وداع البراءة
يوم الأحد 12 شتنبر 2021 على الساعة الخامسة زوالا ، ودعت ابنتي و حفيدتي بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء ، بعد أن قضيا معنا 48 يوما بالتمام و الكمال ، قضيناها في ملاعبة و مداعبة الحفيدة الصغيرة و التي استأنست هي
أيضا بتلك الأجواء العائلية و أصبحت رغم صغر سنها إذ لم تتجاوز ربيعها الثاني بعد ، تنادي كل واحد باسمه و تهفو إلى اللعب مع أطفال الجيران
كما تسعد كثيرا للتجول مع خالاتها ، أما أنا فقد
كنت ألاعبها بأساليب فكاهية صبيانية متنوعة .
باختصار كانت الحفيدة الصغيرة محور البهجة
و الحبور بالبيت طيلة هذه الأيام .
لذلك لم أستطع صبرا على مفارقتها ، و لا أخفي
أن دموعي غالبتني و أنا أودعها بالمطار حيث
أخذت تنظر إلي نظرات غريبة و هي ترى تلك الدموع تنسكب على خذي و أخذت تلوح بيديها
الناعمتين مما زاد نار الفراق اشتعالا في قلبي ،
غادرت المطار و استقلت سيارتي عائدا إلى مراكش عبر الطريق السيار ، و هنا لا أستطيع أن أعبر عما عانيته خلال طريق العودة ، فعيناي لم تجف مدامعهما من ألم فراقها ، إذ بقيت نظراتها البريئة حين وداعها تطاردني ، فتزيد لوعة في القلب و انهمارا في الدمع .
فأنا من طبعي صبور ، و لكن فراق الحفيدة و أمها لم أجد معه صبرا ، و هنا قلت في نفسي صدق
أسلافنا إذ يقولون أن حنان الرجل لحفدته يفوق حنانه لأبنائه و بناته .
و هكذا وصلت البيت بسلام و الحمد لله و لكنني وجدته مظلما رغم أن مصابحه مضاءة ، إذ فارقته
ذات الحبور و المرح و اللعب و الحركة الدائبة
و الكلمات المضحكة .
استلقيت على سريري و انهالت الدموع من جديد إذ كل ركن في البيت يذكرني بها ، حينها أخذت الهاتف و شرعت في كتابة هذه الخواطر ، و لا
أدري هل توفقت في الكتابة و التعبير كعادتي ،
أو لم أتوفق ، وفي هذه الحال أرجو المعذرة ممن
قرأ هذه السطور ، فقد كتبت بدمع العين .
😢 الجد الحنون زايد وهنا 😢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق