🔴فرحة الثلاثاء🔴

فرحة الثلاثاء
      أولا و قبل كل شيء ، اعذرني أخي القارئ إن لم أحسن التعبير كما عاهدت في كتاباتي ، فإنني أكتب و أنا في قمة الفرح و السعادة ، يكاد يلحظها كل من يراني ، لا لمال كسبته و لا لترقية حصلت عليها و لا لشيء من هذا القبيل و إنما سر ابتهاجي جاء فجأة لم أكن أنتظرها ، فقد خرجت من البيت و جلست بأحد المقاهي أتفقد أخبار بلدي و التي غالبا ما تكون غير مريحة بل و مؤلمة خصوصا في هذه الأيام ، و إذا بي أهتز من مقعدي و أنا أقرأ خبر فوز التلميذة المغربية من تاونات ** مريم لحسن أمجون ** ذات التسع سنوات بالجائزة العالمية للقراءة العربية متفوقة على الآلاف بل الملايين من قراء أربع و أربعين دولة من العالم العربي وغيره ، في دولة الإمارات العربية ، بمبادرة من محمد بن رشيد آل مكتوم ، علما بأنها أصغر مشاركة تدرس بالمستوى الابتدائي .
  رفعت بصري نحو السماء حامدا لله شاكرا له ، و انذرفت دمعة من عيناي ، طفقت أنظر إلى من حولي و كأنني أبحث عمن يشاركني هذه اللحظة التاريخية المتوهجة في سجل بلدنا ، كدت أصيح من الفرح غير أنني تريثت حتى لا ينعتني الناس بالجنون ، تناولت هاتفي النقال و شرعت في كتابة هذه المشاعر ، و لا أخفيكم سرا فقد اتصلت بي ابنتي تطلب مني الحضور لتناول وجبة الغذاء فقلت لها من شدة فرحي لا تنتظرونني فأنا أتناولها الآن ، و قطعت الاتصال لأعود إلى الكتابة .
  كيف لا يعود الأمل إلى النفس اليائسة مع ابنتنا البرعومة و حبيبتنا و قرة أعين المغاربة جميعا ، فرغم صغر سنها قالت للجميع :
        إني و إن كنت الأخير زمانه **
                        **  لآت بما لم تستطع الأوائل
   نعم في هذا المجال و في غيره من المجالات العلمية و الأدبية و الفنية و الرياضية نسعى جاهدين إلى الرفع من شأن بلدنا ، و لا يهنأ بال الوطنيين الغيورين حقا إلا إذا رأوا راية المغرب ترفع و النشيد الوطني يردد في كل المحافل الدولية . و هذا ليس بالعزيز علينا لو كنا نهتم بطاقاتنا البشرية ، و نخلص في أعمالنا كل في دائرة اختصاصه ، بدء بالأسرة فالمدرسة فالاعلام ، و نعمل كل ما في وسعنا لنشر الثقافة و العلم في ظل القيم الانسانية النبيلة و نترك جانبا سفاسفة الأمور الدخيلة علينا و التي ليست من قيمنا الدينية و الوطنية .
  أخيرا أتقدم بأحر و أغلى التهاني لهذه البرعومة التي رفعت رؤوسنا عاليا و للفائزين قبلها في مسابقة القرآن الكريم و لكل من كان سببا في رفع العلم المغربي مجدا و عزة ، لكل هؤلاء أنحني تعظيما و إجلالا و تقديرا ، كما أهنئ أسرة مريم و عائلتها و أبناء تاونات و الشعب المغربي بهذا التتويج المستحق ، و أشد بكل حرارة على أيدي أبيها و أمها سائلا الله جل في علاه أن يحفظها و يرعاها و ابناءنا و ابناء المسلمين ، و أن يشرح صدورهم لما فيه خير أنفسهم و أسرهم و وطنهم ،
و صدق الشاعر حين قال :
     ما نيل المطالب بالتمني
                       ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
     و ما استعصى على قوم منال
                        إذا الإقدام كان لهم ركابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق