🔲لا تسأل🔲

لا تسأل
  لا تسأل "  لماذا " ؟
لماذا  أداة نحرية استدمائية ، تفتح الجراح و     تدمي القلوب ، فتنساب دماؤها كأشطان بئر تدق بالمدراة ، و مهما أوتيت من مفاتيح العلم و دقة التحليل و براعة التطبيب لن توفي السائل حقه ، و لن تشفي غليله و لن تستطيع تضميد جراحه التي تقطر جهلا و فقرا وتهميشا و ظلما ؟

  لا تسأل  " كيف " ؟
  كيف  أداة استفسارية استفزازية ، تحيل التصورات الجادة في نظر البعض إلى أوهام يسخر منها الآخر ، ماهية " كيف " تزيد ألما لمن ضاقت به السبل ،  فتنزف الجراح من جديد دما ممزوجا بصديد يقطر خنوعا و كآبة و غصة.

لا تسأل  " متى " ؟
متى أداة تحديدية استشرافية لزمن قد تندمل فيه الجراح ، غير أن الداء استشرى و الجراح تعفنت و الدواء بعيد المنال ، فلم تعد تنفع معها إلا المسكنات في انتظار بتر الأعضاء أو ملاقاة البحر أو انتحار الجسد ليستريح من الألم و الأرق و اليأس .

لا تسأل " لم لا " ؟
لم لا  أداة اقتراحية استثنائية ، لا جدوى منها ما دامت الأجنحة متكسرة ، و اليد قصيرة ، و المعنويات في الحضيض ، فما للجراح غير الإهمال تبثه تباريح  الإقصاء المضنيات .

حبدا لو لم تسأل ، لعل أدواتك الإستفهامية الإستغبائية الغير المعقمة زادت من ألم الجراح و نزيفها و كأنك صببت عليها  الحمض النتريكي ،  أيقظت مواجعها و قضضت مضاجعها ، بؤسا لك و لأدواتك ، و يا أسفاه على جراح طالها النكران فطال عذابها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق