طبع اللئام

                     طبع اللئام


          الناس صنفان ، صنف مهما كانت تضحيتك من أجله قليلة ، إلا أنها تكبر في عينه و لا ينسى ذلك المعروف على قلته ، بل يبقى ممتنا لك به ، معترفا بالجميل مدى الحياة .

و صنف مهما أسديت له من تضحيات جسام إلا أنه

يستصغرها و يحسبها أمرا عاديا لا تستوجب اعترافا

و لا امتنانا بل سرعان ما ينساها و يمسح  أثرها من نفسه ، فيتساوى عنده ذاك الذي ضحى بالغالي 

و النفيس من أجله بذاك الذي لم يقدم له أدنى خدمة ،

بل قد تجده يميل بعاطفته نحو هذا الأخير الذي لم يسبق له أن سانده في أزماته ،  و ينكر فضل اليد التي مدت إليه في كثير من المواقف ، و قد تبلغ به الوقاحة أن يعض تلك اليد من غير سبب يذكر . 

و لكن في جميع الأحوال يبقى الكريم كريما و اللئيم لئيما ، و عند الله يلتقي الخصوم و هو خير الحاكمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق