عندما يصل الغباء حد الحمق
من عجائب و غرائب ما وصل إليه الحقد و البلادة في نفوس كبرانات الجزائر أن فرضوا التأشيرة على المواطنين المغاربة للدخول إلى الجزائر ، علما أن آخر مكان يفكر الناس في زيارته هو بلدهم ، لأن ليس فيه ما يغري بالزيارة ، فهو البلد المغاربي الوحيد الذي لا تعرف السياحة إليه وجهة لا من العرب و لا من غيرهم .
فكيف بالمواطن المغربي أن يترك شطآن بلاده الفسيحة و جبالها الشامخة المكللة بالثلوج و الغابات الكثيفة ذات المنتجعات الجميلةو الفنادق المصنفة النظيفة و المطاعم ذات الأطباق اللذيذة و المتنوعة و المدن العتيقة و العصرية و ما تزخر به من صناعات تقليدية تخلب الأنظار و معالم تاريخية ضاربة في القدم تدل
على عراقة المغرب و أمجاده و تجذر حضارته لما يزيد عن أربعة عشر قرنا ، كيف به أن يترك كل هذا النعيم ليذهب في زيارة لجحيم الجزائر حيث التخلف و الجهل و لا شيء مما ذكر يستحق أن تزور الجزائر من أجله ، إلا إذا كان هذا المواطن مثلهم مختلا عقليا .
فأنا على يقين أن الجزائر لو سمحت بدخول المغاربة إلى بلادها بدون تأشيرة ، و لنفترض أنها وفرت لهم الفنادق و المطاعم و كل شيء بالمجان ، لن يزورها أحد إلا من أراد أن يتأكد من حقد
و جهل و غباء كبراناتها و من ولاهم من أفراد الشعب ، أو أراد أن يشرب حليب الأشجار التي غرسها ( تبون ) ، أو يزور مركز تحلية ماء البحر الذي يعمل على تحلية 350 مليار متر مكعب في اليوم ، أو إذا أراد أن يتبرك ببركة شنقريحة باعتباره حفيد أبي بكر الصديق ، أو ...أو ... من الخزعبلات و الافتراءات التي يستحيي المجانين أن يقولوا مثلها .
لهذا نخلص إلى أن هذه الخطوة التي أقدم عليها الكابرانات ، تدل على الجهل التام ، و ليطمئنوا فلا أحد يرغب في زيارة بلدهم بتأشيرة أو بدونها إذ ليس لديهم ما يغري بالزيارة ، و لن يستفيد الزائر من الاطلاع على حالهم إلا حزنا و ألما لما يعيشه شعبها من أوضاع معيشية مزرية .
و أنا أكتب هذه السطور ، نبهني أحد جلسائي ، إلى أمر
غريب لم يخطر على بالي ، و هو أن الغرض من فرض التأشيرة على المغاربة ، أن الكوميدي الكذاب عبد المجيد تبون و كلبه شنقريحة و بعض الضباع من المفترين ، أرادوا أن ينظموا سهرة فنية في الكذب و الهرطقة ، و حسدا منهم أرادوا أن يحرموا المغاربة من حضور هذه السهرة الممتعة التي تنفجر البطون من
الضحك على غبائها و بلادتها و حمقها ، فهم ضد كل ما يضحك المغاربة ، إذن إذا كان الأمر لهذا السبب فمن حقهم فرض التأشيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق