المرحوم

                         🌷 المرحوم 🌷


           بعض الناس  كالأشجار المثمرة ، تقتات من ثمارها اللذيذة ، و تتفيأ في ظلالها الوارفة ، و تمتع نظرك بخضرتها ، و تستنشق طيب أزهارها ، 

و لا ينقطع عطاؤها حتى بعد موتها ، فجذوعها تصير خشبا فتتحول أبوابا و نوافذ و موائد 

و خزانات و سبورات و كراسي و مكاتب و دعامات لأسقف المنازل ...  .

أما أغصانها اليابسة فتصير حطبا في مدفأة تطهو الطعام و تدفئ المرتعد من البرد و تجمع حولها الأسرة و الأحبة ، فتبعث فيهم دفء المودة ، 

و تفتح شهيتهم للسمر و المذاكرة  .

         فكذلك هو الإنسان الطيب ، متى لازمته حيا 

استفدت من علمه و نهلت من مكارم أخلاقه 

و وجدت فيه السند عند الشدائد ، فترتاح لمجالسته و التقرب منه ، فإذا مات و انقطع عن الدنيا ، لا ينقطع ذكره ، و لا تضيع حكمه ، 

و لا يخلو مجلس من ذكره و الترحم عليه ، بما خلفه من أثر طيب في النفوس ،  بل يصبح حتى بعد موته قدوة لمن يسعى في طلب الإستقامة .

          أما البعض الآخر فلا داعي للحديث عنه

و لا سبيل لتشبيهه بشيء مادام لا شيء .


              💼  بقلب لا بقلم  زايد وهنا  💼



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق