جارتي المخدوعة

             جارتي المخدوعة


جارتي مقهورة 

بين جدران بيتها محصورة

على الجهل و التقشف مجبورة

و بباب بيتها كلاب مسعورة

أوهمتها بالحراسةو جعلت حريتها محظورة


يقودها كلب مبتور الذيل مخمور

ورث الرئاسة عن كلب معاق محجور

يسوس جارتي يمنعها من التحرر و العبور

استنزف كل ما تجود به الأرض من غاز و ثمور

و جارتي الغبية على قطعة خبز تقف في الطابور

 تريد المسكينة أن تكسر القيد و تثور

و لكنه يوهمها أنه ما فعل إلا ليحرس الثغور

من أشباح تخيفه و من عدو يتربص خلف السور

صدقت البلهاء ادعاءه وانطلقت وراءه تفور وتمور


قضى الكلب و قطيعه زمنا غير يسير في النباح

كل الكلاب الضالة تنبح ليلا و تهدأ في الصباح

إلا كلاب جارتنا المسعورة لا تهدأ و لا ترتاح

من شدة حقدها تدعم الوهم تمده بالسلاح

لكنها لقمت حجرا و ذهب أملها أدراج الرياح

و ما تحقق لها إلا  الذل و الخزي و الصياح


تدلس الكلاب التاريخ حسب عقدهم النفسية

يخبطون خبط عشواء ليجعلوا لأنفسهم هوية

معتقدين أن الناس يجهلون أصولهم الحقيقية

ينسبون إليهم كل ما يثبت لهم طفرة حضارية

من كسكس و قفطان و زليج و طنجية

بل دفعهم الغباء فنسبوا إليهم قصائدنا الملحونية

و تناسوا أن ما يدعون تفنده الحقائق التاريخية 


لو تعافى مبتور الذيل من الغل و الحقد و الإدمان

و رمم  بيته بعلم و جد و إيمان

و وزع الثروات عوض أن يتلهى بأمور الجيران

لكانت الجارة الآن تعيش في رغد و رفه و أمان

و لكن الخسيس استحود عليه الشيطان

فطفق يستعمل كل وسائل الخبث و الخذلان

كذب و تدليس و غرور و حقد و بهتان

و عوض أن يكسب ود الأوطان

صار الكلب المسعور أضحوكة الزمان 

و عن أمثاله قال ذوو البلاغة و البيان


هو الكلب وأبن الكلب والكلب جده

              ولا خير في كلب تناسل من كلب

                                   

    زايد وهنا  ( شعر منثور بعد طول صبر )






























عزيزي القارئ لا تلومني على قولي هذا لسببين

أولهما أن هذه الجارة لم تسول لها نفسها يوما أن

تتوقف عن الإساءة إلى جارها ، فمنذ أن استرجعنا

صحراءنا سنة 1975 و هي حق شرعي لنا ، ماانفكت تحرض و تدعم و تشعل نار الفتنة ، 

و تناست كل الدعم و السند الذي قدمه المغرب لها حتى نالت استقلالها ، و رغم أنها تنكرت لذلك فالمغرب بلد التسامح كان إلى وقت قريب يمد

يده لربط علاقة المودة و التعاون بين الشعبين

و لكن إكرام اللئيم لا يزيده إلا تعنتا و زيادة في

الإساءة حتى أضحى أمره مفضوحا أمام الأمم .

السبب الثاني أننا لم نرد يوما الصاع صاعين

لأن ديننا و وعينا و تربيتنا لا تسمح لنا بأن نسقط في مستنقع الرذيلة الذي سقطت فيه هي و تحاول أن تجرنا إليه ، و لكن مع توالي الإساءة بكل

أنواعها ، فإن للصبر حدود ، مما دفعني لأكتب

هذا الشعر المنثور و لم أفتر فيه بشيء غير

موجود و إنما قلت الواقع كما يراه الجميع 

و لا غبار عليه ، لعلهم ينظرون في المرآة إلى

وجوههم و يعرفون قدرهم و يلزمونه .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق