لعنة الله على الكاذبين
الكذب و إن كان عموما رذيلة إلا أن بعضه يحتاج إلى ذكاء ، و هو الأمر الذي غاب عن بعض الكذابين الجزائريين ، و لا ملامة على الجهلة و الأميين منهم فيما يفترونه لأنهم من رعاع القوم لا يفقهون شيئا ، و لكن اللوم الشديد و الطامة الكبرى هو عندما يصدر الكذب و البهتان و الإفتراء من حكامهم و مثقفيهم الذين و بكل صراحة لا يملكون من الثقافة إلا الإسم .
الغريب في الأمر أن هؤلاء المحسوبين على الثقافة ، يجهلون تماما تاريخهم و تاريخ الأمم الأخرى ، مما جعلهم يخبطون خبط عشواء ، فهم من جهة نظرا للنقص الذي يشعرون به يريدون أن يفتعلوا لهم تاريخا عريقا بين الأمم و من جهة أخرى يحاولون سرقة المأثور المغربي العريق لينسبوه لأنفسهم ، ظنا منهم أن العالم سيثق بخزعبلاتهم ، و هذا أمر مردود عليهم ، و يدل دلالة قاطعة أنهم يعيشون الجهل المقرون بالخبث و الغباء ، مما دفعهم للإفتراء و الكذب دون حساب للعواقب التي جعلتهم أضحوكة بين الأمم .
فإن كان و لا بد من الكذب و النسب و الانتحال فليكن بذكاء بحيث لا يشعر به أحد ، و حتى و إن كان من الناس من اشتم رائحة الكذب في افتراءاتهم ، يبقى لديه بصيص من الشك ، و لكن للأسف الشديد فهؤلاء الجزائريون المفترون البلداء أعمى الجهل أبصارهم و بصائرهم ، و من غبائهم يظنون الناس أغبياء مثلهم ، قد يصدقون تخاريفهم ، لذلك تراهم
و تسمعهم يقولون أشياء يستحيي الحمقى و المجانين أن يقولوا مثلها ، و الأمثلة كثيرة نخجل أن نذكرها حتى لا نعكر صدق المقال ، فأضحى كل من أراد أن يضحك أو يتسلى ، يستمع إلى تصريحات حكامهم و مثقفيهم عبر اليوتوب
و غيرها من مواقع التواصل ليتأكد من مدى فداحة جهلهم
و غبائهم ، حتى صار الناس في كل أقطار العالم يعدونها من
الطرائف و النوادر المضحكة التي يتسلون بها و التي لا يمكن أن يصدقها أحد إلا أغبياؤهم .
غير أن هناك من الناس من يعتصر قلبه الأسى على هذا المستوى الساقط التافه الذي وصل إليه هؤلاء ، و بحكم العروبة و الإسلام و الجوار فإننا لا نرضى أن نسمع مثل هذه الخرافات التي تصدر عن حكام و مثقفي الجزائر و يشيعونها بين أفراد مجتمعهم مما يزيد في جهلهم و إلهائهم عن
محاسبة مسؤوليهم الذين أتوا على الأخضر و اليابس و لم يتركوا لشعبهم إلا الفتات رغم توفر بلدهم على النفط .
متى يستيقظ الشعب الجزائري و يعي حقيقة سياسة حكامه التي باتت مفضوحة أمام العالم و التي أصبحت الأكاذيب
و الإفتراءات هي ورقتهم الأخيرة ، و لكن أظنها آخر مسمار يدق في نعش النظام الجزائري .
و صدقت العرب حين قالت في مأثور أمثالها :
"" و من يدعي بما ليس فيه ، كذبته شواهد الإمتحان ""
أما الأديب طه حسين فقد وضح ذلك في قولة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تطابق هذا الواقع المر :
"" نحن نعلم حق العلم أن الخصومة حين تشتد بين الفرق والأحزاب يكون أيسر وسائلها الكذب "".
خير ما أختتم به هذا المقال المقتضب قوله عز وجل في سورة آل عمران الآية 61 :
""" فَمَن حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أبْناءَنا وأَبْناءَكُمْ ونِساءَنا ونِساءَكُمْ وأَنْفُسَنا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلى الكاذِبِينَ """
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق