أين أنت من السعادة

 ❔  أين أنت من السعادة  ❔


           منذ أيام و بينما كنت أتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي و التي لا أتصفحها إلا نادرا ، وقع بصري على سؤال طرحه أحدهم يسأل الرواد عن الشعب الأكثر سعادة في العالم ، تصلب نظري على السؤال و أعدت قراءته 

و انطلقت فورا أتفحص التعليقات التي تذيلته ، فلم أرى فيها ما يشفي الغليل إذ كانت بين ساخر من السؤال و جاهل

لمراميه ، مما أثار في نفسي فضولا ، و حرك في بواعث الكتابة ، أغلقت الهاتف و طفقت أفكر في ماهية السؤال برهة ثم شرعت أكتب ما يلي :

لا يمكن أن نصنف شعبا و نميزه بالسعادة إلا إذا كان أهله يعيشون في أمن و أمان و اطمئنان و رغد و كرامة،

 يسود في مجتمعهم العدل و المساواة و تكافؤ الفرص ، الدخل الفردي لديهم مرتفع ، خدمات القطاعات الاجتماعية عندهم في أعلى مستوى ، لا فوارق طبقية ملفتة بين أفرادهم ، الكل يتمتع بحقوقه لا فضل لأحد على آخر ،

الجميع سواسية أمام القانون لا فرق بين رئيس و مرؤوس ، إذا زرتهم تكاد تجزم أنهم جميعا في نفس المستوى من الثراء ، يعتبرون كرامة مواطنيهم فوق كل اعتبار .

هذا الشعب حقا هو الأكثر سعادة ، غير أنني لا أظن أن هناك من يجمع بين هذه المواصفات كلها ، و لكن أخذ القليل خير من ترك الجميع .

 و هكذا تبقى السعادة في نظري نسبية تختلف من شعب إلى شعب و من فرد إلى فرد ، و لعل السعادة الحقيقية بنسبة كبيرة في ديننا الاسلامي لأن فيه من بواعثها و أسبابها ما ليس في غيره من الديانات الأخرى ، فلو أخذ معتنقوه بالقليل مما ذكر سلفا لكانوا أسعد الناس على الأرض .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا  💼

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق