لعل المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في المواطنين الفلسطينيين العزل ، لأكبر دليل على همجيته و أقوى برهان على خذلان الأمة الإسلامية ، و على إثر هذه الأحداث المحزنة و المؤلمة ، تذكرت قصيدة للشاعر هارون هاشم رشيد
و هو من أكبر الشعراء المعاصرين بفلسطين ، ولد و نشأ
و تعلم بغزة ، من دواوينه :
-- حتى يعود شعبنا .
-- أرض الثورة .
-- مع الغرباء .
القصيدة بعنوان " يافا تحتضر " ، يقول فيها :
تعالوا هاهنا شيخ كبير و هو يحتضر
يقول صمدت في يافا فلا خوف و لا خور
وقفت بها كحد السيف أدفع غدر من غدروا
تطاردني رياح الغزو يتبع خطوي القدر
يحاربني بما لم تعرف الأيام و العصر
و يسرق زاد أطفالي و ما للعمر أدخر
و يسكن بيتي المنهوب مني ظالم أشر
هنا امرأة تشق الثوب صارخة و تنفجر
أما من نخوة فيكم تضج بكم و تبتدر
هنا طفل نما في الشوك لا فرح و لا سمر
و لا علم و لا زاد و لا ماء و لا ثمر
يقول أنا امتدادكم أنا زيد أنا عمر
أنا العربي في يافا أسام بها و احتقر
و كنت بكم أنا أزهو على الدنيا و أفتخر
هنا أهلكم عاشوا على الأشواق و انتظروا
و قالوا في غد تأتون يأتي الفوز و الظفر
و قالوا في غد تأتون يأتي العون و المطر
و قالوا في غد تأتون يأتي العسكر المجر
و قالوا في غد تأتون و الأعلام تنتشر
و قالوا في غد تأتون ..قالوا ..رددوا..ذكروا
و مرت تعبر الأيام و الأعوام و العمر
و ما منكم لهم أمل يلوح و لا لكم خبر
و ما منكم سوى النسيان يطويهم و يعتصر
و ما منكم سوى النكران لا ذكر و لا ذكر
تعالوا ها هنا أهل لكم أعيتهم الغير
أيكفي أنهم صمدوا كما الأطواد و اصطبروا
أيكفي أنهم جاعوا فما ضجوا و لا ضجروا
أيكفي أنهم ثبتوا على الإيمان ما كفروا
أيكفي أنهم في القيد ما ذلوا و لا قهروا
سؤال حائر و الله ماذا كيف نعتذر
أما آن لمعتصماه و هي الصوت ينفجر
بأن ترجعنا يوما لماضينا فنقتدر
أما آن لهذا الصوت صوت الحق ينتصر
أما آن لهذا الرعد يبعث كل من قبروا
أتبلغ صرختي الآذان أم تمضي و تنحصر
فيافا أيها الأحباب يافا اليوم تحتضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق