جرائم تحت ذريعة الاضطرابات العقلية

 جرائم تحت ذريعة الاضطرابات العقلية 


             إن جرائم القتل و الجرح التي تقع في مدننا و قرانا ، يكون من ورائها غالبا شخص مضطرب عقليا ، أو جانح في حالة متقدمة من السكر و التخدير بفعل الحبوب المهلوسة و غيرها مما يذهب بالعقل و ينزله منزلة المختلين عقليا .

فأما الذين يعانون حقيقة من الاضطرابات العقلية و الاختلالات النفسية ، فمسؤوليتهم تقع على عاتق الدولة ، و بالتالي فما يقترفونه من جرائم تتحمل فيه الدولة كامل مسؤوليتها لأنها لم تقم بما يفرضه الواجب اتجاه هذه الفئة ، فتوفر لهم مارستانات تأويهم من الشوارع و تحد من اختلاطهم بالمواطنين درءا لحدوث الجرائم ، فإن لم تفعل فهي المسؤولة الأولى عن أي حادث مأساوي قد يلحق بالمواطنين الأبرياء .

أما أولئك الجانحين الذين يتناولون المخدرات بشتى أنواعها ، فليس من العدل أن يدخلوا في دائرة المختلين عقليا ، فالناس المحيطين بهم يرونهم يتصرفون  تصرفات غريبة ، فينعتونهم بالحمق و الجنون ، و لكن الحقيقة هم ليس بهم أي اضطراب عقلي ، إلا ما فعلوه بأنفسهم تحت تأثير المخدرات ، لذلك عند ارتكابهم للجرائم تجد أهاليهم  يتذرعون  بذريعة الاختلال العقلي لتتم تبرئتهم أو تخفيف العقوبة عليهم ، و هذه أقوى ذريعة يستند عليها الجانح و تدفعه  إلى عدم الاكثرات من ارتكاب الجرائم الخطيرة مادام الوسط الذي يعيش فيه  يشهد له بالاختلال العقلي ، و تجده هو راضيا في قرارة نفسه  على هذا النعت ، لأنه يتستر خلفه ليتمادى في غيه .

و الحقيقة ليست كذلك ، فكما أننا نحمل الدولة المسؤولية في تقصيرها عن إيواء المختلين عقليا من حمقى و مجانين حقيقيين و الاعتناء بهم ، و عدم تركهم يختلطون بالأسوياء خشية وقوع المصائب .فإننا نحملها المسؤولية كذلك في إيقاف الجانحين عند حدهم و محاصرة كل المنافذ الممولة للمخدرات ، و إنزال أقصى العقوبات على كل من سولت له نفسه الاعتداء على الأبرياء ، دون أن نبحث له عن مبررات واهية من مثل الاضطرابات العقلية ، 

و نحن نعلم يقينا أن الجاني ليس به من اختلال عقلي ، 

فهو في حالة صحوه يعتدي على الناس و يسلب منهم أموالهم لاقتناء المخدرات ، و بعد أن يتناولها يرتكب الجرائم تحت تأثيرها ، إذن فهو بطبعه مجرم  صاحيا أو مخدرا ، و هذا النوع ينبغي ألا تأخذنا به رأفة ، لأن عدم القصاص منه يهدد حياة المواطنين الصالحين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق