لماذا نكتب إن لم يكن من أجل ...

 ✒   لماذا نكتب إن لم يكن من أجل ... ✒


          يا معشر المثقفين --  فقهاء كنتم أو علماء أو كتابا أو شعراء أو دكاترة أو أساتذة  أو ...   -- 

ما فائدة علومكم و معارفكم إذا لم تجعل منكم أنتم أنفسكم صالحين مصلحين ثابتين على المبادئ الحقة لا يزحزحكم عنها طمع في منصب أو مال ؟ . و ما الغاية من وعيكم  إن لم تسخروه في نشر الوعي و محو الجهل و إظهار الحق 

و دحض الباطل و الدعوة إلى الأمن و الأمان و العدل 

و الكرامة و العيش الرغيد و كل ما يسعد بني البشر 

و نبذ الخوف و الظلم و التهميش و الفقر و كل ما يسبب اليأس و القنوط  ؟ .

أنتم مصابيح المجتمع حباكم الله علما و معرفة لتنيروا طريق الجاهلين و الفقراء و العاطلين و اليتامى و الأرامل 

و المرضى و المعاقين والحمقى و المجانين و كل من لا حول له و لا قوة ، و تدافعون عنهم بخطبكم و كتاباتكم 

و أشعاركم و تساهمون بما أوتيتم من علم و أفكار نيرة في تنمية البلاد و إسعاد الناس ، لا أن تهيموا على وجوهكم 

و تنساقوا وراء مناصب عالية أو ثروة زائلة أو شهرة زائفة 

و تعيشوا في عوالم الخيال و الرومانسية بعيدا عن الواقع غير آبهين بما يتخبط فيه المجتمع من مشاكل ، علما بأن لكم النصيب الأوفر في التنبيه و التحذير ، و لكن للأسف الشديد تضربون ما لديكم من علوم و معارف عرض الحائط 

و تتجردون من مبادئكم في سبيل إرضاء نزوات نفوسكم ، فلا أنتم ثبتتم على المبدأ و عشتم ناصرين للحق -- و تلك هي السعادة بعينها -- و لا أنتم حققتم مكاسب للبلاد و العباد ، فأصبحتم كما يقول المثل العامي :

   ( العسل في جلد الكلب )

بمعنى ها هي الشهادات العليا و ها هي الموسوعية في الثقافة و لكن لا أثر لها على أرض الواقع ، و بالتالي فهذا النوع من هؤلاء المثقفين الانتهازيين و ما أكثرهم ، مثلهم كمثل الأميين من بني جلدتهم بل أضل و أخطر ، لأنهم هم من يتولى المناصب بفعل شهاداتهم ، فينغمسون في الملذات و يتنافسون في جمع الثروات بشتى السبل المشروعة و غير المشروعة ، مما جعل الفساد و التخلف يستشريان في أوساط المجتمع و هكذا تضيع حقوق العباد و تتعطل عجلة التنمية ،  و حتى تلك القلة القليلة من ذوي الضمائر الحية لا يد لها في إصلاح ما أفسده هؤلاء لأن لا أحد يقيم لهذه الفئة المصلحة وزنا بل بالعكس أصبحت هذه الفئة التي لا تخشى في الحق لومة لائم و التي تنتقد الفساد و ترنو إلى الإصلاح ، هي الحالة الشاذة المهمشة .

ختاما لا تدعي علما و لا تتفاخر بشهادة إن لم تسخرهما في خدمة البلاد و العباد ، و لا تظن نفسك أفضل من ذلك المواطن الأمي البسيط ، فهو على بساطته و قلة زاده العلمي و المعرفي يعيش حلالا و يضع كرامته فوق كل اعتبار ،

و إذا ما أوى إلى فراشه يبيت مطمئنا لأنه لم يظلم أحدا و لم يأخذ درهما واحدا من مال ليس له ، و لو اطلعت عليه لوجدته أكثر منك سعادة ، إذن لا تغتر و راجع نفسك و اسألها ما دمت حيا قبل أن تسأل ميتا .

 ماذا عملت بعلمك ؟

و ما الأثر الذي تركته بين الناس ؟ 

و ماذا قدمت لآخرتك ؟

 

                        ✏  بقلم  زايد وهنا   ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق