رفقا بالطلبة و أولياء أمورهم
في بداية الموسم الدراسي ، يعاني الكثير من الطلبة
و أولياء أمورهم من التنقلات بين المدارس و المعاهد العليا المتواجدة بالمدن الكبرى ، و التي تفصل بينها مسافات كبيرة ، بحيث يتم تسجيل الطالب أو الطالبة بأحد المعاهد التي تم قبوله فيها و لو كانت بعيدة عن منطقة سكناه (ها) ، مما يضطر معه الطالب (ة) لطلب تحسين الاختيار ، بحيث يختار المدن الأقرب إلى منطقته ، فإذا تم له ذلك يضطر مصحوبا بوالده أو والدته للسفر نحو المدينة البعيدة التي تم تسجيله فيها لأو مرة ليسحب شهادة الباكلوريا الأصلية التي تسلم له لوحدها دون الوثائق الأخرى المدلى بها ، ليسافر على وجه السرعة إلى حيث تمت المناداة عليه ليتم تسجيله من جديد ، و الغريب أنه ملزم بتحضير الوثائق المصاحبة لشهادة الباكلوريا من جديد ما دام المعهد الأول قد احتفظ بها، و الأغرب أن آجال التسجيل محدد في يومين فقط ، فيكون المسكين و والده في سباق مع الزمن لعله يدرك المبتغى . و رغم ذلك يكابد هو و والده عناء السفر و يضرب الأخماس في الأسداس لتحضير الوثائق حتى لا يفوته موعد التسجيل ، و قد يطلب مرة أخرى تحسين الاختيار ، و بعد مدة قصيرة يتم قبول طلبه بإحدى المدن الأكثر قربا من منطقته ، فيهرول رفقة ولي أمره مرة أخرى لسحب الشهادة من المدينة الثانية ليسجل نفسه في الاختيار الأخير ، و بنفس السرعة في
التنقل و تسريع تحضير الوثائق من جديد قبل أن يفوته
الموعد المحدد في يومين فقط ، و هكذا تجد الطلبة و أولياء أمورهم يتنقلون بين المدن ، يقطعون المسافات الطوال و في عجلة حتى لا يفوتهم موعد التسجيل ، فيضيع كل شيء و تذهب الجهود سدى و يتلاشى بريق الأمل ، و يفتر الحماس .
فما ذنب هؤلاء الطلبة الذين حصلوا على نتائج بين حسن و حسن جدا ، يتجاوز معدلها خمسة عشر ، و الذين يرغبون في متابعة دراستهم بالمعاهد العليا ، أن يعاملوا بهذه الأساليب التي تبعث في نفوسهم الملل و تكلف أولياء أمورهم نفقات مالية قد يجد الكثير منهم مشقة في توفيرها ، و إن كان و لا بد من هذه الإجراءات فليمدد آجال التسجيل إلى أسبوع عوض يومين ليتسنى للطلبة السفر نحو المدينة التي تم تسجيلهم بها أول الأمر و سحب الملف كاملا بكل الوثائق المصاحبة له لتفادي تحضير الوثائق من جديد
و العودة إلى المدينة المستقبلة لوضع الملف من جديد .
ختاما يجب إعادة النظر في هذه الأمور لتخفيف العبء على الطلبة و أولياء أمورهم و تشجيع الطاقات الشابة لمتابعة دراستهم في ظروف حسنة ، فهؤلاء هم عماد البلاد مستقبلا ، منهم المهندس و الطبيب و المحاسب و غيرهم من المهنيين الذين سيساهمون بعد تخرجهم في تحريك عجلة التنمية نحو الأفضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق