🕋 فرحة أذابت ألم الفراق 🕋
اليوم تكون قد مرت خمسة و ثلاثون سنة عن ذلك الرباط المقدس ، و ذلك الارتباط بحبل المودة المتين الذي لم تستطع ظروف الحياة أن تنال من صلابته أو تعكر من صفو نقائه ، لذلك و رغم طول مدة هذا الارتباط لم يسبق لأحد الطرفين أن تغيب عن شريكه إلا لماما لا يتعدى بضع محطات قليلة تكاد لا تحصى لندرتها ، و إن حدثت فهي لضرورة لا تمتد في أقصاها إلى أكثر من ثلاثة أيام و قلما تجاوزت ذلك إلى أقل من أسبوع .
و لكن شاءت إرادة الله أن تكسر ذاك الدأب ، و أن
تسجل استثناء بعد هذا العمر كله ، بأن تحتم على
أحد الطرفين التغيب لأول مرة عن شريكه لمدة قد تزيد عن شهر و نصف ، و هو الأمر الذي امتزجت فيه عاطفتان متناقضتان ، هما ألم الفراق الذي
لم يتعود عليه الطرفان ، و الفرح الكبير الذي
أبهجهما حتى أذاب لوعة الفراق ، ذاك أن الطرف
المغادر ناداه من هو أفضل من شريكه لزيارة بيته الحرام ، فلبى النداء ، و كم كانت فرحة الزوج كبيرة ، إذ كان يتمنى أن يهديه هدية غالية تنسيه تعب السنوات الطوال التي قضاها في خدمة العائلة و تربية الأبناء بكل صبر و تفان ، فلم يجد خيرا من هذه الزيارة المباركة لتلك البقاع المقدسة ، فطوبى له بها ، سائلين المولى جل في علاه أن يجعلها غفارة لذنوبه و ذنوبنا و أن يبارك
و يتقبل من كل الذين ساهموا من قريب أو بعيد في القيام بهذا الركن الإسلامي الجليل ، و نحمد الله و لا نحصي ثناء عليه .
🕋 بقلم الشريك زايد وهنا 🕋
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق