لا تقتلوا في أبنائكم طموحاتهم

 ⛏  لا تقتلوا في أبنائكم طموحاتهم  🛠


            كثيرا ما نتساءل لماذا شباب اليوم يجهل الكثير من المهارات الحياتية مقارنة مع شباب الأجيال السابقة ؟ 

فقد كنا فيما مضى و نحن صغار إلى جانب اهتمامنا بدراستنا يكلفنا آباؤنا بالقيام بعدة مهام في أوقات الفراغ و في العطل المدرسية كمساعدتهم في أعمال الفلاحة و أعمال البناء 

و البيع و الشراء و في كل شيء يريدون إنجازه لا بد من مساهمتنا فيه حسب قدراتنا و مؤهلاتنا ، فإن كان العمل يفوق طاقتنا فحضورنا معهم ضروري لتعلم و اكتساب المهارات التي قد نحتاجها يوما ما في حياتنا .

لذلك كان أغلب شباب أجيالنا السابقة متعدد المواهب ، يتقن العديد من المهارات و هو الأمر الذي سهل عليه الكثير من المصاعب التي تعترضه .

لا أقول أنا و لكن أعرف أقرانا في مثلي سني ممن تلقوا نفس التربية التي تحدثنا عنها و اكتسبوا مهارات كثيرة بنسب متفاوتة  ، تراهم اليوم يتقنون تلك المبادئ الأولية في العديد من المجالات ، التي تجهلها الأغلبية الساحقة من شبابنا الحالي ، و لا أبالغ إذا قلت أن جل شباب اليوم لا يعرف بعض الأمور البسيطة كاستبدال مصباح معطل بآخر ، أو تركيب قنينة الغاز في البيت أو إصلاح بسيط في أحد الأجهزة ، بل تجده يوم عيد الأضحى يبحث عمن يتولى نيابة عنه ذبح الأضحية و سلخ الجلد عنها ، و غير هذا كثير مما بإمكانه

القيام به دون اللجوء إلى الغير .

فإذا لم يسعفه الحظ في الدراسة و أراد مثلا أن يعمل في البناء ليعول نفسه و أسرته تجده لا يعرف كيف يمسك لوازم العمل ناهيك عن تقنية استعمالها ، فيحاول أن يتعلم في هذه السن ما أهمله في الصغر و هو الأمر الذي قد لا يرضي

مستخدمه ، و ما قيل عن البناء مثلا يقال عن باقي

القطاعات الأخرى ، جهل تام بالعديد من التقنيات .

و لعل أبسط مثال نراه يوميا هو أن بعض الأمهات و الآباء يصاحبون أبناءهم إلى المدرسة و هم يحملون على أكتافهم محفظات الأبناء ، علما أن أبناءهم يدرسون في مستوايات ابتدائية عليا يتمتعون ببنية جسمية قوية تمكنهم من حمل وزن المحفظة عشر مرات ، و هذا راجع للتدليل و الدلل

الذي شب عليه هؤلاء ، بحيث أن تلك العاطفة المبالغ فيها من قبل الوالدين تسلب الابن إرادته و تقف حاجزا أمام بناء شخصيته .

و لعل لهذه الظاهرة التي نلحظها في شبابنا اليوم أسبابا تأتي في مقدمتها نوع التربية التي تلقاها منذ الصغر كالتدليل المبالغ فيه ، إذ أصبحت الأسر  تكتفي من أبنائها اهتمامهم بالدراسة و لا شيء سوى ذلك ، لأن في اعتقادهم الخاطئ أن تدريب الطفل على بعض المهارات الحياتية قد تحيد به

عن مساره الدراسي ، و لكن العكس هو الصحيح 

فكلما انفتح الطفل على مهارات إضافية إلا و تكون له دعما 

و سندا في الدراسة ، فيعلم هو  نفسه علم اليقين أن إهمال الدراسة قد يدفع الإنسان لامتهان مهن شاقة و التي جربها 

و عاينها من خلال مشاركته للكبار فيها ، و هذا دافع مهم للاجتهاد ، و في أسوإ الأحوال إذا لم يتحقق له ما أراد في الدراسة ، فهو على استعداد لمجابهة الحياة بما اكتسبه من مهارات ، و كثير هم الذين امتهنوا مهنا غير الوظيفة العمومية و تفوقوا فيها تفوقا باهرا ماديا و معنويا يغبطهم عليها الموظفون . 

و نلاحظ مؤخرا أن أساليب التعليم الحديثة باتت تنحو هذا المنحى لتجعل المتمدرسين ينفتحون على محيطهم 

و يتفاعلون معه اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا تفاعلا إيجابيا قد يؤهلهم للمشاركة في تنمية المجتمع و بناء دعائمه على

أسس متينة .


        مجرد ملاحظة وللقارئ واسع النظر 

                         زايد  وهنا

جارتي المخدوعة

             جارتي المخدوعة


جارتي مقهورة 

بين جدران بيتها محصورة

على الجهل و التقشف مجبورة

و بباب بيتها كلاب مسعورة

أوهمتها بالحراسةو جعلت حريتها محظورة


يقودها كلب مبتور الذيل مخمور

ورث الرئاسة عن كلب معاق محجور

يسوس جارتي يمنعها من التحرر و العبور

استنزف كل ما تجود به الأرض من غاز و ثمور

و جارتي الغبية على قطعة خبز تقف في الطابور

 تريد المسكينة أن تكسر القيد و تثور

و لكنه يوهمها أنه ما فعل إلا ليحرس الثغور

من أشباح تخيفه و من عدو يتربص خلف السور

صدقت البلهاء ادعاءه وانطلقت وراءه تفور وتمور


قضى الكلب و قطيعه زمنا غير يسير في النباح

كل الكلاب الضالة تنبح ليلا و تهدأ في الصباح

إلا كلاب جارتنا المسعورة لا تهدأ و لا ترتاح

من شدة حقدها تدعم الوهم تمده بالسلاح

لكنها لقمت حجرا و ذهب أملها أدراج الرياح

و ما تحقق لها إلا  الذل و الخزي و الصياح


تدلس الكلاب التاريخ حسب عقدهم النفسية

يخبطون خبط عشواء ليجعلوا لأنفسهم هوية

معتقدين أن الناس يجهلون أصولهم الحقيقية

ينسبون إليهم كل ما يثبت لهم طفرة حضارية

من كسكس و قفطان و زليج و طنجية

بل دفعهم الغباء فنسبوا إليهم قصائدنا الملحونية

و تناسوا أن ما يدعون تفنده الحقائق التاريخية 


لو تعافى مبتور الذيل من الغل و الحقد و الإدمان

و رمم  بيته بعلم و جد و إيمان

و وزع الثروات عوض أن يتلهى بأمور الجيران

لكانت الجارة الآن تعيش في رغد و رفه و أمان

و لكن الخسيس استحود عليه الشيطان

فطفق يستعمل كل وسائل الخبث و الخذلان

كذب و تدليس و غرور و حقد و بهتان

و عوض أن يكسب ود الأوطان

صار الكلب المسعور أضحوكة الزمان 

و عن أمثاله قال ذوو البلاغة و البيان


هو الكلب وأبن الكلب والكلب جده

              ولا خير في كلب تناسل من كلب

                                   

    زايد وهنا  ( شعر منثور بعد طول صبر )






























عزيزي القارئ لا تلومني على قولي هذا لسببين

أولهما أن هذه الجارة لم تسول لها نفسها يوما أن

تتوقف عن الإساءة إلى جارها ، فمنذ أن استرجعنا

صحراءنا سنة 1975 و هي حق شرعي لنا ، ماانفكت تحرض و تدعم و تشعل نار الفتنة ، 

و تناست كل الدعم و السند الذي قدمه المغرب لها حتى نالت استقلالها ، و رغم أنها تنكرت لذلك فالمغرب بلد التسامح كان إلى وقت قريب يمد

يده لربط علاقة المودة و التعاون بين الشعبين

و لكن إكرام اللئيم لا يزيده إلا تعنتا و زيادة في

الإساءة حتى أضحى أمره مفضوحا أمام الأمم .

السبب الثاني أننا لم نرد يوما الصاع صاعين

لأن ديننا و وعينا و تربيتنا لا تسمح لنا بأن نسقط في مستنقع الرذيلة الذي سقطت فيه هي و تحاول أن تجرنا إليه ، و لكن مع توالي الإساءة بكل

أنواعها ، فإن للصبر حدود ، مما دفعني لأكتب

هذا الشعر المنثور و لم أفتر فيه بشيء غير

موجود و إنما قلت الواقع كما يراه الجميع 

و لا غبار عليه ، لعلهم ينظرون في المرآة إلى

وجوههم و يعرفون قدرهم و يلزمونه .  


للأسف

 🔍   للأسف  🔍


          معرفة الماضي ضرورية لسيرورة الحاضر و بناء 

المستقبل ، و هذا الأمر كان معروفا منذ القدم ، و اعتمده الناس في كل الحضارات ، إذ الماضي بأحداثه و علومه 

و أعلامه هو المرتكز الذي على ضوئه نعيش الحاضر فنأخذ منه ما يفيد و نحاول تطويره ليلائم ظروف عصرنا ، كما نستفيد من أخطائه و نحاول تفاديها ، و من هذا المنطلق 

نستشرف المستقبل و نضع له الأسس و الآليات التي قد تتطلبها الحياة بالنسبة للأجيال القادمة ، و على هذا المنوال يكون الاستخلاف في الأرض  و يستمر التطور طبعا فيما يسعد الإنسان و يسهل عليه عبء الحياة .

       ما قيل لحد الآن هو أمر عادي يعرفه كل ذي عقل راجح و لا يحتاج لاستدلال ، و لكن ما يثير الاستغراب من كل هذا و ربما يحز في النفس هو ما نلاحظه في أجيالنا الحاضرة من قطع تام مع الماضي سواء البعيد أو القريب ، و لعل السبب

في ذلك يرجع إلى عدة عوامل سنأتي على ذكرها .

فالسواد الأعظم من هذه الأجيال يجهل تماما الكثير عن ماضيه فلا يعرف عن دينه و لو تلك المبادئ الأولية 

و المعلومات البسيطة التي يحتاجها في حياته اليومية و لا يعلم شيئا عن سيرة رسولنا الكريم و صحابته و سائر الفقهاء 

و العلماء في مجال الدين و في غيره من مجالات المعرفة كالطب و الفلسفة و الفلك و الهندسة والرياضيات و الأدب بنوعيه نثره و شعره ... . 

و لا يقتصر جهله على هذا بل تجده يجهل تاريخ بلاده و ما تعاقب عليها من أحداث و ما تفخر به من أمجاد و عن الذين بصموا هذا التاريخ ملوكا كانوا أو مقاومين أو علماء 

و مفكرين أو مبدعين في أي مجال من مجالات بناء كيان هذا الوطن و حضارته .

باختصار شديد لو سألته عن أمر من هذه الأمور التي أشرنا إليها ما استرحت منه إلى جواب ، و الأدهى من كل هذا قد تجده يعلم الكثير عن أمور تافهة لا تسمن و لا تغني من جوع و ليس لها من فائدة تذكر ، فعوض أن يثقف نفسه من خلال قراءة كتب قيمة ، و التعرف على أفكار العلماء الأفذاذ 

و الكتاب المبدعين في بلده و غيرها ، تجده يهتم بالتوافه 

و سفاسفة الأمور التي لا تزيده إلا جهلا على جهله ، و الغريب أنه يرى في التافهين القدوة فيقلدهم في تفاهاتهم .

             إذن ما العوامل و الأسباب التي جعلت هذه الأجيال تقطع مع ماضيها و تقطع مع كل شيء مفيد  ؟، الجواب عن هذا السؤال تتقاسمه عدة جهات يأتي في مقدمتها قطاع التعليم باعتباره المرتكز الأساس التي من خلال مقرراته 

و مناهجه يلقن الناشئة مختلف المعارف و العلوم قديمها 

و حديثها ، كما كان عليه الأمر قديما .

كما أن الإعلام ساهم بشكل كبير في هذه الآفة إذ لا يقدم للناس ما يفتح مداركهم و يثقفهم بل انساق هو كذلك وراء التفاهة و رفع من قدر أصحابها حتى حسبها الشباب هي الصواب و جرفهم تيارها ، فطمس أعينهم عن كل ما هو

جدي و نافع .

و لا ننسى دور الأسرة و أساليب تربيتها لأبنائها فهي اللبنة الأولى التي تحصنهم من أي غزو قد يزيغ بهم عن جادة الصواب . 

           ختاما لو تظافرت الجهود بين الأسرة و التعليم 

و الإعلام  ، و استحضرت النية في الإصلاح لأنقذنا شبابنا مما هو فيه من تيه و ضياع . فالله نسأل جل في علاه أن يلهمنا سبل الرشاد و أن يصلح شبابنا ، ففي صلاحه تقدم المجتمع 

و رقيه ، إنه ولي ذلك و القادر عليه .


              📖   الغيور   زايد وهنا   📖

أدوات الاستفهام

 أدوات الاستفهام الضرورية لكل متحدث


من ؟ و لمن ؟ 

 أين ؟ و متى ؟ 

 كيف ؟ و لماذا ؟


هذه بعض أدوات الاستفهام التي تعتبر شروطا أساسية لكل من أراد أن يخاطب الناس ، سواء كان خطيبا أو محاضرا أو مدرسا أو ناصحا أو فنانا مبدعا أو أي شخص يحدث الناس عن أمر ما و هم له مستمعون  .

و هنا نبدأ بالآداة الأولى و هي :

  ◾ من ؟ :

و يقصد بهذا الاستفهام من يكون هذا المتحدث ؟

لأن المتلقي لن يقتنع إلا بشخص يثق فيه ، و لن  يتدبر 

و يستفيد إلا من شخص على قدر من العلم و الخلق الحسن ، حتى لا يصدق فيه قول الشاعر :

      لا تنه عن خلق و تأتي مثله

                  عار عليك إذا فعلت عظيم

أو كما قال شاعر آخر  :

     أيها الرجل المعلم غيره 

                 هلا لنفسك كان ذا التعليم

    تصف الدواء لذي السقام و ذي

                 الضنى كيما يصح به و أنت سقيم

فإذا توفرت في المتحدث هذه الشروط ، فما الشروط التي ينبغي أن تتوفر في المتلقي ، و ذاك هو المقصود من آداة الاستفهام ( لمن )

◾ لمن ؟ :

و يراد منها لمن يوجه المتحدث كلامه ؟

هل هذا المتلقي من الشريحة التي تستوعب كلام المتحدث ، إذ يجب معرفة مستوى الوعي عند المتلقي و قدرته على الفهم و مدى ميوله لإدراك مقاصد الكلام و مراميه ، لتتم عنده الاستفادة و الاستزادة من المعارف ، و يكون لكلام المتحدث أثره البالغ في النفس ، و ليس كل الناس على نفس قدر الإدراك ، و لكن متى كان أغلب المستمعين على هذه الشروط ، فلا يضر إن كان من بينهم القليل ممن لم يسعفهم وعيهم على الإدراك و هذا طبيعي إذا فاقت النسبة النصف من الحضور أو حتى أقل من ذلك .

و هنا ننتقل إلى الآداة الموالية و هي :

◾ أين ؟ 

لعل اختيار المكان المناسب لتقديم درس أو عرض أو نصيحة له أهمية كبرى ، إذ ليست كل الأماكن صالحة لذلك ، لهذا يجب أن يكون المتحدث ذكيا بحيث يراعي ظروف المكان 

و تناسبها مع ما يريد تقديمه ، فإذا كان المكان غير مناسب فذاك سبب فشل عمله و لو كان مفيدا .

أما الآداة الأخرى فهي : 

◾ متى ؟

ينبغي للمتحدث أن يراعي الوقت المناسب لما يريد الإقدام عليه ، فليس كل وقت صالح و مناسب لإلقاء درس أو نحوه ، و لن تتم الاستفادة و لو فعل ، لهذا يجب عليه اختيار الوقت ليؤتي العمل أكله .

أما آداة الاستفهام الرابعة فهي :

◾ كيف ؟

هذا السؤال يلقي بثقله على كاهل المتحدث اللبيب ، إذ ينبغي أن ينهج طرقا و أساليب تتلاءم و الشريحة التي يخاطبها 

و التي تثير فيهم عنصر التشويق و التركيز ، و لا يلجأ إلى التعقيد بل يحاول التبسيط قدر الإمكان ليصل بهم إلى الهدف المنشود ، كما يجب ألا يطيل عليهم حتى لا يبعث

فيهم الملل فيغيب التركيز ، فقد قالت العرب :

             خير الكلام ما قل و دل 

و أخيرا يأتي دور آداة الاستفهام الأخيرة و هي :

◾ لماذا ؟

لماذا هذا الدرس أو هذا العرض ؟ ما المقصود منه ؟ ماذا سيستفيد الحضور منه ؟

هذه كلها أسئلة ينبغي أن يطرحها المتحدث على نفسه قبل الإلقاء ، و يدرك هو نفسه الأهداف التي يريد أن يوصلها للناس ، لذلك وجب عليه أن يضع لموضوعه أهدافا مضمونا نجاحها ، مثمرة أفكارها ، متناسبة مع المكان و الزمان 

و يجد في قرارة نفسه إحساسا أن الحضور في حاجة إلى الااستماع إليها .

ختاما أعتقد أن هذه الأدوات الاستفهامية هي الدليل المرشد لأي متحدث يريد أن يكون كلامه مقبولا عند الناس ، فإن كان كذلك فلا بد أن تكون له فوائد جمة ، يستفيد منها الناس 

و يكون المتحدث مأجورا عليها .


                                    ✏     زايد  وهنا    ✏