هو رابع من رفع عنهم القلم
لا تلوموا عبد المجيد تبون فالجهل و الأمية صيراه بليدا ، فهو يتفيهق دون أن يدري للكلمات معنى ، مرارا و تكرارا يقول أن الجزائر قوة ضاربة ، و كان الأولى به لولا غباءه أن يقول قوة ضارطة ، ضاربة في البراز ، من أخمص قدميها إلى أم رأسها ، غاصة في وحل التخلف بكل أصنافه حتى أضحت الجزائر مضرب المثل في الجهل و الكذب و صارت أضحوكة العالم ، يروح الناس عن أنفسهم بخزعبلاتها التي لا يندى لها جبين كبراناتها و أتباعهم
و هم يتفوهون بها ، و الغريب في الأمر أنهم يتمادون في هرطقاتهم دون خجل أو حياء ، و لا واحد من كبراناتهم صحا ضميره يوما فينبههم أن أكاذيبهم و خرافاتهم قد جاوزت الحد المسموح به من الحمق و البلاهة و السفاهة ، و كيف يصحو ضمير من عششت فيه كل هذه البلايا .
فإذا كان في كل بلد مارستان ( مستشفى ) للحمقى و المجانين ، فالجزائر هي مارستان العالم حيث جمعت فيها كل الحالات النفسية المعقدة التي استعصى على الطب النفسي علاجها رغم ما وصل إليه من تقدم .
لقد أعمى الجهل و الحسد و التخلف بصيرة جارتنا و دأبت على إثارة الفتنة لما يقرب من خمسين سنة دون أن تظفر بشيء غير الوسطى من أصابع اليد ، و بعد أن دب اليأس إلى نفسها ، و رأت أن قوافل الجيران كادت تبلغ غايتها من النماء ، بينما قافلتها هي لم تبرح مكانها بل تراجعت لأنها شغلت نفسها بالنباح و الاصطياد في المياه العكرة و أغفلت هموم شعبها ، لم تجد وسيلة لإسكات شعبها غير اختلاق قضية وهمية تجعلها ذريعة تنوم بها شعبها
و تجعله يتلهى عن أموره الداخلية ، في الحين الذي تستنزف فيه شردمة الكابرانات خيرات البلاد و ثرواتها ، فتزداد غنى و ثراء
و يزداد الشعب فقرا و تخلفا .
و لهذه الغاية ذات النوايا الفاسدة انتهجت شردمة الكراغلة
و من سار على خطى جهلها كل وسائل الخداع و الكذب
و الخرافات ، و نسيت أنها بهذه التصرفات البلهاء ، فضحت نفسها أمام العالم كله و كشفت عن سوأتها ، و أزاحت الغطاء عن مستنقعها المتعفن الذي يلوث هواء محيطها المغاربي
و الإفريقي و العالمي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق