الإنسانية تتدحرج على سفح الهاوية

    💣 الإنسانية تتدحرج على سفح الهاوية 💣  


            عندما يكون راتب شهر واحد للاعب كرة

القدم يساوي مجموع الرواتب التي تقاضاها أستاذ

خلال كل مسيرته التعليمية و التي قد تزيد على أربعين سنة ، فاعلم أن العالم يسير نحو الهاوية .


           و عندما يحصل مغني تافه على مبلغ مالي

من سهرة واحدة ، يعادل ما حصل عليه طبيب 

طيلة مسيرته المهنية ، فاعلم أن العالم في طريقه نحو الكارثة .


           و عندما يحصل يوتوبورز على مبالغ

طائلة من الأموال و يحظى بتغطية إعلامية كبيرة بمجرد نشره للتفاهة و السفاهة و الفسق 

و الفجور ،  في حين لا يحصل عالم نشر محاضرة علمية نافعة ولو على مبلغ زهيد من المال و لا يحظى عمله المفيد و لو بالتفاتة سريعة من الإعلام ، فاعلم أن العالم قد وصل إلى قمة الهمجية .


            عندما ترى العالم يقر حقوقا للمثليين 

و الشواذ ، و يقبل تزاوج الإنسان بالحيوان ، 

و غيرها من الأمور المنافية للفطرة الإنسانية ، 

التي لا تأتيها حتى الحيوانات العجماء ، بل 

و الأكثر من ذلك  أنه يعمل على إشهار ذلك للعلن 

و كأنها أمور عادية ، فاعلم أن العالم على مشارف

الهلاك .


           باختصار عندما تنقلب الموازين و يضرب

بالأخلاق والمبادئ الإنسانية السامية عرض الحائط ، فتلك هي أقسى أنواع الغربة التي يعاني من ألمها كل إنسان سوي واع بما يجري حاليا و ما سيؤول إليه مستقبل هذا العالم الزائف .


                💼  بقلم  زايد وهنا  💼

أولى أولويات الإصلاح

         🌍  أولى أولويات الإصلاح  🌍


               توصلت عبر الواتساب بهذه المعلومة ، اطلعت عليها من خلال الرابط المشار إليه طيه ،

و استجليت كل ما ورد فيها ، و هاأنذا أنقل لكم

المعلومة كما وردت ، ثم لنا رأي بعدها :


      ⚫     أطلقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عبر منصة "مدرستنا. ما" من خلال الرابط :  https://www.madrastna.ma/projects/questionnaire استمارة موجهة إلى جميع المواطنات والمواطنين للمشاركة في المشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية.

 وتعول الوزارة على هذه الألية الالكترونية لرصد آراء ومقترحات كافة المواطنات والمواطنين حول سبل تحقيق المدرسة التي يتطلعون إليها وتستجيب  لانتظاراتهم.  

ولتحقيق  هذه الغاية ندعوكم إلى تعميم رابط الولوج إلى هذه الاستمارة  على جميع الفاعلين وجمعيات أباء وامهات وأولياء الأمور،  وكذا كافة المتدخلين في الشأن التربوي وشركاء المدرسة وجميع مكونات المجتمع المغربي حتى يتمكنوا من الإسهام الفعلي في إصلاح  مدرستنا العمومية.⚫


وجهة نظرنا :

            لقد بات إصلاح المنظومة التربوية ببلدنا

يؤرق مضجع كل غيور ، فلما ضاقت السبل بمن

ينشدون هذا الإصلاح ، فقد تم وضع هذه الاستمارة رهن إشارة جميع أطياف الشعب ليجيبوا عن الأسئلة و الاقتراحات الواردة فيها ،

و التي وضعها من وضعها لاستجلاء الأراء حول

تجويد المدرسة العمومية ، و هذا أمر مستحب

لو فطن من وضع الأسئلة إلى أمر بالغ الأهمية

حتى لا يسقط مرة أخرى في نفس الدوامة التي

يتخبط فيها التعليم ببلدنا و لم يجد لها مخرجا .

فالجواب عن الأسئلة الواردة ضمن هذه الاستمارة

هي أشبه بمن يحاول أن يعالج الأعراض دون

تحليل و تشخيص لأصل المرض ، و هو الأمر الذي

لن تجدي معه نفعا المسكنات المقترحة .

كان من الأولى و الأجدر و الأفيد لو فكر السائل

و نظر للإصلاح في شموليته بدءا من الأسس ،

هذه الأسس التي لا بد من مراعاتها و الاهتمام بها

ليستقيم أمر المنظومة التربوية ، و لا بأس أن 

نشير إلى بعضها و نرتبها حسب الأولوية :

☚  إرجاع الهيبة للمؤسسات التعليمية ، بالانضباط و الاحترام و محاربة كل أشكال التسيب و الفوضى ، و تطبيق العقوبات الزجرية

الرادعة في حق من ليست لهم رغبة في الدراسة

حتى لا يشوشوا على الآخرين فيضيع الجميع .

☚  إعادة النظر في الفهم الخاطئ لحقوق الإنسان التي باتت دريعة لانحراف الشباب .

☚  الرفع من قيمة رجل التعليم ماديا و معنويا 

و جعل كرامته فوق كل اعتبار .

☚  إعادة النظر في تمديد سن التقاعد إلى ما فوق الستين خصوصا في هذا القطاع الحساس ،

فالأستاذ الذي قضى أربعين سنة في التدريس ،

يفقد الكثير من الحيوية و الجد نظرا للعجز 

و المرض ، لأن طول المدة استنزف طاقته 

و بذلك تقل مردوديته مما ينعكس سلبا على 

التلاميذ .

☚  يجب ألا ينتدب لمهنة التدريس إلا النجباء

من أبناء المجتمع ، و تكوينهم تكوينا جادا لا يقل

عن سنتين ، ليتخرجوا و هم على مسكة عظيمة

من المعارف و الطرائق البيداغوجية .

☚  توفير كل مستلزمات العمل التربوي التعليمي

و الاهتمام بالبنى التحتية للمؤسسات التعليمية .

☚  إعادة النظر في عدد ساعات العمل حسب

سن التلاميذ .

☚  عدم تكليف الأستاذ خصوصا في الإبتدائي

بمهام تستنزف طاقته كالحراسة وووو .

☚  تقديم تسهيلات للأستاذ في جميع الإدارات

عند قضاء مآربه حتى يتسنى له الالتحاق بعمله

في الوقت المناسب .

☚  استشارة ذوي الخبرة في مجال التدريس عند وضع البرامج و المناهج الدراسية .

☚  إعادة النظر في برامج الإعلام ، و القطع مع التفاهة و التافهين و جعلها في خدمة التربية    والعلم 

☚  و غير هذه من الأولويات التي تعتبر حجر

الأساس لإصلاح المنظومة التربوية .


         إذا توفقنا في هذه فما بعدها أسهل و أيسر ،

فيما يخص البرامج و المناهج الدراسية ، يتم

التركيز على الأخلاق الفاضلة المستمدة من ديننا

الحنيف ، و المبادئ الانسانية السامية ثم المواد

التي يراها الخبراء ضرورية حسب مستجدات

العصر و التي من شأنها أن ترفع من قدر وطننا

و تسير بعجلة تنميته نحو الأفضل .

هذا ما أراه حسب وجهة نظري بعد اطلاعي على

هذه الاستمارة التي حركت في دوافع الكتابة من

منطلق الغيرة على التعليم ببلدي .


          💼  وجهة نظر  زايد  وهنا  💼

 ☻  بين يقظة و غفوة  ☻


          ليس الحالم اليقظ كالحالم النائم ، فالأول يهيم بخياله و يستحضر ما يريد ، و يختار لنفسه ما يوافق هواه ، فهو أشبه ما يكون بالمخرج السينمائي أو المسرحي . 

 لكن الثاني لا يد له فيما يراه في منامه ، و لا خيار له فيه ، 

و الحلم في حالته لا يخضع إلى منطق ، قد تتداخل فيه الأزمنة و الأمكنة و الشخوص و غريب الوقائع و الأحداث، مما يجعل المستحيل في الواقع ، ممكنا في الحلم ، 

و المتناقضات فيه تبدو متجانسة طبيعية .

إن كان الكذب محرما في عقيدتنا ، فإنه يحل أحيانا إذا كنا ننسج من سديم خيالنا صورا حية و نبني مواقف انسانية لم نعشها حقيقة و إنما أوحى بها الخيال ، فجعلنا منها مشاهد تحمل من العبر ما تحمله لمن أراد أن يعتبر .

لهذا كنت يقظا و سرحت بخيالي بعيدا و كأنني نائم أحلم ، فرأيت فيما يرى من هو بين يقظة و منام  أنني أتجول في مدينة لم يسبق لي أن رأيتها و لا سمعت بها . مدينة عربية إسلامية  ، تدل عمارة بناياتها أنها من الطراز القديم ، أسوار عالية و صوامع شاهقة و ساحات فسيحة تتوسطها حدائق جميلة تشبه في نقوشها و هندستها حدائق الحمراء بالأندلس ، تذكر زائرها بالمدن العربية العتيقة كبغداد 

و دمشق و القاهرة و فاس .

و بينما أنا مشدوه في ذلك النمط المعماري الفريد

رفع المؤذن صوته بالتكبير من أحد المساجد القريبة إيذانا بصلاة الجمعة ، أعجبت كثيرا بعذوبة صوته و بعث في نفسي خشوعا لم أعهده من قبل ، أسبغت الوضوء من نافورة  بفناء

المسجد و دخلت بيت الله و قد ران في أرجائه صوت شجي يتلو القرآن ، تكاد تجزم أنه صوت من أصوات السماء  ، جلست أستمع إليه في خشوع و تدبر منقطعي النظير ، لم يطل الأمر كثيرا حتى صعد الإمام المنبر و ألقى خطبة لا تقل تأثيرا و تدبرا من التلاوة السابقة .

قضيت الصلاة ، تأخرت قليلا في الخروج ، تجنبا للزحام و أنا أقول في نفسي ليت مؤذن قريتي و إمامها بنفس درجة هذان من التأثير .

في إحدى ساحات المدينة توجد مجموعة من المطاعم ، كل منها مخصص في تقديم نوع معين من الطعام ، و لكن كنت مصرا على تناول الكسكس أنى وجدته .

دخلت أول مطعم  ، فلم يكن به غير مجموعة من الرجال ، جميعهم ملتحون ، علمت من خلال حديثهم أنهم من علماء الفقه و الحديث القدامى ، كان كل واحد منهم يمسك بكتبه التي ألفها بين يديه و هم منهمكون في مناقشة الأمور الفقهية ، خرجت مطأطأ الرأس خجلا و حياءا و أنا أقول في نفسي عجبا ، كم مر من الزمان بين هؤلاء و فقهاء عصرنا الحديث ، و ما زال علماؤنا يعتمدون على مؤلفات هؤلاء القدامى ولم يضيفوا جديدا . 

دخلت المطعم الثاني ، فإذا به مجموعة من الرجال و قد تحلقوا حول مائدة كبيرة تتسع لهم جميعا ، تسمرت في مكاني و استرقت السمع فعلمت من حديثهم أنهم من علماء أمتنا الأقدمون ،كان  كل منهم يستعرض على الآخرين ما توصل إليه من اكتشافات و ابتكارات  في علم الرياضيات 

و الهندسة و الفلك و الطب و الفلسفة و غيرها ، أعجبني حديثهم و تلذذت لسماعه أكثر من تلذذي بالروائح المنبعثة من مطبخ المطعم ، غادرت المكان و أنا أقول عجبا ما زال علماء عصرنا الحديث يجترون ما تركه هؤلاء ، و لم يضيفوا جديدا .

رأيت مطعما كبيرا ، و ظننت أن فيه سأجد ضالتي،

و ما أن تجاوزت عتبة بابه حتى انتابتني الدهشة ،

فقد كان مكتظا برجال أنيقين ، علمت من دردشتهم أنهم أدباء ، فيهم كتاب و شعراء و نحويون من كل العصور إلا من عصرنا ، أعجبت غاية العجب بمقالاتهم و أشعارهم الرائعة الهادفة ، و غادرت المكان و أنا أتحسر على ما آل إليه الأدب في أيامنا هذه من ابتذال و تدني .

توجهت نحو مطعم آخر ، و أنا مصر على أن يكون هو الأخير ، و أن أطلب أي شيء يقدمه ،  لأنني لم أعد أطيق صبرا على الجوع الذي بدأ يمزق أحشائي . عند بابه سمعت صوت موسيقى هادئة تريح الأعصاب و تطرب الوجدان ، 

و ما أن دلفت إلى الداخل حتى رأيت مجموعة من الفنانين ،

رواد الزمن الجميل ، منهم الملحنون و المغنون 

و الموسيقيون و هم يعزفون و ينشدون روائع الشعر و بديع الزجل ، فقلت في نفسي لعله المكان المفضل ، اتخذت موضعا قريبا منهم ، و أخذت أستمع و أستمتع ، حتى كدت أنسى الجوع ، لولا أن النادل وضع أمامي طبق الكسكس ، أكلت بنهم شديد ، فقد كان طبقا لذيذا و لكن ما أسمعه من حولي كان بحق ألذ منه ، انفض جمع الفنانين ، و كم تمنيت أن يستمر لأغسل أذناي و أطهر و جداني مما لحقهم من تلوث ممن يسمون أنفسهم فناني أيامنا هذه .

خرجت من المطعم و الأسى يعتصرني و أنا أقارن بين أمس مشرق و يوم مظلم ، و أتأسف على ما لحق العلوم و الآداب  من خمول و تدهور ، و ما لحق الفن من انحطاط و تفاهة .

توقف خيالي و لم تعد أسطوانات شريطه تدور ،

نظرت يمينا و شمالا ، فإذا أنا لوحدي في غرفة الجلوس بمنزلي ، و أمامي على المائدة صينية شاي التي لا أدري من وضعها و متى وضعها .

أعدت النظر من حولي ، و أنا أحمد الله أن لا أحد من أفراد أسرتي لاحظ شرودي ، و إلا كنت موضع سخريتهم .


       🚶  المسافر في الزمان ( زايد  وهنا ) 🚶

عندما يكون السلاح بيد الرعديد

      💣  عندما يكون السلاح بيد الرعديد 💣


 كان اليهودي مضرب مثل في الجبن محتقرا

و صار اليهودي اليوم رمزا للإحتلال مسيطرا

خلق وطنا من غير وطن يتباهى به مفتخرا 

يقتل و يأسر و يدنس البقاع مستنصرا

يستعرض غطرسة لم يرثها عن الأسلاف

و لكنه اكتسبها من ( بلفور ) و الأحلاف

و من عملاء باعوا الشرف و خانوا الأعراف

الصهيوني طبعه الجبن و شيمته الغدر 

يقتاد مكرها ، يخشى ظله ، يعتريه الذعر

متى ضغط على الزناد تبول في سرواله

و كل رصاصة تخرج من فوهة بندقيته

يخرج معها ريحا عفنا من فوهة مؤخرته

فتبا لسلاح صير الرعاديد صناديد

و تبا لأمة تهاوت و أسرفت في المفاسد

بين فسق و خمر و رقص و موائد

أمة بالملايين و أعدادها في تزايد

و لكنها غثاء سيل لا نفع و لا فوائد

فكيف لمثلها أن تهابه الأنجاس المناكيد .


   😥 شعر منثور ارتجله في لحظة غضب 😥

                     زايد  وهنا 


طلقة جبان

 🔫 طلقة جبان 🔫


خلف شجرة إجاص

 اختبأ صهيوني قناص

من فوهة بندقيته أطلق الجبان الرصاص  

رددت صدى غدره أبواق المآذن

و أزكم ريح مكره أزقة المدائن  

عافته الانس و الجن و الشياطين

و سخرت من جبنه الموتى في المدافن

شاء القدر في رمشة عين

أن تزهق روح شيرين 

و في يدها الخبر اليقين

عن مأسأة أولى القبلتين و ثالث الحرمين

تدفق دمها يرسم بحمرته خريطة فلسطين 

و يكتب صفحات من تاريخ خذلان المسلمين

أطفأ الجبان شمعة من شموع جنين 

عساه يخفي فضائحه و مكر السنين

قطف الوغد من فلسطين زهرتها 

كان أريجها يعطر القدس و ماحولها 

ظن الرعديد أنه أخمد جمرة وقادة

كان لهيبها يلفح جباه القردة

ما لم يعلمه اللقيط سليل العاهرات

أن شيرين ماتت قبل اليوم مرات و مرات

لكنها اليوم خلفت شيرينات كثيرات

يذدن عن حمى الأقصى و المقدسات 

ما لم يعلمه الخسيس ابن الفاسقات

أن أرحام الفلسطينيات لسن كأمه عاقرات

يلدن للقدس حماة و ينجبن مجاهدات

عزلا هم و لكنهم يرعبون المدرعات

ما لم يعلمه اللئيم نجل اللقطاء

أن روح شيرين تتوعد الصهاينة اللعناء

بأن النصر قريب مهما خان العملاء 

تنفذ ذخائرهم و لا يجف نبع الشهداء .


     🔫  شعر منثور في حق المغدور 🔫

                    😥 زايد  وهنا 😥

صوت من القبور

 صوت من القبور


خلف المتاريس كمن ابن سافلة

صوب بندقيته اتجاه أبو عاقلة

و أرداها قتيلة بطلقة عاجلة

فأخرس من كانت للحدث ناقلة

ولهموم الأسرى والأقصى حاملة

بصوتها نافحت لسنوات كاملة

تنفض الغبار عن قضية عادلة

و تكشف زيف ادعاءات باطلة

غاب الجسد والروح بيننا جائلة

تحرك ضمائرنا تهمس لنا قائلة

استيقظوا فلا حياة لأمة خاملة


  شعر منثور ارتجله ( زايد وهنا ) في لحظة أسى

وجوه غابت و غاب معها الأنس

 👽 وجوه غابت و غاب معها الأنس 👽


          كلما تقدم العمر بالإنسان يزداد ميله للعزلة   فتجده في أحيان كثيرة يرغب في الاختلاء بنفسه ، ينآى بها بعيدا عن الناس ، يحدثها و تحدثه ، يناجيها و تناجيه ، يسترجعا سويا أحداث و وقائع طواها الزمان  ، فأمست مجرد ذكريات و حتى تلك الجميلة منها صارت بتذكر أصحابها الذين غيبهم الموت مؤلمة و محزنة .

 و لعل ما يغلب على هذه الذكريات صور أولئك الذين كانوا معنا ثم غادرونا إلى دار البقاء ، بعدما تركوا لنا مواقف من طباعهم و تصرفاتهم وقرت في مخيلتنا ، و هي من توقظ فينا تلك المواجع كلما تذكرناها و تذكرناهم ، منهم أقارب 

و أصدقاء و معارف كنا قريبين منهم جمعت بيننا و بينهم علاقات ، تقاسمنا و إياهم من خلالها لحظات جميلة ما زالت عالقة بأذهاننا ، تذكرنا بهم ، فلا تنجلي صورهم عنا و لا تغيب ، و ما ينسينا إياها أحيانا إلا انغماسنا في فتن الحياة اليومية ، و تهافتنا وراء سرابها ، و في خضم هذه الحياة الزائفة الزائلة يتقدم بنا العمر و يزداد شوقنا و حنيننا لتلك الأيام الخوالي تذكرنا بمن رحلوا ، و تتجلى لدينا تفاهة الدنيا ، فنميل إلى العزلة و نجعل من ذواتنا رفيقا نبثه أحاسيسنا ، و متى استرجعنا ذاك الماضي و أهله ، أرخت علينا الكآبة سدولها للحظات ، فندرك من غير شك  أنه سيأتي يوم نغادر فيه نحن كذلك هذه الدنيا كما غادروها من كانوا بالأمس بين ظهرانينا و كأننا نطمئنهم أننا لاحقون بهم إن عاجلا أو آجلا .

فهل يا ترى تركنا أثرا طيبا نذكر به ، حين يضمنا القبر و نصير إلى ما صار إليه السابقون ؟؟؟ .


         👾  لحظة تأمل و تذكر    لزايد وهنا  👾

ما لا تعلمه عن حياة المدرس

             📂 ما لا تعلمه عن حياة المدرس 📂


          أغلب الناس يعتقدون أن مهنة المدرس لا تختلف كثيرا عن المهن و الوظائف الأخرى ، بل يرونها أحسن المهن و مزاولها أكبر حظا ، لذلك تجدهم أحيانا يغبطون المدرس لكونه يستفيد من العطل المدرسية و الصيفية أكثر من غيره الذي لا تزيد عطلته عن شهر واحد في السنة .

لكن الحقيقة ليست كما يعتقدون ، لأن هناك أمورا

كثيرة لا يعلمها إلا المدرس نفسه و قلة قليلة ممن

احتكوا بهذا القطاع و اطلعوا عن كثب على

تلك الأمور التي تميز المدرس عن غيره و تضع على عاتقه أعباء فوق أعباء التدريس .

قد يتساءل متسائل عما يميز المدرس عن غيره ،

و ما الأمور التي ينضبط لها ، و يتحمل عبئها هو

دون غيره من الموظفين في قطاعات أخرى .

سنرفع الغطاء عن بعض هذه الأمور حتى يطلع عليها من ليس له علم بها و تتجلى له حقيقة مهنة التدريس و ما ينضاف إليها من أعباء أخرى  ، لعل بذلك ننصف المدرس و نعيد إليه اعتباره و تبجيله اللذين فقدهما في أيامنا هذه .

لا أحد قديما و لا حديثا يجادل في كون مهنة التدريس مهنة شريفة و شاقة ، لا يقوم بها إلا

المثقفون المجدون الذين لا يرون لحياتهم معنى إذا لم يسخروا طاقاتهم المعرفية في تكوين الناشئة ، و انتشالهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، لذلك استحقوا كل التبجيل ، و لا غرو أن أمير الشعراء رفع قدرهم حتى كاد يلحقهم بالأنبياء ، أتدري لماذا ؟


☚  لأن   :


✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يعمل نهارا

في الفصل و ليلا في المنزل يصحح و يقيم 

و يحضر عمل اليوم الموالي .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يبحث 

و يجمع الوسائل التعليمية من أثاث بيته ، أو يشتريها من ماله الخاص ، ليستعين بها في تقديم

دروسه .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يلتحق قبل الوقت المعلوم للدراسة ليحضر نفسه و وسائله ،

حتى إذا دخل التلاميذ يشرع مباشرة في الدرس

و التلقين دون إضاعة للوقت .

✏  المدرس هو الموظف الذي لا يتغيب عن درسه

إلا عند الضرورة القصوى ، و قد يعوض لتلامذته

في أوقات فراغهم ما فاتهم أثناء تلك الحصة التي 

تغيب فيها .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يشتري من

ماله الخاص لوازم العمل من وزرة و محفظة 

و أقلام و دفتر المذكرة اليومية و الصور التي يزين بها قسمه و غيرها من الوسائل .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي لا يستريح أثناء فترة الاستراحة ، بل يقضيها في حراسة التلاميذ لئلا يتعرض أحدهم لمكروه لا قدر الله .

✏  المدرس هو الموظف الذي يساعد الفقير

و اليتيم من تلامذته دون أن يعلم بذلك أحد .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يتواصل مع الأسرة ليرمم أي خلل أو تعثر في سلوك 

أو عمل التلميذ .

✏  المدرس هو الموظف الملزم بالعناية بهندامه

و أناقته ، ليظهر أمام تلامذته بالمظهر اللائق الذي يروقهم و يرفع من قدر شخصيته في نظرهم .

✏  المدرس هو الموظف الملزم بتحليق وجهه كل

صباح ، و وضع نوع من العطر الذي يرضي تلامذته

و يزيد من احترامهم و تقديرهم له .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يفرح فرحا

شديدا عند نجاح تلامذته و يأسف أسفا شديدا

على من لم يسعفه الحظ . 

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي لا تسعه 

الدنيا فرحا حينما تجمعه الصدفة بإطار كان قد تتلمذ على يده .

✏  المدرس هو الموظف الوحيد الذي يراقب كل

تصرفاته ، و لا يأتي بفعل أو قول يسقط قدوته

أمام تلامذته سواء داخل المؤسسة أو خارجها .

✏  المدرس هو الموظف الأكثر تسامحا و تساهلا

مع المواطنين كافة في الحياة الاجتماعية اليومية ، ليحافظ على سمعته و قدوته في نظر الناس ، و كيف لا و هو تحت المجهر .

 

☚ أعلمت الآن أن المدرس هو المربي و المعلم 

و المرشد و المصلح الاجتماعي و المعالج

و الحارس و المعين و الموجه و المنبه ووووو

و لعل هذه الأمور و غيرها من القيم الاسلامية

و المبادئ الانسانية التي يتحلى بها المدرس هي

من رفعت مستواه الاجتماعي قديما و جعلته

القدوة التي تحتدى ، حتى أنهم في ذلك الزمان

يخصونه و إمام المسجد بتبجيل و احترام منقطعي النظير و لا يحلو مجلس إلا بوجودهما ،

و لا تحل المشاكل و العقد إلا بتدخلهما .

أما في أيامنا هذه و قد فقدنا الكثير من تلك

القيم النبيلة ، فقد فقدنا معها مكانة المدرس 

و لم يعد له أدنى اعتبار إذ أصبح يشتم و يضرب ،

و هذا ما جر على التعليم ما هو فيه من انحطاط في الأخلاق و تدني في المستوى تدمع لحاله العينان أسفا و تعتصر لمآله القلوب كمدا  . 


                    💼    بقلم  زايد وهنا   💼


فرحة أذابت ألم الفراق

 



                   🕋  فرحة أذابت ألم الفراق   🕋           


      اليوم تكون قد مرت خمسة و ثلاثون سنة عن ذلك الرباط المقدس ، و ذلك الارتباط بحبل المودة المتين الذي لم تستطع ظروف الحياة أن تنال من صلابته أو تعكر من صفو نقائه ، لذلك و رغم طول مدة هذا الارتباط لم يسبق لأحد الطرفين أن تغيب عن شريكه إلا لماما لا يتعدى بضع محطات قليلة تكاد لا تحصى لندرتها ، و إن حدثت فهي لضرورة  لا تمتد في أقصاها إلى أكثر من ثلاثة أيام و قلما تجاوزت ذلك إلى أقل من أسبوع .

و لكن شاءت إرادة الله أن تكسر ذاك الدأب ، و أن

تسجل استثناء بعد هذا العمر كله ، بأن تحتم على

أحد الطرفين التغيب لأول مرة عن شريكه لمدة قد تزيد عن شهر و نصف ، و هو الأمر الذي امتزجت فيه عاطفتان متناقضتان ، هما ألم الفراق الذي

لم يتعود عليه الطرفان ، و الفرح الكبير الذي

أبهجهما حتى أذاب لوعة الفراق ، ذاك أن الطرف

المغادر ناداه من هو أفضل من شريكه لزيارة بيته الحرام ، فلبى النداء ، و كم كانت فرحة الزوج كبيرة ، إذ كان يتمنى أن يهديه هدية غالية تنسيه تعب السنوات الطوال التي قضاها في خدمة العائلة و تربية الأبناء بكل صبر و تفان ، فلم يجد خيرا من هذه الزيارة المباركة لتلك البقاع المقدسة ، فطوبى له بها ، سائلين المولى جل في علاه أن يجعلها غفارة لذنوبه و ذنوبنا و أن يبارك 

و يتقبل من كل الذين ساهموا من قريب أو بعيد في القيام بهذا الركن الإسلامي الجليل ، و نحمد الله و لا نحصي ثناء عليه .



             🕋   بقلم الشريك  زايد وهنا  🕋


ما أشبه اليوم بالأمس

 🔍  ما أشبه اليوم بالأمس 🔍


          غريب ما يحدث في زماننا هذا ، و لست أدري أأنا 

و أمثالي ممن ينتمون إلى الجيل الماضي قد تخلفنا عن هذا العصر بمستجداته و لم نعد نجد في أنفسنا ارتياحا لمسايرته و لا قبولا لمداراته  ، لأننا ما زلنا نرزح تحت ما وقر في نفوسنا و عقولنا من ذاك الماضي الذي نعتبره الزمن الجميل بكل المقاييس ؟.  أم هو تصور خاطئ منا ينبئ عن تخلفنا 

و عجزنا في نظر أجيال اليوم المبرر بالصراع الحضاري الذي عادة ما يخلق ذلك البون الشاسع بين الأجيال ، حتى أصبحت نوبات الشك تنتابنا من حين لآخر فنسائل أنفسنا أنحن حقا الذين ما زلنا في ضلالنا القديم ، نتخبط في عتمة التخلف التي تغشي أبصارنا .

حقيقة الأمر أن وجهات النظر تختلف من جيل لآخر حسب التغيرات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية التي يأتي بها كل عصر ، و لكن إلى عهد قريب لم تكن تلك الهوة تحدث تغييرا متباعدا و محيرا بين أجيال الماضي مثل الذي نراه اليوم في الأجيال الحالية .

فقد عرفت العقود الثلاثة الأخيرة تغيرا جذريا و طفرة سريعة تنصلت من ذلك الماضي بموروثاته و أحدثت قطيعة تامة ، لم تعهد مثلها الأجيال فيما مضى من الزمن .

قديما كان الناس يتنافسون في أمرين هامين يعتبرونهما الأصل في الرفع من قيمة و مكانة الإنسان في مجتمعه ، أولهما مجاهدة النفس للتمسك بالفضيلة و نبذ الرذيلة حتى تبلغ من الاستقامة مبلغا محمودا ، و ثانيهما السعي الحثيث في طلب العلم بشتى صنوفه العلمية والأدبية لأنه نور العقل من الجهل و مصباح الأبصار من الظلمة ، يرفع الله به قوما فيجعلهم قادة أئمة تقتفى آثارهم و يقتدى بفعالهم ، و قد كان العلماء إلى وقت قريب هم صفوة القوم ، لهم المكانة العالية 

و الكلمة النافذة في المجتمع ، ينظر إليهم نظرة التبجيل 

و التقدير ، و كان القيمون على تسيير و تدبير أمور البلاد يستشيرون هؤلاء العلماء كل حسب تخصصه و يأخذون برأيهم في النوازل و القضايا التي ترفع من وتيرة التنمية 

و تسير بالبلد نحو شط الأمان ، لذلك كانوا في زمانهم ذاك يعرضون عن التفاهة ، و يعتبرونها ضربا من الحمق و النذالة التي تحط من قيمة آتيها ، و لا غرو في ذلك إذ كان عدد التافهين في أيامهم قليلا لا يكاد يلفت انتباها ، و لا أحد يعيرهم اعتبارا أو يعتد بآرائهم مادامت آراؤهم تصب في السفاهة لا غير .

و لكن ما حدث اليوم هو العكس تماما عما كان بالأمس ، فقد انقلبت الموازين رأسا على عقب ، إذ عوضت الفضائل بالرذائل و لم يعد للقيم السامية و الأخلاق الفاضلة قيمة تذكر ، و همشت العلوم و الآداب و فقدت جودتها و قيمتها ، و همش أصحابها المجدون على قلتهم ،  و فتح الباب على مصراعيه للتافهين المتفيهقين يصولون و يجولون بتفاهتهم ، و وفرت لهم كل السبل المساعدة من قنوات تلفزية و وسائل التواصل 

الاجتماعي و غيرها ليبثوا عبرها ما لذ و راق لهم من أطباق التفاهة حتى زاغ الشباب عن جادة الصواب ، و أصبح مفتونا بهذه التوافه ، يعتقد أنها طريق الخلاص ، مما جعله يقلد التافهين في بعض المظاهر التي تشمئز منها النفس السوية ، كالكلام الفاحش الذي يتداول على مرأى و مسمع من الناس من غير حرج و لا حياء ، و اللباس الممزق الذي لا يكاد يستر عورة ، و تصفيفات الشعر المقرفة ، و الأوشام المخزية على أطراف الجسم و الأقراط في الأذنين ، بل الأدهى و الأمر أن بعض نساء و بنات هذا العصر يتفاخرن بإبراز مفاتنهن 

و يتباهين بالمؤخرات الممتلئة و لا يضرهن في شيء إن كانت عقولهن فارغة ، حبذا لو كان  اهتمامهن بالعلوم بنفس اهتمامهن بالمؤخرات  ، لما كن ملومات . 

ولعل هذا الانحلال و الانسلاخ عن القيم الانسانية النبيلة 

و انعدام الزجر و الردع هو ما أدى إلى تفشي ظاهرة الإجرام بكل أشكالها حتى بات الناس مدعورين من خطورتها ، يتملكهم الخوف ليل نهار  على فقدان متاعهم إن لم نقل أرواحهم .

و لا ملامة على الشباب عامة فيما فعل في نفسه من اهتمام بالمظاهر ، لو أولى نفس الاهتمام بالأخلاق و العلم .

 و لكن للأسف الشديد مظهر مقزز و سلوك منفر و عقل فارغ ، إلا من رحم ربي ، و لا أظن أن من كان على جانب من الخلق الحسن ، و على جانب من العلم و المعرفة يرضى أن يفعل في نفسه ما يثير اشمئزاز الناس ، و حتى لا نكون مجحفين في حق  قلة قليلة ممن هداهم الله ، أولئك الذين رموا وراء ظهورهم كل تلك التوافه ، و أقبلوا على كل ما يزكي النفس 

و يرفع مقامها إلى مراتب الفضلاء ، و سعوا في طلب العلم 

و تحصيله  و جعلوه أولى الأولويات ، فهؤلاء حقا قد تبوؤوا منازل الأخيار سلوكا و علما و لعلهم الأمل الذي يضع عليه المجتمع رهانه في المستقبل ، أما ما عدا هؤلاء القلة الواعية الحازمة ، فالسواد الأعظم من شبابنا قد اقتصر اهتمامه على المظاهر الزائفة المقيتة التي لا تقبلها الطبيعة الحيوانية ناهيك عن الطبيعة البشرية .

          لم نعد نرى و نسمع في أيامنا هذه من الفنون إلا رديئها ، و نادرا ما نصادف عملا فنيا رائعا ، و لكن سرعان ما يتجاهله الكثير و يتجاهل صاحبه ، و كيف له أن يعجب مثلا بقصيدة شعرية رصينة و يتذوق رونقها و جمال لغتها و بلاغة أسلوبها و قد ألف التفاهة و تعودت أذنه على المبتذل من الفن ، مما جعل ذوقه منحطا لا يستسيغ إلا الساقط ، لأنه هو نفسه غير مؤهل لفهم و استيعاب الأعمال الفنية الراقية ، فمعينه من الأدب قليل جدا ، لا يسعفه إلا في تذوق تلك العفونات التي أنتجها أمثاله من السداج .

و ما قيل عن الشعر ينطبق تماما على باقي الفنون من نثر 

و غناء و غيرها .

و قد استدرك البعض -- ممن يدعون الإصلاح -- ما وصل إليه المستوى الأخلاقي والتعليمي من تدن في أوساط شبابنا ، فعرفوا الداء و لم يعرفوا الدواء ، إذ عمدوا في كل مرة و دون تحليل مخبري دقيق  إلى استعمال أدوية يعالجون من خلالها أعراض المرض ظنا منهم أنها ستفي بالمرغوب ، و لكن تلك الوصفات لا تغير من واقع الحال شيئا ، بل تزيد الوضع تدهورا .

فدعاة الإصلاح بيدهم الحل لو كانت لديهم النية الصادقة في الإصلاح ، ولكن  التهافت على الثراء و المناصب و تحقيق المصالح الشخصية أعمى أبصارهم ، و طمس بصائرهم 

و تركهم في الغواية و الفساد يهمعون ، فلم تعد لهم غيرة على مصلحة البلد ، و لم يعد يهمهم من أمر الشباب شيئا ، متناسين أن شباب اليوم هم كهول الغد الذين على أكتافهم يبنى مجد الوطن ، و تنشئتهم على الصلاح هو السبيل الأقوم لصلاح المجتمع و تقدمه ، إذن كيف يتحقق المراد من غير نية صادقة و لا عزم أكيد ؟

  

☚  أليسوا هم من ساهم في تردي هذا الوضع بتشجيعهم للتفاهة و تشييء المرأة و منحها حرية من غير ضوابط حتى دب الانحلال في أوساط الأسر ، و لم تعد الأسرة تتحكم في زمام التربية كما كان قديما ، علما بأن الأسرة هي المهد الأول لتكوين جيل ملتزم إذا اشترط فعلا بصلاح العمود الفقري للأسرة الذي هو المرأة ؟. 


☚  أليسوا هم من همش الفقهاء و الأدباء و المفكرين الغيورين على القيم الانسانية النبيلة و المجدين في البحث العلمي و الأدبي المفيدين للرفع من سمعة البلد ؟.


☚  أليسوا هم من قلل من قيمة الأستاذ ، و استنقص من قدره ، و أهمل حقوقه و تركه عرضة للضرب و الشتم من غير عقاب رادع للأضناء ؟.


☚  أليسوا هم من أطلق العنان للشباب باسم حقوق الإنسان ، فغاب الانضباط و الحياء  في المؤسسات التعليمية و حل محلهما التسيب و الفوضى ؟.


☚  أليسوا هم من رفع نسبة النجاح في جميع الأسلاك إلى أعلى مستوى حتى بات التلاميذ ينتقلون من مستوى إلى آخر بأعداد هائلة و هم لا يمتلكون من المعارف أدناها و أبسطها ؟.


☚  أليسوا هم من يتكرم على كل طلبة الجامعات بشهادات الإجازة ، و لا يستثنون في ذلك أحدا حتى صارت أعداد المجازين كبيرة جدا و أفواج الخريجين تتراكم سنة بعد أخرى و لكن دون استحقاق ، إذ أغلبهم لا يتعدى مستواه العلمي و المعرفي مستوى تلميذ في الإعدادي من الجيل القديم ، و هذا الضعف يلمسه أغلب المجازين في تخصصهم ناهيك عن التخصصات الأخرى ، و هم أنفسهم يعترفون بتعثرهم و قلة زادهم كلما تقدموا لمباراة توظيف أو شاركوا في نشاط ثقافي معين ؟.


☚  أليسوا هم من رفع أيديهم عن مراقبة و محاسبة الإعلام فأضحى يقدم  التفاهات و يرفع من شأن التافهين ، فجعلهم قدوة الشباب الذي يحتدى ؟.


        لعل هذه و غيرها كثير ما شجع شبابنا على تقليد التفاهة و الاهتمام بسفاسفة الأمور ، و ألقت به في مستنقع الجهل و الرذيلة يتخبط في وحلها ، و هو الأمر الذي لم يستسغه كبار السن و عقلاء القوم في هذه العقود الأخيرة 

و جعلهم يستشعرون نوعا من الغربة في أوطانهم دافعهم في ذلك الغيرة على البلاد و العباد . 

إن رسالة الرقي لا يمكن أن يقوم بها أبناء أمة عاجزة موبوءة ، إذا لم تأخذ بالأسباب الحقيقية من القيم السامية 

و العلوم المفيدة المواكبة لمستجدات العصر ، فزماننا هذا لا يقبل إلا الأجسام التي تجري فيها دماء العافية ، و العقول

التي تجعل العلم أسمى مطالبها ، و لا ترضى عن نفسها كل الرضى إلا إذا أحست أنها تنافس غيرها في جميع المجالات .

أما و الحالة هذه ، فقد صدق من تنبأ و قال أن المجتمع لن يتذوق مرارة خذلانه و نتيجة إهماله هذا إلا بعد بضع سنوات حيث يموت و يتقاعد ما بقي من الجيل القديم الذي كان في عمومه يعمل بجد و إخلاص و كفاءة عالية ، حينها يؤول تسيير القطاعات إلى هذا الجيل الذي تشبع أغلبه بتوافه الأمور ، فتعصف رياح التفاهة بكل ما هو جدي ، و تضيع المصالح في مهبها ، و تذهب الآمال أدراجها ، عندها يتجرع المجتمع ما صنعت يداه ، و يقول العاقل الغيور ليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا . 


                      💼   بقلم زايد وهنا   💼