👽 وجوه غابت و غاب معها الأنس 👽
كلما تقدم العمر بالإنسان يزداد ميله للعزلة فتجده في أحيان كثيرة يرغب في الاختلاء بنفسه ، ينآى بها بعيدا عن الناس ، يحدثها و تحدثه ، يناجيها و تناجيه ، يسترجعا سويا أحداث و وقائع طواها الزمان ، فأمست مجرد ذكريات و حتى تلك الجميلة منها صارت بتذكر أصحابها الذين غيبهم الموت مؤلمة و محزنة .
و لعل ما يغلب على هذه الذكريات صور أولئك الذين كانوا معنا ثم غادرونا إلى دار البقاء ، بعدما تركوا لنا مواقف من طباعهم و تصرفاتهم وقرت في مخيلتنا ، و هي من توقظ فينا تلك المواجع كلما تذكرناها و تذكرناهم ، منهم أقارب
و أصدقاء و معارف كنا قريبين منهم جمعت بيننا و بينهم علاقات ، تقاسمنا و إياهم من خلالها لحظات جميلة ما زالت عالقة بأذهاننا ، تذكرنا بهم ، فلا تنجلي صورهم عنا و لا تغيب ، و ما ينسينا إياها أحيانا إلا انغماسنا في فتن الحياة اليومية ، و تهافتنا وراء سرابها ، و في خضم هذه الحياة الزائفة الزائلة يتقدم بنا العمر و يزداد شوقنا و حنيننا لتلك الأيام الخوالي تذكرنا بمن رحلوا ، و تتجلى لدينا تفاهة الدنيا ، فنميل إلى العزلة و نجعل من ذواتنا رفيقا نبثه أحاسيسنا ، و متى استرجعنا ذاك الماضي و أهله ، أرخت علينا الكآبة سدولها للحظات ، فندرك من غير شك أنه سيأتي يوم نغادر فيه نحن كذلك هذه الدنيا كما غادروها من كانوا بالأمس بين ظهرانينا و كأننا نطمئنهم أننا لاحقون بهم إن عاجلا أو آجلا .
فهل يا ترى تركنا أثرا طيبا نذكر به ، حين يضمنا القبر و نصير إلى ما صار إليه السابقون ؟؟؟ .
👾 لحظة تأمل و تذكر لزايد وهنا 👾
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق