🌷خطبة : أنتم الأمل🌷

خطبة
              💼💼    أنتم الأمل   💼💼

     الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات ، و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على خير الورى و هادي البشرية ، سيدنا محمد و آله و صحبه و من سار على نهجه الى يوم الدين .
أما بعد :
يا معشر الشباب
    فوالله ما قمت اليوم خاطبا فيكم إلا لأعظ نفسي قبل أن أعظكم ،  فلست بأفضل منكم سيرة ، ولا أبلغ منكم قولا ، و ما بخطبتي هذه أبرئ نفسي ،  فأنا أولى بها منكم ، و لكن ارتأيت أن أذكر بها نفسي و إياكم عسى أن تكون فاتحة خير لنا   جميعا .
يا عماد الأمة
     إن وطننا اليوم - قبل أي وقت مضى - في حاجة الى عقول متعلمة واعية ، و سواعد فتية عازمة ، و أخلاق فاضلة راقية ، تشحذ العزائم  وتستنهض الهمم ، لننافس غيرنا من الأمم ،  ونرتقي بحضارتنا نحو القمم ، و ما دمتم أنتم هم دعامة المستقبل ، و حملة المشعل ، فاعلموا علم اليقين أن هذه الرسالة ملقاة على أكتافكم ، و رقي الوطن أمانة في أعناقكم ، و توريثه للأجيال اللاحقة بين أيديكم ، فهل حقا أنتم مستعدون لحمل و تحمل أعباء هذه الرسالة السامية ؟ و هل تزودتم بما يكفي و يشفي من العدة سلوكا و علما  و عملا ؟.
اعلموا أبنائي أصلحكم الله ،
 أنها رسالة و أمانة ثقيلة جسيمة لا يمكن أن يقوم بها أبناء أمة عاجزة موبوءة ، و ما أظنكم كذلك ، بل أنتم أهل لها و القادرون عليها إذا تسلحتم بقيم ديننا الحنيف و تعاليمه ، و حرصتم الحرص الشديد في طلب العلم و اصطبرتم على تحصيله ، و تمسكتم بفضائل الأخلاق ، و احترمتم أساتذتكم ، و انضبطتم لتعليماتهم ، و بجلتم علماءكم و أنزلتموهم المنزلة اللائقة ، و اتخذتموهم قدوة  و نبراسا ينير دروبكم ، و نبذتم التفاهة والتافهين ، و أعرضتم عن سفاهة أقوالهم وأفعالهم ، فإن فعلتم كنتم حقا خير خلف لخير سلف ، أديتم الأمانة و أخلصتم العمل و شرفتم الوطن ، أما إذا تواكلتم و تخاذلتم و لم تأخذوا بهذه الأسباب ، لا قدر الله ، فانتظروا جهلا متفشيا ، و تخلفا مهينا و عيشا ضنكا و مذلة بين الأمم ، و هذا ما لا يقبله كيس عاقل ، و لا يتمناه لبيب فطن ، فكيف ترضونه لأنفسكم و أنتم أبناء و حفدة العلماء و الأدباء و المقاومين ، و ما أظن أن من بينكم من يرضى أن يدون عنه التاريخ ما يسود الوجه و يجعلنا مسخرة الشعوب .
أيها الشباب ،
أتمنى أن تكون خطبتي اليوم بداية صفحة جديدة لنا جميعا ، فهلموا بنا نشمر عن سواعد الجد و نتشبت بهويتنا الوطنية و خصوصياتنا المغربية   ونعقد العزم على الرفع من شأن هذا الوطن ، و هذا ليس بالعسير ، و لا على هممكم بالعزيز إذا جعلنا من الأخلاق و العلم ركيزتين أساسيتين لا بديل عنهما ، إذ بدونهما لا تقوم لنا قومة ، و لا يهاب لنا جانب .
يا أمل البلاد و العباد
نريدكم أساتذة متمرسين و أطباء متمكنين و مهندسين بارعين و جنودا مجندين ، نريدكم علماء مخترعين و حكماء مكتشفين و صناع ماهرين ، حتى إذا وافانا الأجل و حانت ساعة الاحتضار  نموت و نحن مطمئنون على حوزة الوطن و مستقبل الأجيال ، و إياكم و التقليد الأعمى و الاغترار بالمظاهر الزائفة و الانسلاخ عن الهوية ، فهي مهالك و مزالق نحو الهاوية .
أيها الشباب
اسمعوا و عوا و اعملوا بما علمتم و الزموا ، فاللهم اشهد أنني قد ذكرت و الذكرى تنفع المؤمنين  و أديت الواجب الذي يمليه الضمير ، و ما أريد إلا الصلاح في الدنيا و الثواب في الآخرة و استغفر الله من قول بلا عمل ،  وأحمده  و لا أحصي ثناء عليه .

         و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق