أنى للضمير أن يرتاح !!!
في هذا العمر الذي ينيف عن الستين ، يميل الإنسان أحيانا إلى الوحدانية ، فيبحث لنفسه عن أماكن يشعر فيها بالراحة و الهدوء ، و خيرها بعد المساجد ،المنتجعات الطبيعية ، حيث الأشجار المورقة و المياه الدافقة و العصافير المزقزقة ،
و في هذا الهدوء يتوالى أمام عينيه شريط الذكريات ، فلا يشعر إلا و هو يحدث نفسه بما يحلو لها من ذكريات الأيام الخوالي ،
و فجأة و كأنه صحا من حلم بهيج ، تتغير أسارير وجهه و هو يقارن ذلك الزمن الجميل بهذا الزمن المقيت في نظره ، و يأسف لهذا التغيير في كل الأمور ، فالقيم السامية التي تربى عليها
و تعايشت بها الأجيال الماضية لم تعد لها قيمة في نظر هؤلاء ، فسدت الأخلاق و انحطت الأذواق ، و استشرى الجهل و التفاهة ، و لعل هذه المقارنة هي من يكدر صفو اختلائه رغم جمالية المكان .
فما أتعس الضمير الحي الذي يرى الأمور بمنظار غير المنظار الذي يرى به أغلب أناس هذا العصر ، و هذا الضمير الحي المتشبع بالمبادئ الراقية يجعل صاحبه لا يستلذ متعة الانتجاع ، و لا يتذوق لوحدانيته طعما ، فهو دائم الشعور بالغربة سواء اختلط بالناس أو اعتزلهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق