عندما يتعدى الكذب الحد المقبول

 عندما يتعدى الكذب الحد المقبول


            الحقيقة أني ترددت كثيرا قبل أن أخط هذه السطور لأسباب عدة أولها أنني أخجل أن أخوض في مثل هذه المواضيع التي ليست في الحقيقة إلا هراءا لا فائدة منها و لا يليق بكل ذي عقل سليم أن يثيرها و ثانيهما أن القارئ الذي تعود على قراءة كل ما هو مفيد يجد نفسه هذه المرة أمام لغو لا طائل منه ، و ثالثها حقا هو الدافع الأساس الذي حتم علي إثارة هذا الهراء ، و أعتذر من القراء لأن الغرض منه هو إطلاع الناس على ما وصل إليه المسؤولون الجزائريون من خساسة لم يسبقهم إليها أحد منذ وجد الإنسان على هذه

البسيطة ، و لم أجد لها خانة أصنفها فيها ، بل سأكون ممتنا لمن يستطيع من القراء أن يصنفها .

إذن سأعرض عليكم بعضها مما صدر من رئيسهم  

و مستشاريه و مسؤولين كبار في حكومته  و برلمانيه ، أما ما

يصدر عن بسطاء القوم فهؤلاء لا ملامة عليهم فهم تابعون يصدقون و يرددون هذه الخزعبلات بنوع من الفخر 

و الاعتزاز ما دام قد أقرها كبار أغبيائهم . و من تلك الأمثلة باختصار   :

-- كذبة المسدس التي حدثت بين الأمير عبد القادر و رئيس أمريكا جورج واشنطن ، علما بأن بين وفاة هذا و ولادة الآخر ثلاثين سنة .

-- كذبة اللقلاق ( بلارج ) الشهيد المقاوم الذي نزع علم فرنسا سنة 1961 و طار به نحو عشه حيث مزقه و دنسه ، مما دفع الفرنسيين إلى إطلاق الرصاص عليه ، فسقط أرضا و قد أصيب بكسر في رجله ، فقرر الجيش الفرنسي بعد مداولات بين كباره الحكم على اللقلاق بالسجن المؤبد في زنزانة مع الأسرى المقاومين ، و الأغرب أن اللقلاق أضرب عن الطعام بسبب ما يتعرض له إخوانه الأسرى من تعذيب و تنكيل أمام عينيه ، و بذلك ينضاف بلارج إلى عدد الشهداء الذين لم يستقر عددهم لحد الساعة . و ما يزيد الطين بلا أن المستشار البليد قال بعظمة لسانه و دون أن يخجل من نفسه أنه قام في تلك اللحظة من تلك السنة 1961 بالتقاط صورة من هاتفه النقال لذلك اللقلاق الجريح و أضاف أنه يحتفظ بها في جواله ، و نسي الأبله أن في ذلك الوقت لم يكن الجوال قد اخترع بعد .

-- كذبة حائط البراق بفلسطين ، يدعي الجزائريون أن هذا الحائط لهم و سيسترجعونه متى شاءوا .

-- كذبة انضمام الصين للأمم المتحدة ، قال كبير المهرطقين الأغبياء أن الجزائر هي من كانت وراء انضمام الصين للأمم المتحدة . 

-- كذبة الحجر المجاهد ، ادعت امرأة جزائرية أنها تحتفظ بحجرة تزن عشر كيلوغرامات باعتبار هذه الحجرة مباركة 

و مقدسة لأنها ساعدت في المقاومة و ذلك أن الحجرة اعترضت سبيل شاحنة عسكرية فرنسية و قلبتها فمات جميع ركابها الفرنسيين ، و هكذا تنضاف الحجرة إلى قائمة الشهداء .

-- كذبة واد مكرة ، هذا الواد كما قال أحد البلداء يقع في ولاية بلعباس و اسمه في الأصل واد مكة بحذف تلك الراء الزائدة ، و بالتالي فمكة الحقيقية في الجزائر و ليست في شبه الجزيرة العربية .

-- كذبة العلاقة بين شنقريحة و أبي بكر الصديق 

قال أحد الأغبياء أن شنقريحة من ذرية أبي بكر الصديق .

و هلم جرا من مثل هذه الخزعبلات و ما أكثرها و لكن المجال لا يتسع لذكرها و لا يمكن إحصاؤها ، و لو سألت  الكذابين و الحمقى و المجانين أنفسهم عن هذه الهرطقات لاستنكروها ، و لا يرضون أن يأتوا مثلها ، و من

شدة بلادة المسؤولين الجزائريين  يظنون أن الناس بلداء أمثالهم قد يصدقون هذه الأكاذيب و الخرافات ،فحتى الكذب و الافتراء لهما ضوابط و حدود و تقنيات الحكي تترك مجالا و لو صغيرا للتصديق ، أما هذه فلا تتوفر على مقدار ذرة

من المنطق .

إذن عزيزي القارئ أين يمكنك أن تصنف ما سمعت من خبل ، و الأدهى أن يصدر ممن يسوسون البلاد الذين حشرنا الله معهم في الجوار ، و العجب لا يخجلون و لا يكترثون و لا ينتهون رغم ما وصلوا إليه من جهل و غباء حتى أضحوا أضحوكة الأمم  و مضرب المثل في العالم كله ، و كأن الجزائر برمتها مستشفى الأمراض العقلية المزمنة الميؤوس من علاجها .

لهذا لقد صدق من قال :

( بين القرويين و القيروان حديقة حيوان )

بل ( بين القيروان و القرويين مارستان المجانين )

ختاما عزيزي القارئ ، إن لم تجد ما يفيد فيما ذكر و هذا طبيعي ، فإنك على الأقل قد تنفجر ضحكا ، و لكن في الوقت نفسه قد تتأسف أن يوجد مثل هؤلاء في عصر غزا فيه الإنسان الفضاء و عرف التقدم العلمي طفرة كبيرة في جميع المجالات في كل البلدان بدون استثناء إلا بلدهم هو الوحيد الذي يغرد خارج السرب ، و يعيش الأوهام و يخذر شعبه ليستنزف خيراته و هو راض على وضعه ،

و ذاك دأب من ليس له تاريخ و لا حضارة ، فهو كاللقيط الذي يخبط خبطى عشواء ليجد له أبا أو أما و لو كانا غير شرعيين .

مشاهد مؤلمة

 💉   مشاهد مؤلمة  💉


          ليس من سمع كمن عاين ، فمهما سمعت عن الأوضاع المزرية التي تعرفها المستشفيات العمومية لن يبلغ بك الحزن و الأسى مبلغ من قادته الظروف إلى الاستعانة بخدماتها 

و عاين تلك المشاهد المؤلمة و عاشها عن كثب .

و هو ما حدث ليلة ، فقد اضطررت تحت ظرف قاهر لا داعي لذكره أن أزور مستعجلات أحد المستشفيات الجامعية الكبرى بإحدى المدن الكبرى المشهورة ببلدنا ، فرأيت ما لم يكن يخطر على بالي من المشاهد المحزنة ، بدءا من المدخل

الرئيسي مرورا بالأروقة و انتهاءا بغرف الفحص ، كل هذه الأماكن مكتظة بالمرضى من مختلف الأعمار ذكورا و إناثا ، يملؤون الممرات و الفناءات منهم المصابون بجروح خطيرة 

و قد تلطخت أجسامهم و ملابسهم بالدماء ، يصرخون من الألم و منهم فاقدو الوعي و هم ملقون على الأرض 

و المحظوظ منهم  من وجد سريرا متحركا يستلقي عليه في انتظار الفرج الذي ربما لن يأتي حتى بعد فوات الأوان 

و الأكثر حظا من كان مصحوبا بأحد أفراد أسرته ، يعينه 

و يقف بجانبه و يسعى بكل الوسائل  للتسريع بإسعافه ، خصوصا إذا كان أحد معارفه أو أصدقائه ضمن الطاقم الطبي ، فهذا النوع ربما يتم التعجيل بإسعافه ،أما المرضى الآخرون فمنتشرون هنا و هناك يئنون تحت وطأة الألم ، 

و مرافقيهم لا يسعهم إلا الامتعاض و الاحتجاج و التأفف على هذا الوضع الكارثي و لكن ما باليد حيلة ، فأفراد الطاقم الطبي قليلون جدا ، و بعضهم ممن مات لديهم الضمير المهني متهاونون و غير مبالين بآلام الناس من حولهم ، كما أن جل الاسعافات تتطلب بالضرورة قبل تقديمها القيام بالأشعة السينية أو صورالصدى المغناطيسي أو تحليلات أخرى تختلف حسب نوع المرض ، بعضها يتم داخل المستشفى 

و بعضها مطالب أصحابها القيام به خارج المستشفى و هو ما يبطئ في كثير من الحالات عملية الإنقاذ ، هذا ناهيك عن الأعطال التي تطال بعض الأجهزة الطبية بالمستشفى مما يجعل الاستفادة من خدماتها غير ممكنة ، و غير هذه من الاكراهات و العراقيل ، خاصة و أن عدد المرضى كثير جدا ، بسبب حوادث السير أو الاعتداءات بالأسلحة البيضاء أو الحروق من درجات خطيرة أو أمراض فقدان الوعي باختلاف أنواعها و خطورتها ، فالوضع بأقسام المستعجلات كارثي بالنهار ، أما ليلا فتزداد المعاناة أضعافا .

إذن باختصار شديد ، استنتجت أن الضحايا هم أولئك الناس البسطاء الذين ليست لهم القدرة المالية لولوج المصحات الخاصة ، فهؤلاء معاناتهم كبيرة و مؤلمة ، و من هؤلاء البسطاء من بلغ به اليأس من الاستشفاء العمومي أن يقترض أو يبيع أعز ما لديه ليقصد المصحات الخاصة .

أما الذين لهم القدرة المالية ، أو الموظفون التابعون لإحدى التعاضديات ، فهؤلاء قطعوا علاقتهم بتاتا بالمستشفيات العمومية ، و لعل هذا ما جعل المصحات الخاصة ترفع من سعر الاستشفاء ما دامت ترى أن الناس مضطرون إلى طرق أبوابها ، و الغريب في الأمر أن جل الأطباء و الممرضين الذين يعملون في المستشفيات العمومية ، هم أنفسهم الذين يعملون في أوقات فراغهم و في غيرها بالمصحات الخاصة .

و قد أسر إلي أحد الأطباء أن هذا الاكتظاظ الذي يعرفه المستشفى الجامعي هو بسبب افتقار المستشفيات بالمدن الصغيرة و القرى التابعة لهذه العمالة للأطر الطبية 

و التجهيزات مما يضطر معه الناس إلى الاستعانة بخدمات المستشفى الجامعي الذي لم تعد طاقته الاستيعابية تتحمل هذه الأعداد الكبيرة من الوافدين عليه ، و لو دعمت

مستشفيات المدن و القرى المجاورة بالأطقم الطبية 

و المعدات الاستشفائية ما رأيت هذا الازدحام و هذه

المعاناة .

الصحة أغلى ما يملك الإنسان و الاهتمام بها ينبغي أن يكون أولى الأولويات ، و لكن للأسف ....


     ✏وصف زايد وهنا ما عاينه دون مبالغة ✏

لماذا نكتب إن لم يكن من أجل ...

 ✒   لماذا نكتب إن لم يكن من أجل ... ✒


          يا معشر المثقفين --  فقهاء كنتم أو علماء أو كتابا أو شعراء أو دكاترة أو أساتذة  أو ...   -- 

ما فائدة علومكم و معارفكم إذا لم تجعل منكم أنتم أنفسكم صالحين مصلحين ثابتين على المبادئ الحقة لا يزحزحكم عنها طمع في منصب أو مال ؟ . و ما الغاية من وعيكم  إن لم تسخروه في نشر الوعي و محو الجهل و إظهار الحق 

و دحض الباطل و الدعوة إلى الأمن و الأمان و العدل 

و الكرامة و العيش الرغيد و كل ما يسعد بني البشر 

و نبذ الخوف و الظلم و التهميش و الفقر و كل ما يسبب اليأس و القنوط  ؟ .

أنتم مصابيح المجتمع حباكم الله علما و معرفة لتنيروا طريق الجاهلين و الفقراء و العاطلين و اليتامى و الأرامل 

و المرضى و المعاقين والحمقى و المجانين و كل من لا حول له و لا قوة ، و تدافعون عنهم بخطبكم و كتاباتكم 

و أشعاركم و تساهمون بما أوتيتم من علم و أفكار نيرة في تنمية البلاد و إسعاد الناس ، لا أن تهيموا على وجوهكم 

و تنساقوا وراء مناصب عالية أو ثروة زائلة أو شهرة زائفة 

و تعيشوا في عوالم الخيال و الرومانسية بعيدا عن الواقع غير آبهين بما يتخبط فيه المجتمع من مشاكل ، علما بأن لكم النصيب الأوفر في التنبيه و التحذير ، و لكن للأسف الشديد تضربون ما لديكم من علوم و معارف عرض الحائط 

و تتجردون من مبادئكم في سبيل إرضاء نزوات نفوسكم ، فلا أنتم ثبتتم على المبدأ و عشتم ناصرين للحق -- و تلك هي السعادة بعينها -- و لا أنتم حققتم مكاسب للبلاد و العباد ، فأصبحتم كما يقول المثل العامي :

   ( العسل في جلد الكلب )

بمعنى ها هي الشهادات العليا و ها هي الموسوعية في الثقافة و لكن لا أثر لها على أرض الواقع ، و بالتالي فهذا النوع من هؤلاء المثقفين الانتهازيين و ما أكثرهم ، مثلهم كمثل الأميين من بني جلدتهم بل أضل و أخطر ، لأنهم هم من يتولى المناصب بفعل شهاداتهم ، فينغمسون في الملذات و يتنافسون في جمع الثروات بشتى السبل المشروعة و غير المشروعة ، مما جعل الفساد و التخلف يستشريان في أوساط المجتمع و هكذا تضيع حقوق العباد و تتعطل عجلة التنمية ،  و حتى تلك القلة القليلة من ذوي الضمائر الحية لا يد لها في إصلاح ما أفسده هؤلاء لأن لا أحد يقيم لهذه الفئة المصلحة وزنا بل بالعكس أصبحت هذه الفئة التي لا تخشى في الحق لومة لائم و التي تنتقد الفساد و ترنو إلى الإصلاح ، هي الحالة الشاذة المهمشة .

ختاما لا تدعي علما و لا تتفاخر بشهادة إن لم تسخرهما في خدمة البلاد و العباد ، و لا تظن نفسك أفضل من ذلك المواطن الأمي البسيط ، فهو على بساطته و قلة زاده العلمي و المعرفي يعيش حلالا و يضع كرامته فوق كل اعتبار ،

و إذا ما أوى إلى فراشه يبيت مطمئنا لأنه لم يظلم أحدا و لم يأخذ درهما واحدا من مال ليس له ، و لو اطلعت عليه لوجدته أكثر منك سعادة ، إذن لا تغتر و راجع نفسك و اسألها ما دمت حيا قبل أن تسأل ميتا .

 ماذا عملت بعلمك ؟

و ما الأثر الذي تركته بين الناس ؟ 

و ماذا قدمت لآخرتك ؟

 

                        ✏  بقلم  زايد وهنا   ✏

كلمة شكر في حق جمعية

 🎻  كلمة شكر في حق الجمعية 🎻


            نظمت جمعية الازدهار للتنمية الحرفية و بشراكة مع مجلس مقاطعة سيدي يوسف بن علي و مجلس جهة مراكش أسفي النسخة الخامسة لتكريم ثلة من الحرفيين و الصناع التقليديين من كلا الجنسين ، بمقر الجهة  يوم الجمعة 5 ماي 2023 و نظرا لقيمة هذه الالتفاتة النبيلة في حق الصناع 

و الحرفيين أقامت الجمعية أمسية ملحونية حضرها عدد من المهتمين و قد تمت دعوتي لحضورها من قبل الأخوين عبد الرزاق حيحي و عبد الجليل بدزي     مشكورين ، كما فاجأنا الصديق الشاعر عبد اللطيف خوسي بحضوره ، فاكتملت البهجة و تم الاستمتاع .

 و لا أخفي إعجابي بجوق جمعية الورشان لفن الملحون الذي شنف أسماع الحاضرين بقصائد  في مختلف الأغراض أنشدها شبان و شابات الجمعية الذين و بحق كلما زرتهم أرفع لهم القبعة على براعة إنشادهم ، و حسن تذوقهم لهذا الفن الأصيل ، و الفضل يرجع في ذلك للإخوة القيمين على الجمعية و أخص بالذكر الأخ الزجال السيد محمد العمداوي الذي دعاني لإلقاء كلمة  شكرت من خلالها الجمعيتين 

و أشدت بمهارة الصانع المغربي و شجعت المواهب الشابة المهتمة بفن الملحون .

كما تم بين الوصلات الإنشادية تكريم السيدات و السادة الصناع الحرفيين الذين يرجع إليهم الفضل في إحياء هذا الموروث الذي يفخر به المغرب و الذي يخلب أنظار المغاربة 

و السياح الأجانب .

و هكذا أسدل الستار على هذه النسخة بالتقاط صورة جماعية أمام المقر ، حيث ذهب كل إلى حال سبيله .

غادرت المقر رفقة الإخوة الأربعة المذكورة أسماؤهم و قادنا النقاش و حلو الحديث أن انتهى بنا الأمر على مائدة عشاء ، حيث جمعنا بين غذاء الوجدان و غذاء البدن .


                ✏  لحظات جميلة اقتنصها   زايد وهنا ✏

وليد صالح الخليفة

 



 ✏  وليد صالح الخليفة  ✏


        


            قد يعشق المرء الشيء ، فينجذب إليه ، و يولع به ولعا شديدا حتى يصير متيما و لهانا يهيم بحبه ، و هو الأمر الذي حدث بيني و بين معشوقتي اللغة العربية منذ أيام الدراسة الأولى ، و لعل شغف قراءة الكتب و القصص 


و المجلات في تلك السن كان لها أكبر الأثر في وضع الحجر


الأساس لهذه العلاقة الغرامية و التي أخذت تنمو و تتوطد سنة بعد أخرى ، و شاء لها القدر أن تصادف رجلا توج مسيرتها علما و معرفة و وضع على رأسها إكليلا  من إبريز صارت تحمله في زهو و اعتداد ، و ظل بريقه يخلب المهج 


و الألباب ، كما ظلت صورة صاحب الفضل فيه عالقة بالأذهان . هذا الرجل هو السيد الفاضل


 " وليد صالح الخليفة " من العراق


أستاذي في مادة اللغة العربية بمركز تكوين المعلمين بالرشيدية .


و الصراحة أنه مهما حاولت أن أقول لن أستطيع أن أوفي هذا الرجل حقه ، فهو وبكل صدق و موضوعية موسوعة في اللغة العربية و آدابها ، نثرها و شعرها ، قديمها و حديثها في النحو و البلاغة و الخط و كل ما يحوم في فضاء اللغة العربية ، هو الخبير الجهبد الذي لا يشق له غبار في هذا المجال .


كان يدرسنا و كنت أتمنى أن يطول الوقت معه ، لأنني كنت أجد في تلقينه متعة لا تضاهيها متعة ، تنساب اللغة من فيه انسياب الشهد من الجبح ، يدعم الأفكار باستشهادات من القرآن و السنة و سير القدامى ، يأخذ بلبك و يسافر بك في


الأزمنة و الأمكنة ، فينسيك  كل شيء من حولك ، فتشعر 


و كأنك تعيش في زمن و بيئة ذاك الشاعر أو ذاك الكاتب ، يتناول النص بالتحليل ، فتتجلى لك معاني النص و تستمتع ببلاغته ، فيرتقي فهمك و ذوقك .


أقول بكل تواضع أن هذا الأستاذ كان يلاحظ ميولي و عشقي للغة العربية من خلال انتباهي  و تجاوبي معه مما تحتفظ به ذاكرتي من الرصيد السابق ، و هذا ما نال إعجابه بي ، و لم نكد نستفق من سكرة الأدب حتى انتهت سنة التكوين


و التحق كل منا بمقر عمله ، و من طريف الحديث أن أستاذنا هذا أمدنا بمجموعة من القصائد انتقاها من عيون الشعر العربي ، و من جملة تلك القصائد قطعة شعرية جميلة للشاعر العراقي " حسن المرواني "


بعنوان " أنا و ليلى و اشطبوا أسماءكم "


و بعد مدة سمعتها مغناة من طرف المغني " كاظم الساهر " 


فتعجبت و أعجبت بها خصوصا و أنا أحفظها عن ظهر قلب ، فقلت في نفسي سيكتب الخلود لهذه القصيدة خصوصا بعد أن أصبحت أغنية تتداولها الألسن .


قبل أن أتطرق لسيرة هذا الأستاذ الكبير ، اتصلت مع أحد أصدقائه المقربين بالرشيدية ألا و هو السيد الفاضل


" محمد حجاجي" مفتش التعليم سابقا و المتقاعد حاليا ، 


و أطلعني على أمور أخرى في مسيرة السيد  "وليد صالح الخليفة " بعد مغادرته للرشيدية ، و هذا ما قاله السيد حجاجي من غير زيادة و لا نقصان :


" الأستاذ وليد صالح الخليفة، من أطيب خلق الله أخلاقا وقيما إنسانية نبيلة، ومعرفة وعلما وتواضعا وتواصلا إنسانيا دافئا... بعصامية لافتة جدد حياته بإسبانيا بعد مغادرته المغرب فتعلم الإسبانية وأحرز شهادة الدكتوراه التي أهلته للتدريس بجامعة مدريد المستقلة التي رأ س قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بها إلى أن أحيل على المعاش وأقامت له الجامعة حفلا تكريميا كبيرا لا تقيمه للإسبان الأصليين، اعترافا بكفاءته ومعارفه وأخلاقه وقدرته الفائقة على التواصل الإنساني مع الجميع.


عاشق للمغرب والمغاربة وإقليم الرشيدية على الخصوص. غادر المغرب مكرها، ويتردد عليه باستمرار، آخر مرتين زار فيهما الرشيدية: 2018 و2022.


لك أجمل التحايا وأعطر المتمنيات."


على هذا الرابط، معلومات عنه في ويكيبيديا:



https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9


انتهى كلام السيد محمد حجاجي  .



و عند تصفحي للرابط وجدت هذه المعلومات 


و نقلتها كما هي للمزيد من الإيضاح خصوصا لمن يهمهم الأمر .



  الأستاذ : وليد صالح الخليفة


ولد بالعراق سنة 1951. حصل على شهادة البكلوريوس في اللغة والأدب العربيين من كلية التربية بجامعة بغداد سنة 1972. عمل مدرساً في عدد من الثانويات والمعاهد العراقية. غادر العراق سنة 1978 واستقر بالمغرب حيث مارس التعليم في المدارس العليا للمعلمين بأكثر من مدينة. يقيم في إسبانيا منذ سنة 1984، حيث أنجز دراسته العليا ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أوتونوما بمدريد سنة 1990. مارس التعليم في العديد من مراكز التعليم والجامعات الإسبانية. كما تم تعيينه من قبل وزراة الخارجية الإسبانية كمترجم محلف في 14 مايو 1992.[1] يعمل حالياً أستاذاً للدراسات العربية الإسلامية بقسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوتونوما بمدريد. وقد رئس هذا القسم ما بين سنة 2002 و2005.



ختاما كانت تلكم التفاتة لرجل ترك بصمة واضحة المعالم في أذهاننا ، و من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله ، أطال الله في عمره و عمر صديقه السيد 


محمد حجاجي ، و أدام المحبة بينهما ، وجعل عملهما خالصا لوجهه و السلام عليهما و على القارئ .



                          ✏   بقلم  زايد وهنا   ✏




           جواب وليد صالح


كان هذا ردا من أستاذي وليد صالح الخليفة على 

المقال الذي كتبته عنه .


الأخ الكريم والأستاذ الفاضل السيد زايد وهنا:

اسمح لي أولا أن أنقل لك شعوري بالفرح والامتنان لما ذكرته عني ودونه قلمك بلغة شفافة وروح طيبة تنم عن رقي الخلق الذي يحضك على الوفاء والاخلاص لأصدقائك وأساتذتك، وكل هذا جدير بالتقدير والاحتراام والاعتزاز. صدقا أنا لم أكن أتوقع بعد أربعين عاما من خروجي من مدينة الرشيدية القريبة من نفسي أن يصلني هذا الثناء والتكريم من أحد طلابي الأعزاء. لا أخفيك سرا لو قلت لك بأنني طيلة حياتي المهنية التي اقتصرت على التربية والتعليم كنت أعتبر الطلاب أثمن رأس مال للعملية التربوية. فهم الأساس وهم المعنيون وهم الهدف من كل جهد تعليمي ولولاهم لما وجد المعلمون ولا المربون. ولكوني مقتنعا بأن التعليم مهنة نبيلة فلم أرض عنها بدلا على الرغم من توفر الفرص. وماذا أقول عن لغتنا العربية الزاهية التي نجتمع على حبها وتثمينها. لغة ثرية عذبة في رنينها، غنية في مفرداتها، دقيقة في دلالاتها ومفاهيمها، متناسقة في حروفها وألفاظها، فهي في منتهى الجمال وغاية الكمال. إنها البيان والايجاز معا.

قال عنها الشاعر السوري سليمان العيسى:

أنا ما برحت تألقا وسنى             لغة العروبة والبقاء أنا

وماذا عساي أن أقول بحق صديق عزيز وأخ كريم وأستاذ متميز مثل السيد محمد حجاجي الذي كان لي ولا يزال بمثابة الأخ حيث بعُد الأخوان وعائلته بمثابة الأهل حيث حالت ظروف الحياة بيني وبين الأهل في العراق الساكن في القلب. حجاجي الأديب المرهف لم يقتصر كرمه على بذل مشاعر الأخوة فحسب بل كان كريما في علمه، إذ ليس لي أن أنسى كم من كتب مكتبته قرأت وكم تعلمت من معارفه الغزيرة. أما المغرب فهم بلدي الثاني الذي استقبلني في مرحلة صعبة من حياتي وأكرمني ووفر لي سبل العيش الكريم، وأدركت من خلال فترة التعايش الطويلة كم هو أصيل بشعبه وتراثه وتأريخه. كنت أقول لأصدقائي حينها لو شاءت الظروف وأخرجوني قسرا من هذا البلد سأموت موت السمكة التي تُسل من الماء. وقُدر لي أن أذوق مرارة الإبعاد عن هذا البلد الحبيب، لكن حبي له ولشعبه لم ينقص بل زاد متانة وقوة. إنها سنة الوفاء التي تُنشد من كل كائن حي.

كثيرا ما أتذكر أبيات شاعري المفضل السياب في قصيدة "وصية من محتضر" والتي يقول فيها:

أنا ميت لا يكذب الموتى وأكفر بالمعاني

إن كان غير القلب منبعها

فيا ألق النهار

أغمر بعسجدك العراق

فإن من طين العراق جسدي

ومن ماء العراق.

وأنا الذي عشت في العراق وفي المغرب وإسبانيا، يمكنني أن أقول وعذرا للسياب:

"فإن جسدي من ماء وطين العراق والمغرب وإسبانيا.

أرى ذلك واجبا عل ي من باب الوفاء وعرفان الجميل وشكر العديد من رجال ونساء هذه البلدان الثلاثة والذين لقيت منهم العون والمساعدة لتجاوز مشاق الحياة.

أما عن قصيدة "أنا وليلى" للشاعر الصديق حسن مرواني التي تذكرها في رسالتك، أخي زايد، فقصتها تطول أوردها فيما يلي:

يقول المثل: "زهرة واحدة لا تصنع الربيع". لكنني أضيف أن قصيدة عصماء واحدة يمكن لها أن تصنع شاعرا، خاصة إذا كانت بمستوى "أنا وليلى" .

عام 1970 عندما كنت طالبا في السنة الثانية من قسم اللغة العربية بكلية التربية في جامعة بغداد كان لي زميل يدعى حسن المرواني. إنسان مؤدب وخجول وقليل الكلام. علمت من بعض الزملاء بأن المرواني كان يحب زميلة لنا في القسم حبا افلاطونيا والتي لم تعلم بحبه لها إلا بعد زمن. حدثها بعد ذلك بما يجيش به صدره من مشاعر نحوها وقرر أن يطلب يدها من عائلتها التي تنتمي إلى طبقة عالية من المجتمع، على خلاف عائلة المرواني المتواضعة. جاءه الجواب بالنفي فشعر بالإحباط والحزن الذي دفعه لكتابة هذه القصيدة التي لم نعلم بها إلا في مهرجان الشعر الذي قامت كليتنا بتنظيمه في ربيع ذلك العام. ففي ذلك اللقاء وبعد الاستماع إلى الكثير من قصائد الطلبة صعد المرواني إلى المنصة وبدأ بقراءة قصيدته. صُدم الجمهور بمتانة أبياتها وقوة أسلوبها وجمال معانيها وكان الطلاب يهتفون ويصفقون بعد سماع كل بيت من أبياتها. وبعد انتهاء المهرجان تم نسخ القصيدة وتوزيعها على طلاب الكلية. وفي اليوم التالي دُعي المرواني لالقائها في إحدى إذاعات بغداد وانتشرت شهرته سريعا على مستوى العراق كله. وبقيت قصيدة "أنا وليلى" يتيمة أو لنقل دون أخوات.

بعد تخرجنا من الجامعة م رت الأعوام وفقدت الاتصال بالمرواني وت م تعييني مدرسا للغة العربية في ثانوية "طوزخورماتو" في شمال العراق. فوجئت بزيارة حسن لي في تلك المدينة وأخبرني بأنه تم تعيينه في قرية قريبة من مدينتي. كان يزورني في المنزل بين الحين والحين حيث كنت أسكن مع أساتذة آخرين يعملون في طوزخورماتو وتسكن عوائلهم في مدن أخرى. وفي إحدى الليالي كنا مجتمعين على العشاء ومعنا الصديق المرواني. طلب منه بعض الزملاء أن ينشد أبيات قصيدته. ألقاها وسط تصفيق وإعجاب الحاضرين وقمت بتسجيلها على شريط كاسيت ما زلت محتفظا به حتى اليوم.

وبعد خروجي من العراق عام 1978 فقدت من جديد الاتصال بالمرواني. أقمت بالمغرب العزيز حتى سنة 1984 ثم انتقلت إلى إسبانيا. وفي أحد الأيام من عام 1998 كنت أستمع لإذاعة بي بي سي اللندنية وكانت المذيعة تجري مقابلة مع المطرب العراقي كاظم الساهر. تحدث عن ألبومه الجديد والذي سماه على اسم قصيدة المرواني حيث ضمنه أغنية بهذا الاسم. تذكرت صداقتي بحسن المرواني والأيام التي قضيناها سوية في الجامعة وفي مدينة "طوزخورماتو"، ولم أكن أعلم عنه شيئا إن كان ما يزال يعيش في العراق أم لا أو أنه زاد على قصيدته تلك قصائد أخرى أم لا.

وعلمت بعدها من خلال الصحافة العربية بأن الساهر كان يبحث عن المؤلف الحقيقي لقصيدة "أنا وليلى" لأن العديد من الأشخاص وخاصة من المقربين من السلطة ادعوا بأن القصيدة من تأليفهم كي يحصلوا على حقوق التأليف. فكتبت حينها مقالا مفصلا أتحدث فيه عن صاحب القصيدة وظروف انتشارها وصلة الصداقة التي تربطني بالمرواني. ونُشر المقال في صحيفة الزمان اللندنية. وبعد ذلك بشهور قامت الصحيفة المذكورة باجراء لقاء مطول مع حسن المرواني يتحدث فيه عن ملكيته لحق تأليف القصيدة ويشكر هؤلاء الذين أكدوا على حقيقة تأليفها ونسبتها له ويقدم خلال ذلك اللقاء شكره لي بشكل خاص لدفاعي عن الحقيقة. وعلمت من خلال ذلك اللقاء بأن المرواني كان آنذاك مقيما في ليبيا حيث كان يعمل أستاذا للغة العربية في إحدى المؤسسات. ثم علمت بأنه قد عاد للعراق بعد تغيير النظام السياسي السابق في 2003 وأصيب بعدها بجلطة في الدماغ شلت نصف جسده. أتمنى له الشفاء وطول العمر. وعلمت أيضا بأنه لم يكتب بعد "أنا وليلى" سوى بعض القصائد القليلة التي لا تضاهي قصيدته العصماء هذه.

هذا كما يقال غيض من فيض أستعيد خلاله بعض الذكريات الحلوة منها والمرة لسنوات مضت في العراق والمغرب وفي إسبانيا التي أقيم بها حاليا.

الشكر الوفير للأخ العزيز السيد زايد وهنا وللأخ والصديق حجاجي محمد، متمنيا للاثنين الصحة

والسلامة والازدهار والتوفيق.

وليد صالح

مدريد في 4 مارس 2023

مات و السلام

 🔘   مات و السلام  🔘


            من المؤسف جدا إلى درجة تكاد الأنفاس تختنق عليه حزنا و أسى ، أن أغلب شبابنا إن لم نقل كله يجهل تماما تاريخ بلاده و لا يعرف و لو القليل عن رجالاتها الذين بصموا تاريخها في كل المجالات .

و العيب ليس في شبابنا ، و لكن العيب كل العيب في تعليمنا و إعلامنا ، فهذان القطاعان هما المسؤولان عما يعانيه الشباب من فقر في ثقافته العامة عموما ، ذلك أن الإعلام انساق وراء التفاهة و جعل من التافهين رموزا يقتدى بهم في حين

همش رموز المقاومة و علماء الدين و رجالات الفكر و الأدب البارعين و الفنانين المبدعين ، و كل صالح مصلح ترك بصمة واضحة في أحد المجالات من المجالات المذكورة إلا و أصبح مهمشا لا يعتد برأيه .

كما أن المناهج التعليمية هي الأخرى لا تتعرض في مقرراتها للتعريف بهؤلاء الجهابدة أحياء كانوا أو أمواتا ، و لو اهتم الإعلام و التعليم بهم و رفع مكانتهم عاليا بين الناس لظهر أثر هذا التقدير واضحا في نفوس شبابنا و لاتخذوهم قدوة في أخلاقهم و علمهم و فنونهم ، فلا تجد التفاهة لأنفسهم سبيلا لأنهم حصنوها بالأعمال الجادة الهادفة .

و لعل ما دفعني لإثارة هذا الموضوع هو ما عاينته عن كثب حيث صادفت مرة أربعة شبان يحضرون لامتحان الباكلوريا في الأدب ، و كان من بينهم ابن أحد جيراننا ، مما شجعني على محاورتهم ، فتعمدت أن أسألهم عن بعض رجالات المقاومة و العلم و الأدب و الفن ممن حضرتني أسماؤهم لحظتها من أمثال :

🔫 عبد الكريم الخطابي

🔫 علال بن عبد الله 

🔫 محمد الزرقطوني 

📚 محمد المكي الناصري 

📚 عبد الله كنون

📚 المختار السوسي 

✏ المهدي المنجرة

✏ محمد عابد الجابري

✏ طه عبد الرحمان 

🎻 الحسين التولالي

🎻عبد القادر راشدي ، الخياط ، الدكالي ، الحياني

🎻 المجموعات الغيوانية الثلاث

⚽ العربي بن امبارك 

⚽ أحمد فرس

⚽ عبد المجيد الظلمي 

و الحقيقة أنني لم أهتد إلى جواب منهم ، فقد أجمعوا على أنهم لا يعرفون عن هؤلاء شيئا ، إلا واحد منهم أخبرني أنه يعرف عبد الهادي بلخياط كصورة فقط و ما عدا ذلك فلا شيء ، و هنا تجرأ أحدهم و نطق ليته لم يفعل إذ أخبر

الجميع بنوع من التفاخر أنه يعرف إحدى التافهات السفيهات لا داعي لذكر إسمها ، و هذه هي الطامة الكبرى التي أشرنا إليها و التي غرسها الإعلام في أذهان هؤلاء الشباب .

و الأغرب من هذا كله أنه عند وفاة أحد المفكرين أو الفنانين ، تكتفي الإذاعة و التلفزة بنعي الخبر في ثوان قليلة ، فيسدل الستار إلى الأبد ، و كأن أعمال هذا الرجل قد دفنت معه ، فلا حاجة لنا لآحياء ذكراه و لا يهمنا ما تركه لنا من إرث فكري

أو فني و لو كان هادفا و مفيدا ، لقد مات و السلام

و هو الملام إذ لم يكن قيد حياته يجاري التفاهة كباقي التافهين و لو تجرد من مبادئه و تسفه لكان نجما ساطعا تتهافت على استضافته وسائل الإعلام .


                    ✒  بقلم    زايد وهنا   ✒

مولاي الطاهر الاصبهاني

 صباح هذا اليوم الأربعاء 3 ماي 2023 ، غادرنا أحد أيقونات مجموعة جيل جيلالة المرحوم مولاي الطاهر الاصبهاني بعد معاناة طويلة مع المرض ، و سيوارى الثرى عصر اليوم نفسه بمقبرة حي الازدهار بمراكش .

بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره تلقينا هذا الخبر الذي كان له وقع كبير في نفوسنا نحن الذين نعرف هذا الرجل و عاصرناه لأزيد من ثلاثة عقود استمتعنا خلالها بأروع الأغاني صحبة أفراد المجموعة الآخرين أطال الله في أعمارهم الذين صالوا و جالوا و أبدعوا و أجادوا كلمات و ألحانا و أصواتا متميزة ستبقى خالدة في أذهاننا نستمع إليها من حين لآخر فتنسينا ما يروج في أيامنا هذه من رداءة و تفاهة .

رحم الله الفقيد و تغمده برحمته الواسعة و ألهم ذويه

 و زملائه في المجموعة و محبيه أينما كانوا الصبر

 و السلوان ، و إنا لله و إنا إليه راجعون .