رحماك ربي

             

             الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات و الصلاة 

و السلام الأتمان الأكملان على خير الورى و آله و صحبه و من سار على هديه إلى يوم الدين .

أنا كمواطن مغربي عشت فزع و هول الكارثة التي حلت بإقليم الحوز ، أود أن أشارك بهذا المقال المتواضع ، لأترحم على أرواح الشهداء و أقدم تعازي الحارة لأهلهم و ذويهم ،

كما أسأل الله جل في علاه أن يشفي المصابين و أن يخرجوا من محنتهم سالمين ، كما لا يفوتني بكل فخر و اعتزاز أن أنوه بالشعب المغربي قاطبة ملكا و شعبا على روح التضامن

و التآزر الذي أبانوا عنه و الذي لن تجد له مثيلا في بلد آخر ،

فقد هب الجميع مواطنون مدنيون و رجال الأمن و رجال الدرك و رجال الوقاية المدنية و القوات المسلحة الملكية 

و كل أطياف المجتمع المدني كل في إطار اختصاصه ، منهم المنقذون و المسعفون و حاملوا المؤونات أتوا من كل حدب 

و صوب ليآزروا إخوانهم المنكوبين ، و هذا ما يؤكد للجميع

الروح الوطنية التي جبل عليها المغاربة منذ القديم و ماتزال متجدرة في نفوسهم توارثوها أبا عن جد ، باختصار شديد فهم مفطورون على حب الخير للبلاد و العباد .

و رغم كل هذا لابأس أن نذكر أنفسنا بما ينفع و هذا الأمر كذلك نابع من حبنا لوطننا و لأهله و لا نريد لأحد أن يصاب بسوء ، و لكن أحيانا لا مرد لقضاء الله و قدره ، لهذا نسأله جلت قدرته اللطف فيما جرت به المقادير .

           لقد كان لنا في زلزال أكادير 1961 و زلزال الحسيمة و وباء كورونا و زلزال 2023 و فترات الجفاف المتعاقبة 

و بعض الفيضانات المتفرقة في مختلف أنحاء هذا الوطن الحبيب عبر و دروس لمن أراد أن يعتبر ، فالعالم بات يعرف التغيرات المناخية التي كان للتقدم التكنولوجي بجميع أشكال ملوثاته و الإهمال البيئي أثره المدمر على البيئة ، و بهذا لم يعد الإنسان بمنآى عن أي خطر قد يداهمه في أي لحظة ، وهو ما نراه من كوارث في العديد من بلدان العالم و في بلدنا العزيز كما هو الشأن مؤخرا في زلزال جهة مراكش أسفي 

و بعض المناطق المجاورة لها و الذي خلف عددا كبيرا من الضحايا و أعدادا من المصابين بجروح متفاوتة الخطورة ، 

و صدمات نفسية لدى الناجين كبارا و صغارا .

فإذا كان الأمر بهذه الخطورة و هذا الخوف و الهلع ، فلماذا لا نأخذ باحتياطات استباقية قبل وقوع الكوارث علما بأننا في زمن لا مزاح في تقلباته و لا أمان في عواقبه .

نعم لا يمكننا التنبؤ بالكوارث و لا يد لنا في إيقافها أو صدها قبل حدوثها ، و لكن أقل ما يمكن فعله على سبيل المثال لا الحصر :

-- إنشاء مستشفيات كبيرة في جميع المدن و تجهيزها بكل

المستلزمات الضرورية لمثل هذه الطوارئ علاوة على وسائل

العلاج في الأيام العادية .

-- تعبيد الطرق في المناطق الوعرة ليسهل الوصول إليها .

-- توفير عدد كبير من الخيام و الأفرشة و الأغطية في كل مدينة او على الأقل في كل عمالة لاستعمالها عند الطوارئ .

-- مراقبة المباني أثناء البناء للتأكد من متانة بنيانها .

-- منع بناء البيوت قريبا من المجاري المائية ( الأنهار ) .

-- توفير طوافات ( هيلوكوبتر ) في الأقاليم التي بها مسالك وعرة في القرى المجاورة لها .

-- و غير هذا مما يمكن أن يحتاجه الناس بالضرورة في حالة وقوع كارثة لا قدر الله .

          قد يتساءل القارئ عن الميزانية التي تخصص لكل هذا 

و عن الموارد التي تغطي هذه الاحتياجات ، أقول من وجهة نظري المتواضعة أن الأمر لا يحتاج لكثير من التفكير إذا

أحسنا التدبير و التسيير ، فهناك أمور تافهة  تصرف فيها

 أموال طائلة لو استغنينا عليها و حولنا ميزانيتها نحو الطوارئ لحققنا الهدف ، و أذكر على سبيل المثال لا الحصر 

ما ينفق على المهرجانات و المواسم و الأضرحة و السهرات

و غيرها من الأمور الغير الضرورية في الوقت الحالي ،

إضافة إلى اقتطاع نسبة قليلة جدا من أرباح الشركات الكبرى 

و مباريات كرة القدم و غير هذا مما يزود صندوق الطوارئ لتوفير ما سبقت الإشارة إليه ، و لا أظنه قد يستغرق أكثر من

ثلاث سنوات حتى نبلغ المراد .

أخيرا نسأل الله جلت قدرته أن يحفظ بلدنا و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن و أن يسترنا من الكوارث بستره الجميل ، إنه ولي ذلك و القادر عليه .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق