معذرة شيخي

 معذرة شيخي

               تلقيت هذه التدوينة من أعظم الناس قدرا في عيني 

و أجلهم محبة في نفسي ، شيخي و أستاذي الفاضل السيد 

( ابا سيدي الشدلي ) ، المربي الحكيم الذي زاملته لمدة ست 

و عشرين سنة ، و أخذت عنه الكثير في مجال التربية و التعليم

 و قد عرف عند الخاصة و العامة بتشبثه بالقيم الإسلامية 

و الانسانية السامية ، فكان و بدون محاباة نعم القدوة في كل شيء  . فهو و إن كان قد تقاعد منذ سنة 2011 ، مازال يحمل هم التعليم و يتوق أن يرى شباب بلادنا في أحسن حال ، تقبل الله منه و من أمثاله ممن لهم الغيرة على الدين و هموم المجتمع ، 

و أطال عمره في الصالحات و أمده بالصحة و العافية .

أستسمحك عذرا سيدي إذا كنت قد تصرفت في هذه التدوينة لأنها مست شعوري كأستاذ الأمس و متقاعد اليوم  ، و أضفت لها من سديم خيالي ما أراه (و الله أعلم ) ، يزيد من جماليتها و يغني مغزاها .


                أتعرف من أنا ؟؟؟

لستُ عالما ولكني علّمتُ ،

لست فقيها و لكني غرست القيم ،

لستُ مهندسا ولكني صمّمتُ ،

لستُ رسّاما ولكني لونت ،

لست  طبيبا ولكنّي عالجتُ ،

لست فلاحا ولكني زرعت و حصدت ،

لستُ ممثّلا ولكني لعبت كل الأدوار ،

ليست ثريا و لكني ساعدت ،

لست رياضيا و لكني دربت ،

لست قاضيا و لكني عدلت ،

لست محاميا و لكني نصرت المظلوم ،

لست مؤرخا و لكني وثقت ،

لست مصلحا اجتماعيا و لكني نبهت و أنقذت ،


أنا كل ذلك، جمعت كل التخصصات ، لأبحر بالسفينة إلى بر الأمان بخطوات الواثق من نفسه المحب لمهنته .

يكفيني فخرا أن يعترض طريقي شاب  يصافحني بحرارة 

و يقول: " أتذكرني يا ... ؟ أو قد يحتضنني شاب ويقبلني بحبّ وشوق ويقول :" اشتقنا لك يا ...  "

فأتذكر حينا وأخجل أحيانا من ضعف ذاكرتي، فأحاول تذكر الأسماء والوجوه، ولكنهم يقابلون ذلك بابتسامة و تسامح ويمضون.. .

لا أملك ثروة، لكني والحمد لله أملك ما لا يملكه الاثرياء. فحبّ الإنسان و صناعة الأجيال هو أثمن ما لدي ، وأن تتواجد ذكراي داخل وجدان و عقل كل طالب وطالبة، وتكون لي مكانة و بصمة و تأثير لا يمحى، هو اروع إنجاز لي .

أظنك عرفت من أنا !!!

 أنا أستاذ و أحمد الله و لا أحصي ثناءا عليه .

تحية لكل أستاذة و أستاذ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق