نحن السبب

                    🌎  نحن السبب  🌏


         يتساءل الكثير من الناس عن سبب انقطاع حبل الرحمة و المساعدة بيننا و نحن أبناء مجتمع واحد ، نقتدي بتعاليم ديننا الحنيف ، الذي يقول

منزله سبحانه و تعالى :


" و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان " سورة المائدة الآية 2


و قال المنزل عليه صلى الله عليه و سلم :


" من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا ، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ . ومن يسّرَ على معسرٍ ، يسّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرةِ. ومن سترَ مسلمًا، ستره اللهُ في الدنيا والآخرةِ. واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه " .

في صحيح مسلم ومسند أحمد و غيرهما


 لا أظن أن أحدا من أبناء جلدتنا يجهل هذه القيم التي يدعو إليها الإسلام و يحث عليها في كثير من المواضع بل جعلها من لب العمل الصالح 

و جوهره ، و هو ما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى عدم الأخذ بها إلا في حالات قليلة تكاد لا تذكر ، و الجواب عن هذا السؤال واضح وضوح الشمس في كبد السماء ،

كيف تطلب من سائق أن يقل راجلا في الطريق 

و قد سمع الكثير من المآسي و المصائب التي وقع فيها غيره ممن قدموا مساعدة من هذا القبيل .

كيف تطلب من شخص ما أن يؤوي إلى بيته متشردا قصد إطعامه و قد سمع الكثير من الأحداث المؤلمة التي وقع فيها من سبقوه لمثل ذلك العمل الإنساني .

كيف تطلب من شخص أن يقبل طعاما من جالسه في الحافلة و قد سمع العديد من المشاكل التي ترتبت عن ذلك لأناس تناولوا طعاما مخذرا و فعل بهم ما فعل .

كيف تطلب من شخص أن يستأمن على وديعة من

أحدهم و هي تضم ما تضم من الممنوعات ، فتنقلب عليه الأمور بالمشاكل التي ربما تقلب حياته راسا على عقب ، و هو الرجل النزيه الذي 

استؤمن على الوديعة بحسن نية .

كيف تطلب من رجل متزن ، متزوج  أن يؤوي امرأة غريبة عن البلدة من الشارع إلى منزله حتى لا تتعرض لسوء ، فيتضح في الأخير أنه هو من تعرض لمكيدة خربت بيته و جعلته أضحوكة بين

الناس و هو الكريم الذي تصرف بحسن نية .

كيف تطلب من أحدهم أن يحسن إلى متسول

مشرد ، فيتضح أن المتسول له من متاع الدنيا 

ما لا يملكه فاعل الخير .

كيف تطلب من الجارة أن تقدم طعاما لجارتها 

و هي تسمع عن الحوادث التي وقعت من مثل 

هذا العمل الخيري و التي انتهت بمآسي محزنة .

كيف تطلب من امرأة صالحة أن تقبل أن تدع عندها امرأة أخرى صبيا لبعض الوقت ، و قد سمعت الكثير من القصص التي كانت عواقبها وخيمة .

و كيف ... و كيف ... و كيف ... ،

الحوادث والمآسي التي تترتب عن أفعال البر 

و الإحسان في عصرنا هذا كثيرة و متنوعة 

و لا حصر لحيل و مكر مرتكبيها في حق أناس

أبرياء كانوا يتصرفون بحسن النية و يتحلون بروح الرحمة و مد يد العون لكل من هو في حاجة إليها غير أن الكثير منهم قوبل إحسانهم بالإساءة

حتى عضوا على أناملهم من الندم و الأسى .

إذن من جعل الرحمة و الثقة و أعمال البر تنعدم بيننا ؟ 

أليس هو تصرفنا المقيت الذي ينطوي على الخداع و المكر و الطمع ، الإنسان هو السبب لذلك لا تلومن أحدا إذا ما مسك يده عن المساعدة ، فربما

تجده قد اكتوى يوما بنار الدسيسة و الخديعة ،

و لعل الأقوال المأثورة عن هذه الظواهر هي أكثر الأقوال شيوعا بين الناس أتعرف لماذا ؟ لأنهم يسمعون دوما عن مثل هذه الجرائم و الحوادث ، لذلك فالسواد الأعظم يحفظها و يستدل بها ،

كقولهم :

  "  اتق شر من احسنت إليه  "

 " إن الأفاعي و إن لانت ملامسها

                  فعند التقلب في أنيابها العطب "

"  ما تدير خير ما يطرا باس "

  " أنا باللقمة لفمو و هو بالعود لعيني "

و غيرها كثير .

        ختاما لا نقرأ هذا المقال المتواضع و نمتنع

كليا عن فعل الخير ، لا أبدا ليس ذاك هو المقصود 

و إنما المراد منه هو الأخذ بالحيطة و الحذر ،

عند تقديم أي مساعدة بحيث تكون عواقبها سليمة

و طرق البر ذات العواقب السليمة كثيرة و متنوعة 

لمن أراد أن يحسن دون أن يتعرض للإساءة .

فالله سبحانه و تعالى نسأل أن يردنا إلى رشدنا 

و أن يهدينا الصراط المستقيم ، و أن يجعل مفاتيح الخير على يدينا متى استطعنا إلى ذلك 

سبيلا ، و أن يحفظ و يستر بستره الجميل كل

إنسان بريء يعمد إلى مساعدة الآخرين ، 

آمين و الحمد لله رب العالمين .


     💼  تأملات في الواقع بقلم  زايد وهنا  💼



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق