قمة النذالة
عندما لا تحترم شعور الآخرين و تأتي تصرفات خسيسة فاعلم يقينا أن قيمتك تسقط في أعين الناس ، فإذا كانت تلك السلوكات الذميمة تعاب على صغار السن من أطفال و مراهقين ، فوقعها أشد و أغرب إذا صدرت من إنسان راشد تخطى تلك السن بكثير ، و هذا ما عاينته عن كثب أمام إحدى الإدارات العمومية ، حيث أن شخصا يقارب الخمسين من عمره في جدال عقيم مع شخص آخر يكبره سنا ، سرعان ما انقلب الجدال إلى خصام
و شتم و قذف و كلام نابي ، ليس فيه أدنى احترام لهذا الشيخ المسن الذي لم يشفع له بياض لحيته في أن ينال قسطا قليلا من الاحترام من قبل هذا السفيه ، كما لم يثنيه عن سفاهته وجود الناس من حوله ، في حين التزم الشيخ الوقور الصمت و لم ينبس ببنت شفة استحياءا من الناس و خوفا من ذلك المعتوه الذي لم يترك شتيمة و لا نقيصة إلا ونعته بها .
و لما استفسر بعضهم الشيخ عن سبب المشكل ، تعجب الجميع إذ السبب واه لا يستوجب كل هذا الكلام الساقط ، فهذا الذي ملأ الدنيا صراخا هو زوج إحدى بنات هذا الرجل المسن الوقور ،
و مادام هذا المسن يملك منزلين ، فزوج ابنته هذا يحاول خداعه ليكتب له أحد المنزلين باسمه دون مقابل ، غير أن صهره المسن امتنع عن فعل ذلك كي لا يحرم بناته الثلاث الأخريات من الميراث ، و هذا حق من حقوقه المشروعة ، إلا أن امتناعه ذاك أشعل نار الغضب في نفس صهره الذي يطمع فيما ليس له ، و هو ما جعله يدخل في هذه الحالة الهستيرية ، و مهما كان الأمر لا داعي للسب و الشتم و التلفظ بالكلام الساقط و بصوت مرتفع يندى له جبين السامعين ، خصوصا أن ما يطلبه غير منطقي
و ليس له فيه حق ، و لو كان ذا كرامة و مروءة ما طلب مثل هذا الطلب السخيف ، بل يتعفف و يشمر عن ساعديه ، يعمل و يكد ليحصل على منزل يأويه و أسرته يتملكه بعرق جبينه دون اللجوء إلى الأساليب الملتوية بدافع الطمع .
نظر إليه الحاضرون نظرة ازدراء و اشمئزاز ، فقد عفر صاحبنا كرامته في التراب خصوصا لما علم الناس سبب الخصام ، انفضت الجموع و الكل يردد :
" لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق