🦂 صادف البلاء محله 🦂
مثل مأثور تتداوله الألسن ، عندما يرون في
أحدهم دمامة الخلقة و خساسة المعاملة .
كثيرا ما تسمع الناس في أحاديثهم ، ينعتون النساء بالكيد و الدهاء و إتقانهن لفن المراوغات و الخداع ، و يدعمون قولهم بما
يتداول من آيات قرآنية و أحاديث نبوية و أقوال
مأثورة من عامة الناس ، و قليل منهم من يقف
موقف اعتدال ، و لا يأخذ بالمطلق في الحكم ،
ففيهن الصالحات و فيهن الطالحات كما في الرجال
الصالح و الطالح ، غير أن كفة الطالح عند النساء
ترجح كيفا و ليس كما ، أي و إن تساوى عدد
الطالحات من النساء بعدد الطالحين من الرجال إلا
أن كيد و مكر و خداع النساء الطالحات يفوق خطورة كيد الرجال الطالحين ، و هو ما أثبتته التجارب الحياتية منذ خلق الله الزوجين الذكر
و الأنثى .
لقد كرم الإسلام المرأة و رفع قدرها و مكنها من
حقوقها ، و لعل وصية الرسول صلى الله عليه
و سلم في حجة الوداع خير تعظيم و تبجيل لها
إذ جعل حسن معاملتها و معاشرتها بعد الصلاة
التي هي عماد الدين ، كما جاء في رواية الخطبة
" الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم " و في رواية أخرى " استوصوا بالنساء خيرا " .
و في الحديث من صحيح مسلم :
" الدنيا متاع و خير متاع الدنيا المرأة الصالحة "
و غير هذه من الأحاديث التي تعلي شأن المرأة ،
لأنها العمود الفقري للأسرة ، فصلاح الزوج
و الأبناء رهين بصلاحها ، و فسادها يعني فساد
الأسرة و المجتمع ، و صلاحها يحافظ على تماسك
الأسرة و تربية الأبناء تربية حسنة حتى لو كان الزوج طالحا ، فكم من امرأة حافظت على كيان أسرتها و كافحت من أجل تربية و تعليم أبناءها إلى أن صاروا رجالا صالحين رغم انحراف والدهم .
و بقدر ما كرم الإسلام المرأة الصالحة ، فقد حذر
من كيد و خداع المرأة الطالحة الفاسقة ،
قال تعالى في سورة يوسف على لسان العزيز لزوجته زوليخة لما تبين له افتراؤها على يوسف :
" إن كيدكن عظيم " .
و في الحديث الشريف :
" اتقوا الدنيا و اتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .( رواه مسلم ) .
أو كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
" في النساء ثلاث خصال من خصال اليهود : يحلفن وهن الكاذبات ، ويتظلمن وهن الظالمات ، ويتمنعن وهن الراغبات . فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا من خيارهن على حذر “ .
و ما دام فساد المرأة خطير جدا يترتب عليه فساد الأسرة و ينعكس سلبا على المجتمع ، فقد تواترت
فيه أقوال الناس منذ القدم .
فهذا أبو حامد الغزالي يقول :
" والصبرُ على لسانِ النساءِ ممّا يُمتَحَنُ بهِ الأولياء"
أما عالمة الاجتماع ( مدام دي ستايل ) فتقول :
" تحتاج المرأة إلى عشرين عاما لتجعل من ابنها رجلا صالحا ، بينما لا يتطلب الأمر عشرين دقيقة
بالنسبة لامرأة أخرى لتجعل منه رجلا أحمق " .
يقول جلال الخوالدة :
" أذكى الرجال على اﻹطلاق.. هو الذي لا يجادل النساء " .
أما شوبنهاور فيقول :
" لقد سلحت الطبيعة المرأة بالمكر والكذب والخداع، لأنها حرمتها من النبوغ والعبقرية "
و لحصر الأقوال الواردة في كيد المرأة الطالحة
نختم بالمثل الصيني الذي يقول :
" أقوى قوة مائية في العالم هي دموع النساء “
إذن نستخلص مما سبق ذكره أن لصلاح المرأة
تأثير كبير يفوق في فائدته صلاح الرجل ، كما
أن لفساد المرأة خطورة كبيرة لها انعكاسات
جد سلبية على الأفراد و المجتمع أخطر بكثير من
فساد الرجل .
كنت شخصيا أظن أن المرأة تتميز على الرجل في أوصاف كثيرة كالحنان و الرقة و الحياء ، بينما الرجل يتميز بالجبروت و الغلظة و التسلط ، حتى أتى اليوم الذي جمعتني فيه ظروف العمل بامرأة ، ليست كالزميلات اللواتي عرفتهم في حياتي ، فهذه تختلف عليهن جميعا ، فقد جمعت بين قبح مظهرها و خبث باطنها ، إذا نظرت إليها للوهلة الأولى تتقزز نفسك و تسري في جسدك رعشة يمتزج فيها الخوف بالتعجب ، لأن نظراتها تشبه كثيرا نظرات أفعى الكوبرا ، تشعر بشرر من الخبث ينبعث من عينيها الزائغتين مما يوحي إليك بعدم الارتياح لتصرفاتها فتسرع طبعا بالابتعاد و التنحي عنها درءا لسمومها .
لم تمض إلا مدة قصيرة حتى بدأت سمومها تسري
في أوصال العاملين معها ، في كل مرة يشعر أحدهم بلدغة من مكرها ، تكبر و استعلاء من غير
كفاءة و لا قدوة و لا إخلاص في العمل و لا حسن تواصل ، تنقل الأخبار الكاذبة بين الزملاء لتوقع
بينهم العداوة و البغضاء ، تتلون كالحرباء من شدة
نفاقها ، فإذا لمست مصلحة عند أحدهم ، تراها
تتودد و تستعطف في استكانة ، حتى إذا ظفرت
بما تريد ، أعرضت عنه و عاملته بازدراء ،
أصبح الجميع يعي ألاعيبها و خبثها و كيف لا
و قد لدغ أغلبهم ، مما جعلهم يتخذون الحذر منها بل وصل الأمر ببعضهم أن صاروا لا يكلمونها ، حتى أضحت مهمشة و منبوذة .
يتعجب المرء أحيانا كيف لمثل هؤلاء أن يشتغلوا
في قطاع حساس ، يتطلب من مزاوله أن يكون
على قدر كبير من الكفاءة و الأخلاق الفاضلة
و حسن السلوك مع الجميع ليكون قدوة للنشء ،
و لكن للأسف لا شيء من هذا ينطبق على هذه
السفيهة التافهة ، وعن أمثالها يسري المثل الشعبي المغربي :
" لا زين لا مجيء بكري "
و قد صدق الشاعر صالح بن عبد القدوس حين
قال :
يلقاك يحلف انه بك واثق
واذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
فالله جلت قدرته نسأل أن يجنبنا شياطين الجن
و الإنس ، و أن يهدي كل ضال إلى الطريق
المستقيم ، إنه والي ذلك و القادر عليه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق