أدوات الاستفهام

 أدوات الاستفهام الضرورية لكل متحدث


من ؟ و لمن ؟ 

 أين ؟ و متى ؟ 

 كيف ؟ و لماذا ؟


هذه بعض أدوات الاستفهام التي تعتبر شروطا أساسية لكل من أراد أن يخاطب الناس ، سواء كان خطيبا أو محاضرا أو مدرسا أو ناصحا أو فنانا مبدعا أو أي شخص يحدث الناس عن أمر ما و هم له مستمعون  .

و هنا نبدأ بالآداة الأولى و هي :

  ◾ من ؟ :

و يقصد بهذا الاستفهام من يكون هذا المتحدث ؟

لأن المتلقي لن يقتنع إلا بشخص يثق فيه ، و لن  يتدبر 

و يستفيد إلا من شخص على قدر من العلم و الخلق الحسن ، حتى لا يصدق فيه قول الشاعر :

      لا تنه عن خلق و تأتي مثله

                  عار عليك إذا فعلت عظيم

أو كما قال شاعر آخر  :

     أيها الرجل المعلم غيره 

                 هلا لنفسك كان ذا التعليم

    تصف الدواء لذي السقام و ذي

                 الضنى كيما يصح به و أنت سقيم

فإذا توفرت في المتحدث هذه الشروط ، فما الشروط التي ينبغي أن تتوفر في المتلقي ، و ذاك هو المقصود من آداة الاستفهام ( لمن )

◾ لمن ؟ :

و يراد منها لمن يوجه المتحدث كلامه ؟

هل هذا المتلقي من الشريحة التي تستوعب كلام المتحدث ، إذ يجب معرفة مستوى الوعي عند المتلقي و قدرته على الفهم و مدى ميوله لإدراك مقاصد الكلام و مراميه ، لتتم عنده الاستفادة و الاستزادة من المعارف ، و يكون لكلام المتحدث أثره البالغ في النفس ، و ليس كل الناس على نفس قدر الإدراك ، و لكن متى كان أغلب المستمعين على هذه الشروط ، فلا يضر إن كان من بينهم القليل ممن لم يسعفهم وعيهم على الإدراك و هذا طبيعي إذا فاقت النسبة النصف من الحضور أو حتى أقل من ذلك .

و هنا ننتقل إلى الآداة الموالية و هي :

◾ أين ؟ 

لعل اختيار المكان المناسب لتقديم درس أو عرض أو نصيحة له أهمية كبرى ، إذ ليست كل الأماكن صالحة لذلك ، لهذا يجب أن يكون المتحدث ذكيا بحيث يراعي ظروف المكان 

و تناسبها مع ما يريد تقديمه ، فإذا كان المكان غير مناسب فذاك سبب فشل عمله و لو كان مفيدا .

أما الآداة الأخرى فهي : 

◾ متى ؟

ينبغي للمتحدث أن يراعي الوقت المناسب لما يريد الإقدام عليه ، فليس كل وقت صالح و مناسب لإلقاء درس أو نحوه ، و لن تتم الاستفادة و لو فعل ، لهذا يجب عليه اختيار الوقت ليؤتي العمل أكله .

أما آداة الاستفهام الرابعة فهي :

◾ كيف ؟

هذا السؤال يلقي بثقله على كاهل المتحدث اللبيب ، إذ ينبغي أن ينهج طرقا و أساليب تتلاءم و الشريحة التي يخاطبها 

و التي تثير فيهم عنصر التشويق و التركيز ، و لا يلجأ إلى التعقيد بل يحاول التبسيط قدر الإمكان ليصل بهم إلى الهدف المنشود ، كما يجب ألا يطيل عليهم حتى لا يبعث

فيهم الملل فيغيب التركيز ، فقد قالت العرب :

             خير الكلام ما قل و دل 

و أخيرا يأتي دور آداة الاستفهام الأخيرة و هي :

◾ لماذا ؟

لماذا هذا الدرس أو هذا العرض ؟ ما المقصود منه ؟ ماذا سيستفيد الحضور منه ؟

هذه كلها أسئلة ينبغي أن يطرحها المتحدث على نفسه قبل الإلقاء ، و يدرك هو نفسه الأهداف التي يريد أن يوصلها للناس ، لذلك وجب عليه أن يضع لموضوعه أهدافا مضمونا نجاحها ، مثمرة أفكارها ، متناسبة مع المكان و الزمان 

و يجد في قرارة نفسه إحساسا أن الحضور في حاجة إلى الااستماع إليها .

ختاما أعتقد أن هذه الأدوات الاستفهامية هي الدليل المرشد لأي متحدث يريد أن يكون كلامه مقبولا عند الناس ، فإن كان كذلك فلا بد أن تكون له فوائد جمة ، يستفيد منها الناس 

و يكون المتحدث مأجورا عليها .


                                    ✏     زايد  وهنا    ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق