خوف اللقاء

                🎻   خوف اللقاء  🎻


     نزولا عند رغبة و طلب أحد الأصدقاء المقربين ، سأتحدث عن اللقاء الذي جمعني أول مرة بالمرحوم الحاج الحسين التولالي .

كان ذلك سنة 1985 ، و هي السنة المفصلية التي تحول فيها عشقي لفن الملحون من مستمع ولوع إلى بدايات البحث في أسراره ، و جمع المعطيات من مصادر أساسية موثوقة مما حتم علي البحث عن رجالات هذا الفن لأستقي من معارفهم ، فكان أول شخص قصدته هو المرحوم الحاج الحسين التولالي بمدينة مكناس و بالضبط في النادي الموجود بحي " لحبول " ، و لم أكن حينها و أنا شاب في الرابعة و العشرين من عمري ، متأكدا من اللقاء به ، إذ كنت أظن أن ذلك أمر صعب على مثلي و أنا البدوي القادم من منطقة تافيلالت ، 

و لكن فوجئت باستقباله لي استقبالا حارا و كأنني

أحد أفراد عائلته خصوصا لما علم أنني زرته قصد

التزود ببعض المعلومات عن فن الملحون ، أجلسني بالقرب منه و بدأ يسألني عن تافيلالت 

و نواحيها و كأن الحديث عنها يحرك فيه مشاعر

خاصة .

كنت كلما سألته عن شيء ، يجيب قدر ما يعرف بكل تواضع و هو يوحي من كلامه أنه فنان 

عصامي ينقل إلي المعارف كما سمعها عن شيوخه 

و عن الباحثين في هذا الميدان ، و في الوقت نفسه يشجعني على البحث و عقد اللقاءات مع المهتمين .

قضيت معه من الوقت زهاء الساعتين ، استفدت منها الكثير و استمتعت بسماع مقاطع من بعض القصائد ، قمت بعدها مودعا شاكرا ، و مما زاد من حب هذا الرجل في نفسي أنه ألح على استضافتي 

بمنزله و لكن اعتذرت و شكرت و انصرفت . 


           💼   من ذكريات   زايد وهنا  💼

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق