دموعهم و نوفر لهم ملاجئ تليق بهم ينعمون فيها ما داموا أحياء ...
و ، و ، و .....
و باختصار نجعل كرامة المواطن فوق كل اعتبار ، أظن أنه لو تحقق هذا كله أو جله لتكلمت السنة بلسان حالها و قالت لنا : " إنسان سعيد "
عوض أن نقول نحن : " سنة سعيدة "
عندئذ نكون فعلا كما قال سبحانه و تعالى :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس ...."
لأننا أخذنا بالأسباب و بجواب الشرط الوارد في الآية الكريمة :
" تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر " .
ختاما أوصي نفسي أولا و أحبتي و أبناء وطني و كل عربي مسلم بأن نغير سلوكنا
و نستيقظ من سباتنا ، فقد نمنا ما فيه الكفاية ،
و نعترف بعيوبنا و ضعفنا و نحاول أن نتجاوزه بالجد و العمل الصالح و ننافس بكل ما أوتينا من قوة لنجعل لأنفسنا مكانة في مصاف الدول الرائدة ، و نسترجع عزتنا و هيبتنا التي تعفرت بالتراب ، و نرتقي سلم الحضارة خصوصا و أن شعوبنا لا ينقصها الذكاء فأدمغتها المهاجرة
و طاقاتها الفكرية تسير و تدبر قطاعات هامة في أعتى الدول رقيا ، و هذا ليس بالعزيز علينا إذا عقدنا العزم و تجردنا من الأنانية و جعلنا المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، لأن الله وعدنا إن علم في قلوبنا خيرا يوتينا خيرا ، و لعمري ذاك هو الاحتفال الحقيقي الذي يسعدنا في دنيانا و أخرانا .
لا تكاد تمر لحظة دون أن أتلقى تهنئة من أحد المعارف بحلول السنة الميلادية الجديدة مع متمنياته أن تكون سنة حب و سلام و أمن
و رخاء ، فلا يسعني إلا أن أتقبل التهنئة و أنا ملزم بردها و لو على مضض محاباة و مراعاة لشعور المهنئ و حفاظا على العلاقات الاجتماعية الطيبة التي تجمعني بالكثير منهم ، و لا أخفيكم سرا أن شعورا غريبا ينتابني و أفكارا تتزاحم لتفضي عما يختلجني من أحاسيس غير أني أكتمها و أكبتها حتى لا يظن أحدهم أنني صددت الباب في وجهه ، عندها أكون قد أسأت الأدب و درأت مفسدة صغرى بمفسدة كبرى قد يترتب عنها فساد العلاقات الاجتماعية علما أن هذه العلاقات فوق كل اعتبار ما دامت تربطني بأصدقاء طيبين ، لهذا لم أجرؤ أن أبوح بأحاسيسي إلا لأحد الأصدقاء المقربين الذي طالما صارحته بأشياء كثيرة و لم يحدث قط أن عاتبني أو اتخذ موقفا سلبيا اتجاه علاقتنا ، كان يتفهم و يتقبل بكل أريحية بل كان يشاطرني الرأي في كثير من المواقف ، لهذا قررت أن أفتح له قلبي و أطلعه عما يؤرقني و أنا أسمع عبارة
" سنة سعيدة " ،
و كم تمنيت و أتمنى لو استبدلنا هذه الجملة ب
" حياة سعيدة "
و لا يهنئ بعضنا بعضا بها إلا إذا جعلنا الحياة حقا سعيدة في أعين الجميع .
كيف نريد من السنة أن تكون سعيدة إذا لم نسعدها نحن ، تمر علينا الأيام و الشهور و الأعوام و تتقلب الفصول بين حر و قر و اعتدال و نحن لم نغير من أنفسنا شيئا ،
كيف نطلب من الزمن أن يكون سعيدا و يسعدنا ، و كيف يليق بمثلنا أن يحتفل برأس السنة ، و هي لا رأس لها و لا ذيل هي مجرد أيام متشابهة تتوالى و تمر و نحن في غفلة من أمرنا ، و لا فكرنا يوما أن نأخذ بأسباب السعادة ،
أمتنا العربية تعيش التخلف و التقهقر في جميع المجالات ، حروب هنا و هناك ، دماء الأبرياء تسفك ، تفرقة و تشردم بين قاداتها و أحزابها ،
من أين لنا بالسعادة و الفساد قد استشرى و أصبح مباحا نتباهى به و نحقق به المصالح الشخصية دون أن نستحضر الخوف من عذاب الله و تأنيب الضمير الذي أماته الجشع ...
كيف نسعد و البطالة تزداد يوما بعد يوم و حالات الانتحار تتضاعف و ظاهرة التسول في تزايد مستمر و الحمقى و المجانين يملؤون الأزقة
و الشوارع ...
كيف نسعد و جميع القطاعات تعاني الأزمات
و التدني في الخدمات ...
كيف نسعد في بيئات انتشرت فيها الخرافة
و الشعودة بشكل ملفت ، و انساق الناس شبابا
و كهولا وراء التفاهات و سفاسفة الأمور ، يرفعون من شأن التافهين و يحطون من قدر المجدين ...
كيف و كيف و كيف .....
ألسنا نحن السبب في كل ما جرى و ما يجري لنا
و علينا ، فكيف نطلب من سنة هي كسابقاتها
و كلاحقاتها أن تكون سعيدة و نحن على ما نحن عليه ، ألم يان لنا أن نجمع كلمتنا في كل الأقطار العربية و الاسلامية و ندع النزاعات العرقية
والطائفية المصطنعة ، و ننهض بتعليمنا كركيزة أساسية لكل تقدم إذ بدون تعليم هادف و ثقافة راقية و أخلاق فاضلة لا يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة الى الأمام ، و نرتقي بجميع القطاعات الأخرى كذلك بنفس الجدية ، و نقر العدل
و المساواة و نضمن العيش الرغيد في أمن و آمان لكل مواطنينا ، و نأخذ بيد الأيتام و الأرامل
و المسنين و الحمقى فنمسح دموعهم و نوفر لهم ملاجئ تليق بهم ينعمون فيها ما داموا أحياء ...
و ، و ، و .....
و باختصار نجعل كرامة المواطن فوق كل اعتبار ، أظن أنه لو تحقق هذا كله أو جله لتكلمت السنة بلسان حالها و قالت لنا : " إنسان سعيد "
عوض أن نقول نحن : " سنة سعيدة "
عندئذ نكون فعلا كما قال سبحانه و تعالى :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس ...."
لأننا أخذنا بالأسباب و بجواب الشرط الوارد في الآية الكريمة :
" تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر " .
ختاما أوصي نفسي أولا و أحبتي و أبناء وطني و كل عربي مسلم بأن نغير سلوكنا
و نستيقظ من سباتنا ، فقد نمنا ما فيه الكفاية ،
و نعترف بعيوبنا و ضعفنا و نحاول أن نتجاوزه بالجد و العمل الصالح و ننافس بكل ما أوتينا من قوة لنجعل لأنفسنا مكانة في مصاف الدول الرائدة ، و نسترجع عزتنا و هيبتنا التي تعفرت بالتراب ، و نرتقي سلم الحضارة خصوصا و أن شعوبنا لا ينقصها الذكاء فأدمغتها المهاجرة
و طاقاتها الفكرية تسير و تدبر قطاعات هامة في أعتى الدول رقيا ، و هذا ليس بالعزيز علينا إذا عقدنا العزم و تجردنا من الأنانية و جعلنا المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، لأن الله وعدنا إن علم في قلوبنا خيرا يوتينا خيرا ، و لعمري ذاك هو الاحتفال الحقيقي الذي يسعدنا في دنيانا و أخرانا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق