ماذا ... لو ... ؟!
لعل أوجز و أبلغ قولة تنطبق على عصرنا هذا ، ما قاله الأديب نجيب محفوظ منذ عقود خلت ، حيث قال :
《 لكل عصر جاهليته و نحن اليوم نجمع جاهلية كل العصور 》.
فهي قولة جامعة تلخص كل ما يمكن أن يكتب عنه كاتب ملتزم أو ينظم عنه شاعر غيور أو ينتقده سياسي نزيه ، قولة ألجمت الأفواه و كسرت الأقلام و طوت الصحف .
قال نجيب محفوظ قولته هذه منذ أزيد من ثلاثة عقود حيث لم تكن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد الذي يعيشه العالم اليوم من انحلال خلقي و أمراض مفتعلة و دمار البيئة و طغيان القوى العظمى ، فعالمنا اليوم يعرف فسادا لم يسبق له مثيل على جميع الأصعدة ، اكتسح الأرض كلها و ظهر أثره جليا على الدول المستضعفة ، مما بعث في نفوس شعوبها خصوصا الواعين منهم ، التذمر و اليأس ، يشعرون بالمنكرات و السموم تغزو أوطانهم و لا حيلة لديهم في تغيير أحوالها .
تصور لو أن نجيب محفوظ مايزال حيا يرزق ، و عايش أيامنا هذه ، فماذا في نظرك سيضيف لهذه القولة ؟ .
أظنه سيقول :
《 لكل عصر جاهليته و نحن اليوم نجمع جاهلية كل العصور ،
و لم نقف عند هذا الحد ، بل أضفنا إليها من المفاسد ما تستحيي الجاهليات السابقة أن تأتي مثلها ، و من الفواحش ما جانب الفطرة حتى تعدى حدود الخيال 》.
و أنت في نظرك ماذا تظنه سيضيف لقولته هذه لو بقي حيا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق