🛇الصمت حكمة🛇

الصمت حكمة

كنت صغيرا و كان جدي رحمه الله يقول لنا :

"  الصمت حكمة "

ترعرعت و دون أن أعي معناها ، كنت أردد :

"  الصمت حكمة "

مات جدي رحمة الله عليه ، و التحقت بالمدرسة ، هناك فهمت معنى

"  الصمت "

و لم أفهم المقصود ب

"  الحكمة "

توالت سنوات الدرس و التحصيل ، كنت خلالها أسمع أستاذ اللغة العربية يقول  :

"  السكوت علامة الرضى "

شرحت مصطلحات هذه القولة على ظاهرها ، و لم أفهم مغزاها العميق ، و هو أمر لا يعاب على طفل في المرحلة الإبتدائية ، حفظتها هي أيضا ، و بدأت أقارنها ب

"  الصمت حكمة "

انتقلت إلى الإعدادي و الثانوي ، و تلك الأقوال ما تزال عالقة بذهني ، أرددها متى وجب ذلك ، و قد أستشهد بها في تعابيري و لكنني صراحة غير مقتنع بما أفعل ، ما دمت غير متمكن من فهم مغزاها و مراميها .
و لم يتوقف الأمر هنا ، بل سمعت أحد المثقفين يقول :

"  إذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب "

أضفت هذه كذلك إلى رصيدي المعجمي ، و لم أضفها إلى رصيدي المعرفي ، حيث أن عقلي لم يستسغ بعد مدلولاتها و غاياتها التي طالما تداولها الناس ، و اتخذت أنا منها موقف الحيطة و الحذر .
كبرت و بدأت تتضح لدي معالم ما تختزنه الذاكرة ، فعرفت أن السكوت محمود في بعض المواقف و مذموم في أخرى ، الشيء الذي ينطبق على الكلام نفسه ، فما رأيت شيئا تحقق بالسكوت ، و لم ألحظ أمرا استقام بالكلام ، أما

"  الحكمة "

فهي التي ما زلت أبحث عن مراميها الفلسفية الكونية رغم أني بلغت من الكبر مبلغ الكهول ، فمن يدلني عليها  أكون له شاكرا ، و أقول ربي زدني علما ...


                 خاطرة الأستاذ   :  زايد وهنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق