🔘 مات و السلام 🔘
من المؤسف جدا إلى درجة تكاد الأنفاس تختنق عليه حزنا و أسى ، أن أغلب شبابنا إن لم نقل كله يجهل تماما تاريخ بلاده و لا يعرف و لو القليل عن رجالاتها الذين بصموا تاريخها في كل المجالات .
و العيب ليس في شبابنا ، و لكن العيب كل العيب في تعليمنا و إعلامنا ، فهذان القطاعان هما المسؤولان عما يعانيه الشباب من فقر في ثقافته العامة عموما ، ذلك أن الإعلام انساق وراء التفاهة و جعل من التافهين رموزا يقتدى بهم في حين
همش رموز المقاومة و علماء الدين و رجالات الفكر و الأدب البارعين و الفنانين المبدعين ، و كل صالح مصلح ترك بصمة واضحة في أحد المجالات من المجالات المذكورة إلا و أصبح مهمشا لا يعتد برأيه .
كما أن المناهج التعليمية هي الأخرى لا تتعرض في مقرراتها للتعريف بهؤلاء الجهابدة أحياء كانوا أو أمواتا ، و لو اهتم الإعلام و التعليم بهم و رفع مكانتهم عاليا بين الناس لظهر أثر هذا التقدير واضحا في نفوس شبابنا و لاتخذوهم قدوة في أخلاقهم و علمهم و فنونهم ، فلا تجد التفاهة لأنفسهم سبيلا لأنهم حصنوها بالأعمال الجادة الهادفة .
و لعل ما دفعني لإثارة هذا الموضوع هو ما عاينته عن كثب حيث صادفت مرة أربعة شبان يحضرون لامتحان الباكلوريا في الأدب ، و كان من بينهم ابن أحد جيراننا ، مما شجعني على محاورتهم ، فتعمدت أن أسألهم عن بعض رجالات المقاومة و العلم و الأدب و الفن ممن حضرتني أسماؤهم لحظتها من أمثال :
🔫 عبد الكريم الخطابي
🔫 علال بن عبد الله
🔫 محمد الزرقطوني
📚 محمد المكي الناصري
📚 عبد الله كنون
📚 المختار السوسي
✏ المهدي المنجرة
✏ محمد عابد الجابري
✏ طه عبد الرحمان
🎻 الحسين التولالي
🎻عبد القادر راشدي ، الخياط ، الدكالي ، الحياني
🎻 المجموعات الغيوانية الثلاث
⚽ العربي بن امبارك
⚽ أحمد فرس
⚽ عبد المجيد الظلمي
و الحقيقة أنني لم أهتد إلى جواب منهم ، فقد أجمعوا على أنهم لا يعرفون عن هؤلاء شيئا ، إلا واحد منهم أخبرني أنه يعرف عبد الهادي بلخياط كصورة فقط و ما عدا ذلك فلا شيء ، و هنا تجرأ أحدهم و نطق ليته لم يفعل إذ أخبر
الجميع بنوع من التفاخر أنه يعرف إحدى التافهات السفيهات لا داعي لذكر إسمها ، و هذه هي الطامة الكبرى التي أشرنا إليها و التي غرسها الإعلام في أذهان هؤلاء الشباب .
و الأغرب من هذا كله أنه عند وفاة أحد المفكرين أو الفنانين ، تكتفي الإذاعة و التلفزة بنعي الخبر في ثوان قليلة ، فيسدل الستار إلى الأبد ، و كأن أعمال هذا الرجل قد دفنت معه ، فلا حاجة لنا لآحياء ذكراه و لا يهمنا ما تركه لنا من إرث فكري
أو فني و لو كان هادفا و مفيدا ، لقد مات و السلام
و هو الملام إذ لم يكن قيد حياته يجاري التفاهة كباقي التافهين و لو تجرد من مبادئه و تسفه لكان نجما ساطعا تتهافت على استضافته وسائل الإعلام .
✒ بقلم زايد وهنا ✒
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق