🔍 للأسف 🔍
معرفة الماضي ضرورية لسيرورة الحاضر و بناء
المستقبل ، و هذا الأمر كان معروفا منذ القدم ، و اعتمده الناس في كل الحضارات ، إذ الماضي بأحداثه و علومه
و أعلامه هو المرتكز الذي على ضوئه نعيش الحاضر فنأخذ منه ما يفيد و نحاول تطويره ليلائم ظروف عصرنا ، كما نستفيد من أخطائه و نحاول تفاديها ، و من هذا المنطلق
نستشرف المستقبل و نضع له الأسس و الآليات التي قد تتطلبها الحياة بالنسبة للأجيال القادمة ، و على هذا المنوال يكون الاستخلاف في الأرض و يستمر التطور طبعا فيما يسعد الإنسان و يسهل عليه عبء الحياة .
ما قيل لحد الآن هو أمر عادي يعرفه كل ذي عقل راجح و لا يحتاج لاستدلال ، و لكن ما يثير الاستغراب من كل هذا و ربما يحز في النفس هو ما نلاحظه في أجيالنا الحاضرة من قطع تام مع الماضي سواء البعيد أو القريب ، و لعل السبب
في ذلك يرجع إلى عدة عوامل سنأتي على ذكرها .
فالسواد الأعظم من هذه الأجيال يجهل تماما الكثير عن ماضيه فلا يعرف عن دينه و لو تلك المبادئ الأولية
و المعلومات البسيطة التي يحتاجها في حياته اليومية و لا يعلم شيئا عن سيرة رسولنا الكريم و صحابته و سائر الفقهاء
و العلماء في مجال الدين و في غيره من مجالات المعرفة كالطب و الفلسفة و الفلك و الهندسة والرياضيات و الأدب بنوعيه نثره و شعره ... .
و لا يقتصر جهله على هذا بل تجده يجهل تاريخ بلاده و ما تعاقب عليها من أحداث و ما تفخر به من أمجاد و عن الذين بصموا هذا التاريخ ملوكا كانوا أو مقاومين أو علماء
و مفكرين أو مبدعين في أي مجال من مجالات بناء كيان هذا الوطن و حضارته .
باختصار شديد لو سألته عن أمر من هذه الأمور التي أشرنا إليها ما استرحت منه إلى جواب ، و الأدهى من كل هذا قد تجده يعلم الكثير عن أمور تافهة لا تسمن و لا تغني من جوع و ليس لها من فائدة تذكر ، فعوض أن يثقف نفسه من خلال قراءة كتب قيمة ، و التعرف على أفكار العلماء الأفذاذ
و الكتاب المبدعين في بلده و غيرها ، تجده يهتم بالتوافه
و سفاسفة الأمور التي لا تزيده إلا جهلا على جهله ، و الغريب أنه يرى في التافهين القدوة فيقلدهم في تفاهاتهم .
إذن ما العوامل و الأسباب التي جعلت هذه الأجيال تقطع مع ماضيها و تقطع مع كل شيء مفيد ؟، الجواب عن هذا السؤال تتقاسمه عدة جهات يأتي في مقدمتها قطاع التعليم باعتباره المرتكز الأساس التي من خلال مقرراته
و مناهجه يلقن الناشئة مختلف المعارف و العلوم قديمها
و حديثها ، كما كان عليه الأمر قديما .
كما أن الإعلام ساهم بشكل كبير في هذه الآفة إذ لا يقدم للناس ما يفتح مداركهم و يثقفهم بل انساق هو كذلك وراء التفاهة و رفع من قدر أصحابها حتى حسبها الشباب هي الصواب و جرفهم تيارها ، فطمس أعينهم عن كل ما هو
جدي و نافع .
و لا ننسى دور الأسرة و أساليب تربيتها لأبنائها فهي اللبنة الأولى التي تحصنهم من أي غزو قد يزيغ بهم عن جادة الصواب .
ختاما لو تظافرت الجهود بين الأسرة و التعليم
و الإعلام ، و استحضرت النية في الإصلاح لأنقذنا شبابنا مما هو فيه من تيه و ضياع . فالله نسأل جل في علاه أن يلهمنا سبل الرشاد و أن يصلح شبابنا ، ففي صلاحه تقدم المجتمع
و رقيه ، إنه ولي ذلك و القادر عليه .
📖 الغيور زايد وهنا 📖
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق