هذا في يوم العيد
آخر ليلة من رمضان ، بثت الوزارة المكلفة نشرتها بثبوت رؤية هلال شوال ، فاختلط فرح الفطر بالحسرة على مضي الأجواء الرمضانية التعبدية الجميلة ، أخرجت جلبابي الأبيض كعادتي في كل عيد و وضعت كل ما يلزم استعدادا لصلاة العيد ، ذهبت الى فراشي باكرا و لكن حدث أن انتابني أرق وجفا النوم أحداقي ، و أنا أتقلب في مضجعي ذات اليمين و ذات الشمال، و رجعت بي الذاكرة الى أيام الطفولة حيث كنا ننتظر صباح العيد على أحر من الجمر لنرتدي الملابس الجديدة و التي غالبا ما نخصص لها مكانا على الوسادة و نمسك عليها بأيدينا من شدة فرحنا بها ، حينها تبادر إلى ذهني أن هناك العديد من الأطفال محرومون من هذا الشعور السعيد ، لا لشيء و إنما لأنهم أبناء أسر فقيرة معوزة لم تستطع أن توفر لهم ما توفر لغيرهم ، مما أرقني و زاد من سهادي ، و لم يغمض لي جفن حتى صليت الصبح و طلعت الشمس من مشرقها ، ارتديت ملابسي و تناولت فطوري على سبيل السنية و اتجهت نحو المصلى .
اتخذت مكانا في الصف الأمامي بالمصلى الذي كان فارغا إلا من بعض المصلين هنا و هناك و شيئا فشيئا بدأت جنبات المصلى تمتلئ و الناس يتبادلون التحايا و التهاني ، و أنا جالس أتمتم بما أعرفه من الأذكار ، وبينما أنا كذلك استرعى انتباهي رجل في متوسط العمر و قد جاء يطلب من بعض الجالسين بالصف الأمامي المقابل لمحراب الإمام أن يتنحوا من أماكنهم لأن المكان خاص لثلة معينة من رجال السلطة و خدام الدولة ، يقولها و هو يعتد بنفسه و كأنه يقوم بأمر ذي بال ، و قبل أن يصل إلي و يطلب مني ما طلبه من سابقي ، توالت في ذهني عدة أفكار رجحت منها أن أغير المكان فذاك أهون علي من أن يطلبها مني ، فقمت للتو و اتجهت الى الصفوف الخلفية و أنا غير مقتنع بما فعلته ، مترددا بين أفكاري و قناعاتي ، صلى الجميع و استمع الجميع للخطبة إلا أنا لم أخشع في صلاتي و لم استمع لجملة واحدة مما قاله الإمام ، فقد كنت مشغولا بإقناع نفسي أنني عملت الصواب .
آخر ليلة من رمضان ، بثت الوزارة المكلفة نشرتها بثبوت رؤية هلال شوال ، فاختلط فرح الفطر بالحسرة على مضي الأجواء الرمضانية التعبدية الجميلة ، أخرجت جلبابي الأبيض كعادتي في كل عيد و وضعت كل ما يلزم استعدادا لصلاة العيد ، ذهبت الى فراشي باكرا و لكن حدث أن انتابني أرق وجفا النوم أحداقي ، و أنا أتقلب في مضجعي ذات اليمين و ذات الشمال، و رجعت بي الذاكرة الى أيام الطفولة حيث كنا ننتظر صباح العيد على أحر من الجمر لنرتدي الملابس الجديدة و التي غالبا ما نخصص لها مكانا على الوسادة و نمسك عليها بأيدينا من شدة فرحنا بها ، حينها تبادر إلى ذهني أن هناك العديد من الأطفال محرومون من هذا الشعور السعيد ، لا لشيء و إنما لأنهم أبناء أسر فقيرة معوزة لم تستطع أن توفر لهم ما توفر لغيرهم ، مما أرقني و زاد من سهادي ، و لم يغمض لي جفن حتى صليت الصبح و طلعت الشمس من مشرقها ، ارتديت ملابسي و تناولت فطوري على سبيل السنية و اتجهت نحو المصلى .
اتخذت مكانا في الصف الأمامي بالمصلى الذي كان فارغا إلا من بعض المصلين هنا و هناك و شيئا فشيئا بدأت جنبات المصلى تمتلئ و الناس يتبادلون التحايا و التهاني ، و أنا جالس أتمتم بما أعرفه من الأذكار ، وبينما أنا كذلك استرعى انتباهي رجل في متوسط العمر و قد جاء يطلب من بعض الجالسين بالصف الأمامي المقابل لمحراب الإمام أن يتنحوا من أماكنهم لأن المكان خاص لثلة معينة من رجال السلطة و خدام الدولة ، يقولها و هو يعتد بنفسه و كأنه يقوم بأمر ذي بال ، و قبل أن يصل إلي و يطلب مني ما طلبه من سابقي ، توالت في ذهني عدة أفكار رجحت منها أن أغير المكان فذاك أهون علي من أن يطلبها مني ، فقمت للتو و اتجهت الى الصفوف الخلفية و أنا غير مقتنع بما فعلته ، مترددا بين أفكاري و قناعاتي ، صلى الجميع و استمع الجميع للخطبة إلا أنا لم أخشع في صلاتي و لم استمع لجملة واحدة مما قاله الإمام ، فقد كنت مشغولا بإقناع نفسي أنني عملت الصواب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق