رفقا بالمواطن

                        رفقا بالمواطن !!!


           بات المواطن المغربي يشكو من تعقيدات المساطر  التي ترهقه كلما تقدم إلى إحدى الإدارات  العمومية لقضاء مأرب من مآربه الحياتية ، بحيث تثقل كاهله برزمة من  الوثائق و الإجراءات يصعب عليه في كثير من الأحيان جمعها

في وقت ضيق ، خصوصا و أن جمعها يقتضي زيارة إدارات أخرى و هذه بدورها تطالبه بوثائق إضافية ، مما يجعله في حركة دؤوبة و بحث مستمر بين هذه الإدارات عساه يظفر

بالوثيقة المعتمدة التي بموجبها يتم قضاء مأربه .

و هذا الأمر أصبح معتادا و معمولا به أثناء بناء بقعة أرضية

أو بيع عقار أو سيارة او عند شرائهما و عند الحصول على 

الأوراق الشخصية كبطاقة التعريف أو رخصة السياقة أو أي

وثيقة مماثلة مما ينبغي أن يتوفر عليه المواطن ، هذا ناهيك

عن الإجراءات المعقدة التي تنتظر الأرملة للحصول على

معاش زوجها المتوفى ، أما ما تطلبه التغطية الصحية للتعويض عن ملفات المرض ففيه من الإرهاق ما يزيد المريض مرضا ، و قس على ذلك جميع المعاملات الإدارية

في كل القطاعات و هذا ما يدفع الكثير من الناس للتخلي عن قضاء أي مأرب يرونه غير ضروري تحسبا للإرهاق الذي ينتظرهم في الحصول عليه ، أو ربما يسلكون طرقا ملتوية 

و غير قانونية لقضاء مآربهم تفاديا لكل تلك العراقيل ، و هو ما يعرضهم في حالة افتضاح أمرهم إلى عقوبات صارمة . 

في حين أن ما يصلنا من أصداء عن الدول الأوربية ، و ما ينقله لنا المهاجرون أن هذه الدول تيسر على مواطنيها

كل المعاملات ، قد يقصد المواطن عندهم الإدارة المعنية 

لغرض ما و هي تقوم على الفور بكل الإجراءات الخاصة بها 

و تتكفل بما ينقصها من الإدارات الأخرى و كل ذلك في وقت وجيز دون مشقة أو عناء يلحقان صاحب الطلب .

فإذا كنا نتبجح بتطبيق حقوق الإنسان ، فهذه الأمور تعتبر أولى الأولويات التي تدعو إليها حقوق الإنسان ، فكيف بشيخ هرم أو عجوز أمية أو معاق أن تقضى مآربه في ظل هذه التعقيدات التي تعرفها إداراتنا ، أعود فأقول رفقا بالمواطنين

يكفي ما يعانونه من غلاء الأسعار و الأدوية و التحليلات 

و ما يتعرضون له من  إهمال طبي في المستشفيات و غير

ذلك من ضغوط الحياة اليومية ، فأقل شيء يمكن أن نساعد به هذا المواطن هو تيسير المساطر الإدارية و التخفيض من

الكلفة المادية قدر الإمكان حتى يتسنى للجميع قضاء مآربهم

بغير ملل و امتعاض .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق