و في ذلك فليتنافس المتنافسون

              و في ذلك فليتنافس المتنافسون


كم كنت أود أن يشارك بلدي في اقصائيات التنمية لإحراز كأس التقدم و الازدهار ، بدل الاقتصار على كرة القدم لوحدها ، بحيث في الدور الأول من المنافسة و في أول مقابلة له يقص أجنحة الفقر ، و يحاصره في نصف ملعبه ،  

و يفوز عليه بحصة ثقيلة ، و في مباراته الثانية يلعب بخطة هجومية على الجهل ليرفع من شأن التعليم ، و للحصول على العلامة الكاملة يقضي في آخر مباراة له في الدور الأول على وسط ميدان مشكل الصحة و يمطر شباكه بأهداف استشفائية راقية ترضي الجمهور ، و بذلك يتأهل بامتياز للدور الثاني ، و بنفس الحماس و العزيمة يواصل انتصاره على الرشوة و يحد من سيطرتها ليتأهل للثمن ، و عندها سيقابل الجريمة ،فينتهج معها خطة العنف و يتغلب عليها 

بنتيجة مذهلة ،  و يمر إلى الربع فيمحق البطالة و يملأ  مرماها بوابل من فرص الشغل ، ليخوض نصف النهائي مع الظلم فيلقنه درسا في الهجوم على الباطل و الدفاع عن الحق و حراسة مرمى المال العام  ، و يلعب النهاية ضد الفساد ، فيشل حركة مدافعيه و يكسر شوكة لاعبيه و ينتصر عليه انتصارا باهرا ، و بهذه الإنجازات يعانق كأس النهضة العلمية  والاقتصادية و الاجتماعية ، و يرغد الشعب بالحياة الكريمة 

و العيش في أمن و سلام ، أما كأس إفريقيا لكرة القدم فلا تثريب علينا إن لم نفز بها ، لأن اللعبة هي حظ يبتسم حينا 

و يتنكر أحيانا ، و قد ابتسم لنا الحظ في كأس العالم ، 

و صنفنا في الرتبة الرابعة و فرحنا بذلك الإنجاز فرحا كبيرا ،

و لكنها فرحة عابرة لا تقدم و لا تؤخر من أمورنا شيئا ، و لا تحقق لأفراد الشعب ما يحققه كأس التنمية  في جميع القطاعات و هو الكأس الحقيقي الذي يجب أن نبذل أقصى جهودنا للفوز به ، و ما عدا ذلك يبقى من كماليات الأمور 

و فضلاتها ، و أي شعب يجعل كرة القدم أولى أولوياته و ينفق عليها الأموال الطائلة بسخاء ، و يهمل القطاعات ذات الأهمية و على رأسها قطاع التعليم الذي يعتبر العمود الفقري ، فهذا الشعب سيبقى رازحا تحت وطأة الفقر و التهميش 

و التخلف ، فدولة البرازيل حازت خمسة كؤوس عالمية ، في حين أن اليابان ليس في رصيدها و لا كأس واحدة لا قاريا

 و لا عالميا ، و لكن شتان بينهما من حيث التقدم و النماء 

و الرفاهية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق