💼 لا رأي لمن لا يطاع 💼
قولة قالها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خطبة الجهاد المشهورة ، و صارت مثلا سائرا يضرب في أشباهها من الأمور عبر الأزمان .
قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مؤلما كاد دمعي يهمي له لشدة الأسى الذي اعتصر قلبي ، ذلك أن أستاذا بمدينة العرائش تعرض لهجوم من قبل تلامذة قيل أنه منعهم من الغش في الإمتحان ، مما ألحق به أضرارا جسدية
قد تلتئم مع مرور الوقت و أضرارا نفسية لن يمحوها الزمن .
أتعجب كل العجب من سكوت المسؤولين على قطاع التربية و التعليم ببلادنا و هم يسمعون
و يرون ما يجري من تسيب و فوضى و استهتار ولا يحركون ساكنا ، و الأدهى أنهم يدعون السعي لإصلاح هذا القطاع و تحسين جودته و انتشاله من المستنقع الذي يتمرغ فيه ، و لكنهم في الحقيقة لا يأخذون بالأسباب الصحيحة السليمة التي تنقذه إن بقي فيه أصلا ما ينقذ ، فسنة بعد أخرى يتفاقم الداء و يزداد الوضع تدنيا إن على مستوى الأخلاق أو على مستوى التحصيل
و التمكن .
و لعل ما نراه اليوم من أساليب الغش في الإمتحانات ، و ما يتعرض له الأساتذة الجادين من إهانة و شتم و ضرب ، لأصدق دليل على الإنفلات
الأخلاقي الذي ألقى بظلال الفوضى و التسيب العارمين على المنظومة التربوية ، و عفر وجهها
في التراب ، و مما زاد الوضع تأزما هو عدم التصدي لمثل هذه السلوكات من قبل القيمين على
هذه المنظومة بما يحفظ ماء الوجه ، و اتخاذ
كافة الإجراءات الرادعة للحد من هذه الظواهر
المسيئة و التي هي من بين الأسباب الأساس التي أوصلت المنظومة التربوية التعلمية إلى ما نحن فيه من انحطاط .
قبل مناقشة المناهج و البرامج و كل الأنشطة
التعليمية يجب إلزاما تقويم السلوك و الحرص على تطبيق القيم الإنسانية و غرسها في نفوس
الناشئة لتترعرع على الاحترام و الانضباط
و الصبر و التعاون و التسامح و الإعتماد على
النفس ، و الوقوف الصارم أمام كل تصرف يخل
بالقيم ، فإذا نشأنا تلامذتنا على هذه القيم ، فلن
يكون صعبا علينا أن نضع البرامج و المناهج التي
يراها خبراء التربية و التعليم ملائمة لبيئتنا
و خصوصياتنا و توجهاتنا و مواكبة في الوقت
ذاته لمتطلبات العصر و مستجداته ، أما و الحالة هذه فنحن على يقين أن أي إصلاح لن يؤتي أكله
ما لم نراع الجانب الأخلاقي ، و قد أشار إلى ذلك
و أكده الكثير من الحكماء و المربون و الشعراء عبر العصور ، فهل من معتبر أم لا رأي لمن لا يطاع ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق