أنين في الخفاء

                   😌 أنين في الخفاء 😌


        من الطبيعي أن لكل الإنسان في هذه الدنيا  قدر محتوم يلقاه ، و هو من المسلمات التي لا يسلم من خيره و شره أحد مهما كانت عقيدته 

و مهما أوتي من الجاه و القوة و المنصب و المال ، سيان عنده الذكر و الأنثى ، الصغير و الكبير ، الرئيس و المرؤوس ، الغني و الفقير ، القوي 

و الضعيف ،  يفرح تارة و يحزن أخرى ، و لكن الطبيعة البشرية مجبولة على تقبل السراء 

و الإسعاد بها ، و رفض الضراء و الإكراه لها ، غير أن هذه المشاعر  لا تغير من أمرها و مسارها شيئا ، 

و لذلك ليس للإنسان يد فيما هو مقدر عليه ، إلا الشكر عند هذه و الصبر على تلك إن كان حقا يؤمن بالقدر خيره و شره .

         هذا هو الإنسان إذا أتته سراء استبشر بها ، و لا تسعه الدنيا غبطة و سرورا ، فيشرك أهله 

و أحبته فيها يشاطرونه السعادة و يملؤون عليه البيت بالهدايا ، و الحقيقة أنها لحظات قصيرة 

سرعان ما ينتهي مفعول بهجتها لتعود الحياة إلى

روتينها اليومي .

و الأمر نفسه يحصل مع من حلت به مصيبة من بنات الدهر تراه مسود الوجه كظيما لا يرى في الحياة إلا السواد ، فيلتف حوله الأهل و الأحبة يواسونه و يخففون عنه ، فإذا أتاه الفرج انساق مع الروتين اليومي للحياة و قد نسي ما مر به بل يقبل على الحياة يجتني ملذاتها.

هذا حال الإنسان في هذه الدنيا يتذوق حلاوتها

فيسعد و يتجرع مرارتها فيشقى و هكذا دواليك إلى أن يلقى ربه .

و هو أمر طبيعي عند الناس عامة و لا يحتاج إلى مقال مثل هذا ليوضح واضحا و يبين معلوما .

و لكن هناك من الناس من يحمل سرا في جوانحه و لا يعلم بأمره أحد إلا خالقه ، قد يكون مشكلا

عويصا لا يستطيع البوح به و لا يمكنه استشارة أحد فيه ، يعيش في دوامة من العذاب الدائم 

و يرزح تحت ثقل هواجسه التي تؤرقه و تضني جسمه فتلازمه طيلة حياته و لا يسعه إلا أن يحتفظ بها لنفسه حتى تدفن معه .

و هذا في الحقيقة هو أشد و أقسى و أعتى أنواع العذاب النفسي و البدني .

        فاللهم مالك الملك ، رب السماوات و الأرض ، عالم الغيب و الشهادة ، الطف بنا فيما جرت به المقادير ، قبل نزولها و بعد نزولها ،  و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، فنحن عبادك الضعفاء و أنت القوي القدير الفعال لما تريد ، نسألك بأسمائك الحسنى 

و آياتك العظمى ، أن تجعل لنا من أمرنا يسرا ، 

و أن تفرج كرب المكروبين ، و تنفس عن المرضى و المحزونين ، و اجعل الحياة زيادة لنا من كل خير ، و اجعل الموت راحة لنا من كل شر ، و لا تقبضنا إليك إلا و أنت راض عنا ، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .


             👐  اللهم تقبل دعاء  زايد وهنا  👐

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق