سعادتك في سعادتهم

               🌞   سعادتك في سعادتهم   🌞


          اعلم أخي المسلم أن ذاك الشاب أو ذاك الكهل الذي تراه يحرس السيارات و الدراجات ،

أو الذي يمسح أحذية الناس في الشوارع 

و المقاهي أو الذي يعمل نادلا في مقهى شعبي ، أو الذي ينقل أمتعة الناس سواء على كتفه او على عربة يدفعها أمامه ، أو الذي يعرض بضاعة بسيطة للبيع ، أو الذي يحرس عمارة ، أو تلك  المرأة التي تعمل خادمة في بيوت الناس ، أو التي تصنع بيديها أرغفة تعرضها للبيع في الشارع ....

أو غير هؤلاء ممن يحترف عملا بسيطا جدا يكاد أجره لا يكفيه هو نفسه لأدنى ضروريات العيش ، فما بالك إذا كان يعول أبوين عاجزين ، أو أسرة بئيسة ، أو إخوة صغارا ، فمثل هؤلاء هم أحق بالصدقة علاوة على ذلك الأجر الزهيد .

فلا يليق بك أخي المسلم و قد مَنَّ  الله عليك 

بالسعة في الرزق أن تساوم مثل هؤلاء فيما

يطلبونه من ذلك الأجر القليل ، بل حاول أن

ترضيهم قدر الإمكان بأن تزيد على أجرهم دريهمات قليلة مما تيسر لديك ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة ، و لك في ذلك ثوابا جزيلا .

فبإحسانك لمثل هؤلاء تدخل السرور على قلوبهم

و تكون قد ساهمت في التخفيف من حدة الجرائم

لأن ضيق اليد و قساوة معاملة الناس لهم تزرع

في نفوسهم الحقد و التمرد على المجتمع و حب الانتقام  مما يدفع بالكثير منهم إلى التعاطي

للمخدرات بشتى أنواعها و السرقة و اعتراض

سبيل المارة باستعمال السلاح الأبيض و غيرها

من الجرائم التي تصل أحيانا إلى القتل .

وهذا ما أصبحنا نراه اليوم في مجتمعنا و قد

انتشر و استفحل خطره .

إذن أعتقد أن المجتمع بكل قطاعاته هو المسؤول

الأول فيما يحدث ، و نحن كأفراد نتحمل جزءا

من هذه المسؤولية ، لأننا لو تعاملنا مع هؤلاء

و أمثالهم ممن قست عليهم الحياة بالحسنى

و حاولنا أن نقدم إليهم العون المادي بما تيسر ،

و رفعنا لهم المعنويات بالتقدير و الإحترام على

ما يقومون به من أعمال ، و أنزلناهم بيننا منزلة

من لا غنى لنا عنه ، فلا شك أننا سنكون قد خففنا

من حدة الاحتياج و في الوقت نفسه نكون قد أزلنا من نفوس أغلبهم شوائب الحقد و التمرد ،

و بالتالي تقل الجرائم إلى أدنى مستوى و يعيش

الجميع في أمن و أمان .

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق