متى يستيقظ الضمير ؟؟؟؟
كل الشعوب المتحضرة في العالم تجعل قطاع التعليم
أولى الأولويات و تجعل المدرس في أعلى المراتب ، لأنها تعلم
يقينا بأن العلم و التعلم هو سبيلها الوحيد و الأوحد للنماء
و الرقي ، و قد تنبهت كثير من الدول السائرة في طريق النمو لهذا السر فأولت الاهتمام البالغ و العناية الكاملة لقطاع التعليم
و للعاملين به ، و سرعان ما ظهر أثر التعلم جليا على مستوى جميع ميادينها و مرافقها ، و هي الآن تأكل ثمار اهتمامها بالتعليم و أهله ، في حين أن المسؤولين في بلادنا يقرون بأهمية التعليم علانية و لكن الفساد و الجشع و المصالح الشخصية و السعي وراء الثراء الفاحش ، أعمى بصائرهم و طمس أمامهم كل ما يعلي من شأن هذا الوطن ، و هو الأمر الذي سيترك البلاد في مؤخرة البلدان تتخبط في الديون الخارجية دون أثر إيجابي أو فائدة تذكر على أفراد الشعب .
و الغريب في الأمر أنهم يدعون حب الوطن و لكنهم في الحقيقة يحبون استنزاف خيراته لضمان مستقبل أبنائهم أما مصلحة الوطن فلا تعنيهم في شيء . الوطنية الصادقة حقا هي في قلوب أفراد المجتمع البسطاء ، في قلب ذاك الجندي المرابط على الثخوم ، و في قلب ذلك الفلاح الذي يهرق عرقه في سبيل لقمة العيش له و لغيره ، وفي قلب ذاك المدرس الذي يتعب و يصل الليل بالنهار في سبيل تربية النشء و تعليمهم ، في قلب ذاك الطبيب و الممرض الذي يسهر على راحة المرضى ، و في قلب ذاك الموظف النزيه الذي يخدم مصالح المواطنين ، و في قلب ذاك الصانع الذي يبدع من سديم خياله تحفا فنية ، و في قلب ذاك البناء الذي يشيد البيوت و المساكن ، و باختصار حب الوطن في قلب كل نزيه غيور يكسب لقمته حلالا و عينه على وطنه
و مقدساته ألا تمس بسوء ، و إن مست تجده أول المنتفضين
و المتطوعين ، فرعيا لهؤلاء و لأمثالهم الذين يسعون حقا لتحقيق أهداف أمتنا الدينية و الوطنية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق