قواميس مستحدثة
كثيرة هي الفضائل التي غير أناس عصرنا معانيها
و حوروا مفاهيمها لتوافق أهواءهم حتى لا يجدون حرجا في إتيانها ، فصارت في نظرهم :
القيم تخلفا و رجعية .
الصبر ضعفا و انهزامية .
الحياء رضوخا و بلاهة .
الصدق بلادة و غفلة .
الصداقة مصلحة و زبونية .
الإخلاص غباء و سذاجة .
الانضباط حمقا وجنونا .
الاحترام ضعفا و خنوعا .
الطيبوبة خوفا و خضوعا .
و كثيرة هي الرذائل التي انتشلوها من دناءتها ،
و أزالوا عنها صفة الخبث و الإشمئزاز لتبرر فساد معاملاتهم
و سلوكاتهم ، فأضحى في معتقدهم :
الجشع عملة رائجة .
النصب معاملات ذكية .
الصفقات المشبوهة فطنة .
الرشوة قهوة و هدية .
الانحراف شجاعة و تحديا .
العري تحضرا و تمدنا .
التفاهة فنا و موهبة .
و لعل هذا الإجهاز الممقوت على المعاني الإنسانية السامية لهذه المبادئ و استبدال الفضائل بالرذائل و كذا الفهم الخاطئ لحقوق الإنسان وغيرها كثير هو ما فتح أبواب الانحراف و يسر طريق الفساد ، الذي استشرت عدواه في جميع القطاعات فأصبح :
التعليم عقيما .
الصحة سقما .
العدل أهواء .
الإعلام غثاء .
الرياضة إلهاء .
الأديب محطما .
الناقد متهما .
المغني مكرما .
اللاعب منعما .
المتملق مدعما .
الفاسد محترما .
كل هذا و ذاك صير الأمل يأسا في نفوس العقلاء ،
و أحال النور ظلاما في عيون كل الغيورين الذين يأملون أن يروا بلدهم في مقدمة الركب الحضاري ، ينعم أهله بالعيش الكريم في أمن و أمان لا يشوبهما ضنك و لا خوف .
اللهم رد بنا إلى الطريق السوي ردا جميلا ، و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، و ألهم إلى الصواب شبابنا ، إنك على ما تشاء قدير و بالإستجابة جدير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق