إلى أين يسير هذا العالم ؟
توصلت من أحد الأصدقاء بفيديو عبر الواتساب
ليتني لم أطلع عليه ، فيديو مقزز يثير الغثيان ، مما دفعني لكتابة هذه السطور عسى أن توقظ في شبابنا شعلة الغيرة على قيمنا الإسلامية و خصوصياتنا ، فتتكون لديهم الحصانة لدرء كل ما يخالفها ، و المناعة لعدم الانسياق وراء الظواهر المنافية لديننا
و هويتنا ، و رغم أن نشر هذا الفيديو مخجل إلا أنني ارتأيت أن أطلعكم عليه ، كدليل على ما وصلت إليه جاهلية عصرنا ، و لا أظنها إلا علامات الساعة .
لا أدري إلى أين يسير هذا العالم ، و لا إلى أين سيصل بهذه الظواهر و المظاهر التي حادت عن جادة الصواب و زاغت عن سكة الفطرة التي فطرنا الله عليها ، و دمرت الغرائز الإنسانية التي فضل بها الإنسان عن سائر المخلوقات من عقل و نطق
و وجدان و ...،
فما نراه يوما بعد يوم يوحي أن إنسان هذا العصر عرف تقدما تكنولوجيا مبهرا ، و لكنه في المقابل عرف تخلفا و انحطاطا في القيم الإنسانية النبيلة ، إذ أضحى يتملص من فطرته التي خلق عليها ، و طفق يختلق لنفسه غرائز غريبة تتنافى مع الطبيعة الإنسانية ، و لا أدل على هذا مما نسمعه و نراه يوميا من ظواهر مخزية ، كزواج المثليين ، و زواج الإنسان بالحيوان ، و زواجه بالدمى ، والتحول الجنسي بإجراء عمليات عضوية ، و التشبه بالجنس الآخر من غير عمليات ، و كشف العورات من خلال ألبسة غريبة ، و حلاقة شعر تثير الغثيان ، و وسم الأجسام بأوشام مخلة بالحياء ، و وضع الأقراط و المساحيق على وجوه الرجال ،
و التلفظ بالكلام النابي باستعمال مصطلحات غريبة دخيلة ، لا تمت إلى لغتنا و قيمنا و هويتنا بصلة ، و غير هذا مما يتنافى
و الطبيعة الإنسانية و لا يقبله العقل السليم و لا الفطرة التي جبلنا عليها .
ففي نظري أصبحت الآية مقلوبة ، تردى الإنسان بنفسه إلى ما دون الحيوانية ، بل أصبحت الحيوانات العجماء أعقل منه فهي تعيش على فطرتها و تحتفظ على غرائزها كما أودعها فيها الخالق ، و إذا شبهنا إنسان عصرنا بالحيوان فقد ظلمنا هذا الأخير ، لأن ما وصل الإنسان من همجية و تخلف و انحلال ، تستحيي الحيوانات أن تأتي مثلها .
إذن إلى أين نحن سائرون ، فإذا كانت الديانات الأخرى غير الإسلام تسمح بهذه الأمور ، فالواجب علينا كمسلمين ألا نقبل بها في مجتمعاتنا و ألا نسمح لأي مواطن مسلم أن يأتيها تقليدا لغيره ممن لا دين لهم ، قيمنا الإسلامية قيم كونية ، أوجدها من لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و مهما اجتهدت لن تجد لها تبديلا و لا بديلا ، فأي زيغ عنها فهو غواية شيطانية مآلها الضلالة و الهاوية ، و لعل ما يعانيه المسلمون في العالم من دونية و انحطاط هو بسبب ابتعادهم عن دينهم و تعلقهم بسلوكات غير المسلمين في المظاهر الزائفة ، أما عوامل الرقي و التقدم عندهم فهذه لم يأخذ المسلمون منها شيئا .
نسأل الله العفو و العافية ، و أن يلهم شبابنا سبل الرشاد و أن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا متمسكا بثوابته و مقدساته ، و أن يخرج من أصلابهم ذرية تحفظ هذه المقدسات ، فتتمسك بدينها و تعمل بشرائعه و قيمه ، و تصمد في وجه الغي ، و تسعى في طلب العلم النافع لتحمل مشعل النماء في جميع القطاعات ، و بذلك تجعل لنفسها مكانة محترمة بين الأقطار و مهابة الجانب من لدن الأعداء خصوصا جيرانها الذين من شدة حقدهم و جهلهم يتربصون بها سوءا ، كما نسأله جلت قدرته أن يجعل كيدهم في نحورهم و أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، إنه على ما يشاء قدير و بالاستجابة جدير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق